فقه الفطرة 3

 


 

 

من انواع الفطرة السليمة التي زرعها الله تعالي في نفس عباده فطرة حب المال والذرية وهذه  يشترك فيها من كانوا صالحين ومن هم دون ذلك حيث يقول الله تبارك وتعالي (المال والبنون زينة الحياة الدنيا والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير املا)الكهف46 فلا يقدح ابدا في تقوي مؤمن ان يكون من الاثرياء الموسرين ما دام مقيما علي حق الله في هذا المال والا كان هناك شك وانتقاص  في انبياء الله عليهم السلام امثال سليمان وداؤود كما ان نبينا محمد صلي الله عليه وسلم كان يستعيذ بالله من الفقر بل انه ربطه في نفس واحد بالكفر حيث يقول (اللهم اني اعوذ بك من الكفر والفقر) وما ابلغ الشاعر حين قال:

        ما  اجمل الدين والدنيا اذا اجتمعا      واقبح الكفر والافلاس بالرجل

     هذه الفطرة نظفها الاسلام بربطها بعدم طاعة شح النفس والبخل واهمية اخراج حقوق الله والعباد وبذل الصدقات ودعا الي اكتساب المال من حله وصرفه في محله وحذر من الحرام والظلم واكل اموال الناس بالباطل .طبعا يدخل هنا ما بسمي بغسيل الاموال وتلك الثروات الهائلة التي تظهر علي بعضهم كالنبت الشيطاني لا يدري احد من اين اتت ورحم الله قانون من اين لك هذا !

        الذرية والخلف كما يسميه اخواننا المصريون من الامور الطبعية الجبلية التي فطر الله الناس عليها وحدد لها الطريق النظيف العفيف عبر مؤسسة الزواج وحرم علي الانسان ان يقوم بتوزيع نطفه هنا وهناك ..بل من اجل هذه الغاية النبيلة احل الله النكاح مثني وثلاث ورباع من ضمن حزمة اشياء اخر!

          من انواع الفطر السليمة حب النظافة والهيئة الحسنة والملبس الحسن والعطر الفواح فندب لنا نبينا محمد صلي الله عليه وسلم ذلك باهمية الاستحمام واقله مرة اسبوعيا يوم الجمعة و بعد الجنابة والحيض والنفاس واستخدام الماء للاستنجاء ثم الوضوء قبل كل صلاة كل ذلك حفاظا علي النظافة العامة

        نعلم جميعا دعوة نبينا محمد للسواك  قبل كل صلاة وما اكتشفه العلم  حديثا من ان السواك بساعد في توقد الذهن واستيعابه للمعلومات!وتخيل معي صورة شخص استيقظ من نومه وخرج مباشرة للشارع بكل بخره وسوائله واتساخه ..هل تري من احد يخالطه دون  استقذار واشمئزاز ؟وهنا استقبح وبشدة اؤلئك اللذين يشوهون دين الله بدعوي انهم زهاد ومن اهل الله ويشيع من حولهم انهم يصلون بمكة وكذا ولكن تشتم منهم رائحة البول والنجاسة و(الصناح) ونسوا ان محمدا ابن عبدالله كان يعرف من نفح طيبه وعبيره بل انه رفع الطيب حتي جعله في مصاف الصلاة (حبب الي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة).

      وعندما جاء احد الصحابة للرسول الكريم وسأل ان كان حب الرجل لان يكون نعله حسنا ولباسه حسنا من الكبر الممقوت افهمه الرسول الانسان ان ذلك لا يعتبر كبراَ.

ونواصل ان شاء الله

محمد محجوب عبدالرحيم

المدير العام لشركة سماشو

 mmahgoub4120@gmail.com

 

 

آراء