في أي سياق نقرأ مأساة كرينك..؟

 


 

 

ما شهدته منطقة كرينك في ولاية غرب دارفور، خلال اليومين الماضيين من مآسي .. طالت البشر والحيوان والحجر .. غيبت أرواح أناس أبرياء لا ذنب لهم، سوى أنهم كانوا هناك.

جاءت في سياق واقع محتشد بالمؤامرات والدسائس والفتن.

لعن الله من أيقظ الفتنة.!
التي عصفت بحياة مئات الضحايا بين قتيل وجريح.
كما حدث من قبل في مناطق أخرى من السودان.!
ماسأة منطقة كرينك في ولاية غرب دارفور .. عبرت عن حجم التيه والتخلف والتشظي الذي تعيشه بلادنا الرازحة تحت قبضة طغمة فاسدة وجاهلة كل همها السلطة والمال والجاه..!
غير عائبة بمعأناة الشعب السوداني المسكين الذي يدفع فواتير إنانيتها وإنتهازيتها من أرواحه ودمائه ودموعه..!

المؤسف أن السودان منذ إستقلاله في عام ١٩٥٦، وحتى الآن ما زال غارقاً في وحل الإنقلابات والحروب والصراعات القبلية..!
لذلك ظل الحزن حارناً، والمآسي تتجدد بين الفينة والأخرى، للدرجة التي أصبحت الأحزان مقيمة في كل شبر من أرجاء الوطن . . كل يوم نسمع خبر مفجع هنا وهناك ..!

أبرياء يقتلون بلا ذنب ..!
فقط لأنهم يعيشون في وطن، يفتك به الموت والخراب من كل الجهات .. وطن يزخر بالمتناقضات .. وطن يعتبر سلة غذاء العالم من حيث الموارد، لكن من حيث الواقع يعتبر من أفقر دول العالم، يستجدي طعامه من الآخرين ..!

وطن منكوب، بمجموعة من الذئاب، تنهش في لحم الشعب، وتنشر الظلام في ربوع وطن شامخ، إنتفض للتو في وجه طاغية عنصري مغرور حكم البلد ثلاث عقود مظلمة بالحديد والنار ...!!!

وطن كله ثار في وجه الطغيان، يحلم بالحرية والنور والسلام، وحياة أفضل لكل الناس، سواء كانوا في القرية أو المدينة.

واقع جديد، خالي من الحروب والدماء، يعبر عن أهداف ثورة ديسمبر المجيدة، كأعظم ثورة في التاريخ الحديث.
رفعت شعارات: حرية، سلام وعدالة، ورددت: الثورة خيار الشعب، من أجل أن يعيش الشعب في أمن وأمان ووئام.

الرحمة والمغفرة لأرواح ضحايا منطقة كرينك
وعاجل الشفاء لجرحاها.
وخالص التعازي للوطن الجريح.

Eltayeb_Hamdan@hotmail.com

 

آراء