في السودان، الكل يجدف ضد الكل.. والمركب ثابتة في عرض البحر

 


 

 

* مناورات طفولية يمينية ويسارية في ميدان السياسة في السودان، تواجهها مناورات شهوانية سلطوية بهيمية.. والكلاشينكوف والآر بي جي جاهزان لسحق كل من يقف في طريق السلطة البهيمية، والدماء تسيل مدراراً..

* لا تحدثني عن العدالة، وأنت لا تدري ما خبِرتُ في ذاك الرواق يومَ وجدتُ القاضي في حيرة من أمر القانون حين اتكأ الكذب على جدار المحكمة.. وبكى شاهد الزور بحرقة أربكت الشيطان الواقف بالقرب منه، وحيرت محامي الدفاع نفسه.. فخافت الكلمةَ وبدأت تتبرأ من الأحرف، وتحمل عكازة تستعرض بها في الطرقات معلنةً للجميع أن هذا زمان ينبت فيه الشَعَرُ في بؤبوءة العين دون أن ترف.. والدم يسيل في شوارع السودان.. وسوف يظل يسيل دون تغطية..

* كل شيئ مفهوم.. وكل شيئ غير مفهوم.. فكل شيئ يأخد مكان لا شيئ ليثبت وجوده في هذا الزمان المرتبك.. زمانٍ ارتقى فيه حميدتي من اللا رتبة عسكرية إلى رتبة فريق أول، متجاوزاً التاريخ والدين والجغرافيا.. زمانٍ رهن فيه الجيش السوداني سلاحه لميليشيا الجنجويد كي تدافع عن الجيش نفسه وعن البلاد والعباد.. وقائد الميليشيا ينهق ويبرطع في كل مكان.. والشعب يموت.. والمبادرات لإيقاف أحصنة الموت تَتْرَى..

* صرتُ لا أطيق سماع كلمة مبادرة.. ولا أتحمل قراءتها، فمركب الشعب السوداني في عرض البحر.. وبيد كل راكب مجداف.. والكل يوجه المركب نحو الوجهة التي تروق له.. فأصبح الكل يجدف ضد الكل.. والمركب ثابتة في عرض البحر..

* والمبادرات تترى ولا تثمر شيئاً ولن تثمر شيئاً.. والمركب لا تتحرك..
* أيها الساسة، يميناً ويساراً، أجمعوا المجاديف وسلموها للجان المقاومة، وبذلك تقدمون أعظم خدمة للسودان..

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء