فلتذهب كل القيادات والشراكات الي الجحيم ويبقي حمدوك رئيسا

 


 

 

صدق الفيلسوف الفرنسي ( سارتر) ، عندما قال :( الآخرون هم الجحيم.) أو كما في صيغتها الفرنسية( الجحيم هو الآخرون ) .وتعني العبارة الفلسفية، أنه عندما تكون العلاقة مع الآخرين علاقة فاسدة وملتوية ، فإن الآخرين في هذه الحالة لن يكونون إلا الجحيم.
وما يحدث في السودان حاليا بين الرفقاء في شراكة الحكم ، هو الجحيم بعينه، ولا يمكن تصوره في اي بلد لتوه خارجا من حكم ديكتاتوري مستبد، وقبل أن يسترد أنفاسه تماما، فإذا هو يدخل في لجة جديدة من الخلافات والصراعات والمكايدات والمطالبات و الاستحقاقات ، بل والتمرد والعصيان علي السلطة المركزية ، وكأنما الشارع قد ثار وضحي بشبابه ليعيش هذا المشهد الدرامي في مسرحية( الاخوة الأعداء ).وأصبح الناس في حيرة من أمرهم، إن كانوا يعيشون( فترة انتقالية) أم ( فترة انتقامية ) من الشعب السوداني بسبب ثورته المجيدة حتي لا يكررونها مرة أخري؟
والغريب في الأمر ، فإن هؤلاء الذين يشعلون الحرائق ونيران الفتن، هنا وهناك، ويطالبون أو يروجون بتعديل تركيبة مجلس الوزراء، لم يكونوا أبدا من وقود الثورة او حملة مشاعلها بل هم انتهازية المواقف ويتسيدون المشهد السياسي كلما لاحت لهم في الأفق لمحة من التسامح..ومنهم من يلومون العساكر بأنهم كانوا في لجنة البشير الأمنية وينسون أنفسهم بأنهم كانوا ، حتي الأمس القريب شركاء ( حزب المؤتمر الوطني ) في حكم البلاد ...فلا فرق بين هؤلاء وأولئك...ولو تجملوا.
والمشكلة، ينادون، مع المنادين ، بتغيير رئيس مجلس الوزراء، دكتور عبدالله حمدوك، لأنها هي الشخصية الوحيدة، في منظومة الحكم ، التي يثق فيها الشعب السوداني الذي أدرك بفطرته وطنية هذا الرجل وصفاء سريرته وترفعه عن الصغائر...فأصبح ملكا متوجا في قلوب الناس.
عبدالله حمدوك، هو هبة الله لهذا الشعب الكريم...منه تعلم الحكمة والصبر والإيمان، منه تعلم متي يصمت ومتي يتكلم...متي يعاتب ومتي يسامح ومتي يصلح وكيف يتعامل مع أخطاء الآخرين..وفوق كل هذا وذاك كيف يدير دفة الحكم وسط كل هذه الأمواج الهوجاء الثائرة..ولهذا لايريدونة علي سدة الحكم فهو العقبة الرئيسة أمام فسادهم وانتهازيتهم المكشوفة.
عبدالله حمدوك.، أصبح رمزا ورقما وطنيا صعبا لا يمكن تجاوزه او تعديله أو زحزحته قيد أنملة، ليس لأنه هو يريد ذلك، بل الشعب السوداني يريده ان يبقي في المكان الجدير به..وفي سبيل ذلك فلتذهب كل القيادات والتحالفات والشراكات السياسية والمسارات الجهوية إلي الجحيم ويبقي حمدوك قائدا ورئيسا لهذه الأمة .
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@hotmail.com

 

آراء