فض الاعتصام..قضية لن تنسى ولن تسقط أبدا
حيدر المكاشفي
4 June, 2022
4 June, 2022
بشفافية -
بالأمس الجمعة ومنذ صباحه الباكر بل منذ مسائه المتأخر، أغلق الانقلابيون العاصمة وخنقوها تماما، فبعد اعلان لجان المقاومة عن تسييرها تظاهرات حاشدة في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى جريمة فض الاعتصام البشعة والوحشية التي وقعت في الثالث من يونيو قبل ثلاثة أعوام، سارع الانقلابيون لاغلاق كل الجسور الرابطة بين المدن الثلاث، فيما أبقوا على جسري الحلفايا وسوبا مفتوحين أمام حركة المرور، وهما جسران بعيدان جدا من مداخل العاصمة مما يصعب على المواطنين الحركة عبرهما (وفتحهما واغلاقهما سواء)، كما تم اغلاق كل الطرق المؤدية الى محيط القيادة العامة للجيش، واغلاق عدد من الطرق الحيوية، وكذا الحال في محيط القصر وما جاوره، وفي شارع المطار وفي مداخل الجسور، هذا غير إفراغ محطات المواصلات الرئيسية بالخرطوم واخلاءها من أي وسيلة مواصلات، واغلاق كل المحال التجارية على امتداد هذه المنطقة، مع انتشار كثيف للمظاهر العسكرية أفرادا وآليات وعربات، فتحولت العاصمة الى ما يشبه مدينة الأشباح ولم يبق الا ان ينعق فيها البوم، فقد قلت فيها حركة المارة والراكبة الى درجة الانعدام، بينما تفشت فيها المظاهر العسكرية وانتشر الجنود بكثافة عالية، وكأنما يتأهبون لخوض حرب دفاعية ضروس ضد عدو شرس،
وكل هذه المظاهر العسكرية الحاشدة لمجرد مقاومة ومواجهة مسيرات سلمية تعبر عن رأيها ولا تملك غير هتافاتها وشعاراتها..كان هذا هو مشهد العاصمة أنقله كما هو على حقيقته قبل انطلاق التظاهرات، وهي اللحظة التي دونت فيها هذه المشاهد التي تأتي كحلقة جديدة في سلسلة الحراك الثوري المستمر بلا توقف منذ انقلاب اكتوبر، والمؤكد ان هذه الحلقات ستتصل وتتوالى تباعا بحسب تأكيد الثوار بأن تصعيدهم لن ينتهي الا بنهاية الانقلاب، فروح التحدي والتصميم التي نشهدها وسط الثوار باستمرار مواكبهم الاحتجاجية رغم العنف والقتل والسحل المستمر، تؤكد بأنهم ماضون في ثورتهم حتى النصر..
إن يوم الاثنين التاسع والعشرين من رمضان الموافق الثالث من يونيو عام 2019 سيظل هو يوم السودان الأكثر سوادا، وسيبقى محفورا فى ذاكرة الأجيال تجتره فى أسى جيلا بعد جيل، ذاك هو يوم فض الاعتصام المشؤوم، تلك الجريمة النكراء التي ستبقى وصمة لا تمحى وعارا لن يزول على القيادات العسكرية الذين احتمى بسوح قيادتهم العامة وأقاموا اعتصامهم حولها اولئك الشباب والشابات البواسل، ففي كل الأحوال لن تكون هذه القيادات بمنجاة من هذه الوصمة، فان لم يكن قرار فض الاعتصام من كيدهم وتدبيرهم فانهم على الأقل تقاعسوا عن حماية هؤلاء الشباب وغضوا الطرف وخلوا بينهم واولئك القتلة السفاحين، فمن العسير ابتلاع أي مبرر طالما أن تلك المجزرة والمقتلة وقعت أمام ناظريهم بل وبين ظهرانيهم، فما (حدس ما حدس) فى ذلك اليوم الأسود كان جريمة خطط لها المجرم بعناية وكان فى كامل الاستعداد والجاهزية بالسلاح والعتاد، بينما كان الضحايا سلميين ومسالمين عزل بل كانوا يستشعرون الأمان لكونهم فى استجارة قواتهم المسلحة، فتخير المجرم ساعة السحر حين كانوا نيام وهم صيام لتنفيذ جريمته البشعة الانتقامية الدموية الشيطانية بلا رحمة ولا وازع من دين ولا أخلاق، وكيف لا يفعل ذلك وهو في غاية الاطمئنان بعدم وجود من يتصدى له ويقارعه بالسلاح، وهذا ما يكشف أن هذه الجريمة لم تتم على عجل وانما بتخطيط وتنسيق وخطة محكمة وتأهيل وتهيئة للمنفذين حتى لا يرأفوا أو تأخذهم شفقة بالمعتصمين..وجريمة بكل هذه البشاعة والشناعة لن تنسى ولن تسقط أبدا ولن تطوى مهما حاولوا طيها..
الجريدة
بالأمس الجمعة ومنذ صباحه الباكر بل منذ مسائه المتأخر، أغلق الانقلابيون العاصمة وخنقوها تماما، فبعد اعلان لجان المقاومة عن تسييرها تظاهرات حاشدة في هذا اليوم الذي يصادف ذكرى جريمة فض الاعتصام البشعة والوحشية التي وقعت في الثالث من يونيو قبل ثلاثة أعوام، سارع الانقلابيون لاغلاق كل الجسور الرابطة بين المدن الثلاث، فيما أبقوا على جسري الحلفايا وسوبا مفتوحين أمام حركة المرور، وهما جسران بعيدان جدا من مداخل العاصمة مما يصعب على المواطنين الحركة عبرهما (وفتحهما واغلاقهما سواء)، كما تم اغلاق كل الطرق المؤدية الى محيط القيادة العامة للجيش، واغلاق عدد من الطرق الحيوية، وكذا الحال في محيط القصر وما جاوره، وفي شارع المطار وفي مداخل الجسور، هذا غير إفراغ محطات المواصلات الرئيسية بالخرطوم واخلاءها من أي وسيلة مواصلات، واغلاق كل المحال التجارية على امتداد هذه المنطقة، مع انتشار كثيف للمظاهر العسكرية أفرادا وآليات وعربات، فتحولت العاصمة الى ما يشبه مدينة الأشباح ولم يبق الا ان ينعق فيها البوم، فقد قلت فيها حركة المارة والراكبة الى درجة الانعدام، بينما تفشت فيها المظاهر العسكرية وانتشر الجنود بكثافة عالية، وكأنما يتأهبون لخوض حرب دفاعية ضروس ضد عدو شرس،
وكل هذه المظاهر العسكرية الحاشدة لمجرد مقاومة ومواجهة مسيرات سلمية تعبر عن رأيها ولا تملك غير هتافاتها وشعاراتها..كان هذا هو مشهد العاصمة أنقله كما هو على حقيقته قبل انطلاق التظاهرات، وهي اللحظة التي دونت فيها هذه المشاهد التي تأتي كحلقة جديدة في سلسلة الحراك الثوري المستمر بلا توقف منذ انقلاب اكتوبر، والمؤكد ان هذه الحلقات ستتصل وتتوالى تباعا بحسب تأكيد الثوار بأن تصعيدهم لن ينتهي الا بنهاية الانقلاب، فروح التحدي والتصميم التي نشهدها وسط الثوار باستمرار مواكبهم الاحتجاجية رغم العنف والقتل والسحل المستمر، تؤكد بأنهم ماضون في ثورتهم حتى النصر..
إن يوم الاثنين التاسع والعشرين من رمضان الموافق الثالث من يونيو عام 2019 سيظل هو يوم السودان الأكثر سوادا، وسيبقى محفورا فى ذاكرة الأجيال تجتره فى أسى جيلا بعد جيل، ذاك هو يوم فض الاعتصام المشؤوم، تلك الجريمة النكراء التي ستبقى وصمة لا تمحى وعارا لن يزول على القيادات العسكرية الذين احتمى بسوح قيادتهم العامة وأقاموا اعتصامهم حولها اولئك الشباب والشابات البواسل، ففي كل الأحوال لن تكون هذه القيادات بمنجاة من هذه الوصمة، فان لم يكن قرار فض الاعتصام من كيدهم وتدبيرهم فانهم على الأقل تقاعسوا عن حماية هؤلاء الشباب وغضوا الطرف وخلوا بينهم واولئك القتلة السفاحين، فمن العسير ابتلاع أي مبرر طالما أن تلك المجزرة والمقتلة وقعت أمام ناظريهم بل وبين ظهرانيهم، فما (حدس ما حدس) فى ذلك اليوم الأسود كان جريمة خطط لها المجرم بعناية وكان فى كامل الاستعداد والجاهزية بالسلاح والعتاد، بينما كان الضحايا سلميين ومسالمين عزل بل كانوا يستشعرون الأمان لكونهم فى استجارة قواتهم المسلحة، فتخير المجرم ساعة السحر حين كانوا نيام وهم صيام لتنفيذ جريمته البشعة الانتقامية الدموية الشيطانية بلا رحمة ولا وازع من دين ولا أخلاق، وكيف لا يفعل ذلك وهو في غاية الاطمئنان بعدم وجود من يتصدى له ويقارعه بالسلاح، وهذا ما يكشف أن هذه الجريمة لم تتم على عجل وانما بتخطيط وتنسيق وخطة محكمة وتأهيل وتهيئة للمنفذين حتى لا يرأفوا أو تأخذهم شفقة بالمعتصمين..وجريمة بكل هذه البشاعة والشناعة لن تنسى ولن تسقط أبدا ولن تطوى مهما حاولوا طيها..
الجريدة