في ذكرى 6 إبريل : ومضات توثيقية للثورة السودانية المجيدة .. بقلم/ عمر الحويج

 


 

عمر الحويج
7 April, 2023

 

كانا حبيبين ..
التقيا .. في ساحة الاعتصام
خرجت .. صباحا جميلا ..
لتقتني فسان فرحهما..
حين عادت.. لم تجده..
قالوا لها.. لقد استشهد
واصلت الاعتصام .. بفستان زفافها .
***
ربطوه بحجر والقوا به في النيل ..
غاص عميقاً .. في الأحلام
أيقظته حسناء ، حين اقتربت منه مبتسمة ..
همست في أذنه : أنا عروس النيل
همس في أذنها : وأنا عريس المجد
تماسكا ثم غاصا معاً - داخل البراح الهادئ .
***
خبروها عن نُصب تذكاري شادوه .. لحبيبها .
دمعت عيناها حزناً عليه .. ثم لتذكاره .. فرحت ..
خرجت صباحاُ.. كي تؤانسه.
لم تجده منصوباُِ .. مكانه .
قالوا لها : لقد منعوه من.. الحضور..!!!
عرفت أنهم مرتين.. إغتالوا شهيدين .
دمعت عيناها .. على شهيدها
الأول ..
ثم حزنت ..
على شهيدها
الثاني ..
وعادت بخفي ..قلبين .. حنينين .. !!!
***
إخترقت صدره رصاصة معنية به قصداُ ..
إنبثق الدم الأحمر
توقف القلب اليانع الأخضر .
لكن الجسد تآبى على الأرض .. أن يتهاوى ..
بل مشى .. ومشى .. ثم مشى
ممتطئاُُ صهوة قدميه .. فقد قرر أن يموت كما االأشجار .. واقفاُ .
***
إصطادوه .. ذا الشعر الضفائر المموجة المجدولة
إصطادوه صاحب البسمة الملائكية لوحة فرايحية على محياه الوضاح مرسومة
إصطادوا عمداً وقصداً ، محب الحياة والحرية بجمال فنياتها الموسومة
إصطادوه القتلة ، أعداء الفرح ، أعداء البسمة ، أعداء الشَّعر المجدول متموجاً مرسولا.
بحثوا ثم بحثوا ثم بحثوا ثم أختاروا عمداً مقصوداً .
إصطادوا ثم إصطادوا ثم إصطادوا شباباً معنياً مرصوداً .
ثم إصطادوا شهيدنا الريح ال-بالنبيل دوماً موصوفاً .
***
نهض لصلاتها حاضراُ.في أول خيوط فجرها
بتشوقاته الإيمانية.كانت البادئة.إنطلقت من حنجرته (البِلالية ) ..
( لا إلاه ......)
وقبل أن تلامس القلب العامر بالإيمان كي
يكملها بالإثبات.سبقتها الرصاصة المارقة
عن دينها الى ذات القلب العامر بالإمان.
فأكتفت الرصاصة المارقة عن دينها ..بالنفي
وأنطلقت الحنجرة البِلالية إلى ..بارئها .
دون أن تتركها -الرصاصةالمارقة عن دينها ..
أن تكمل الإثبات ..
(إلا الله ......) .
***
أتوا به أمام المحقق عارياً من جسده الذي مزقه النازيون الجدد
المحقق : أنت القاتل
توباك: نعم أنا القاتل
المحقق: كيف قتلته ؟؟
توباك :قتلته هكذا .. بالسلمية
المحقق : كيف قتلته بالسلمية ؟؟
توباك : المقتول أمروه بقتلي إذا سمعني أهتف ..
(حرية سلام وعدالة)
المحقق : وهل سمعك تهتف بكلمات الهرج والمرج هذه .
توباك : نعم سمعني .
المحقق : وهل قام بقتلك ..؟؟
توباك : لا بل إبتسم في وجهي
المحقق : ثم..ماذا حدث له بعد ذلك .. قمت بقتله ..؟؟
توباك : لا .. هم قتلوه ......!!!!
المحقق : هل لديك أقوال أخرى..
توباك : نعم لدي أقوال .. أخرى
أصبحت أنا..
المقتول .. القاتل
وأصبح هو ..
القاتل .. المقتول ..!!!
***
منذ الرصاصة القاصدة قصداً صدر الأول
منذ الدعسة العامدة عمداً..جسد الثاني
سكت النبضان
لكن الروح
سرعان ما طارت لحقت..ولحقت
بالأشجار التي لا تموت إلا واقفة
صلابة وبسالة
وحلقت .. وحلقت
ولازال .. والروحان في الفضاء الرحب
وفي الأفق النعيم .. تعانقاً ممتد
وبينهما ..تتعانق قبضة اليد وهتاف الحناجر
ورد الخناجر
وسيل الوعي في حبر المحابر
تردد ..
إلى الثكنات
والجنجويد والإنقلاب والإنفلات
ينحل .. ينسحق .. يندك

***
عدتُ إليهم رفاقي .. من قبري راجلاً وحافياً وثائراً .. لنكمل المشوار معاً .
رجعتُ إلى قبري راجلاً : أحمل معي .. حزمة رمل من شاطئ نيلنا ذاك السليل السلسبيلا.
رجعتُ إلى قبري راجلاً :أحمل معي .. دفء أمي .. وحضن أمي .. والحنينا .
رجعتُ إلى قبري راجلاً :أحمل معي قهوة أمي .. ودفق دمع أمي .. راكزاً رزينا.
رجعتُ إلى قبري راجلاً :أحمل معي فستان زفاف حبيبتي ..أحمر قان ..نازفة ألوانه من قلبها النبيلا.
رجعتُ إلى قبري راجلاً :منتعلاً حذائي الجديد مزخرفاً بدم .. النشيدا .
أهدانيه .. عائداً راجلاً معي .. ليس حافياً ، إلى قبرنا .. شهيدنا الجديدا .
ذاك حين .. رآني عائداً راجلاً .. إلى قبرنا ، بلا حذاء .. لا قديماً لا جديدا
بل .. عائدٌ شهيدٌ من جديد مجيدا .
***
أحدهما الأول إخترقت جمجمته مقذوفة الأوبلن محشوة (حجارة زجاجية)
والآخر الثاني مقذوفة بطلقة حية رصاصية . وفي ذات التوقيت التسونجية والعسكر والفلول

ومن لف لفهم . من الأرزقية ، يحلمون بالعِزِ والجاه في عِزْ نومة العصرية
***
رأيتها ليس ببصري
لم تكن عيوني معي ، لقد فقدتها ، لكني
أحسست مستقرها ،
بدبيب نحلها في ذبذبات بصيرتي .
حينها صاحت عارية بصيرتي :
وجدتها .. وجدتها . جمجمتي .
رأيتها هناك تتقافز أمامي نافرة .
رأيتهم رفاقي يلملمون بقاياها ..
شظاياها وهم يتزاحمون حولها
وهي التايهة المستنفرة .
وكأنها فرت من قسورة .
حَملُوها في ماذا يا ترى ذاكرتي البضة .. ؟؟!!
جَمَّعُوها في ماذا ياترى سنواتي الضجة .. ؟؟!!
أنهض .. إليهما !!
أسرع .. لأيهما !!
أركض..لكليهما !!
رأيتها جمجمتي دامعة العينين
بلا أعين في محاجرها تودعني وهي تهتف .
رايتني بقلبي النازف دماً بلا
أوعية لدمي أودعها وأنا معها أهتف
رأيتهم معي أنا وجمجمتي ..
ومن خلفنا رفاقي نهتف .
وأنا وجمجمتي ..
بلا أعين بلا ألسن وبلا حناجر .
ولكن بأكف رفاقنا وألسن رفاقنا وحناجر رفاقنا
مع الأصبعين عالياً ونصراً .. نهتف
حرية .. سلام .. وعدالة .
***
إصطادوه ذا الشعر الضفائر المموجة المجدولة
إصطادوه صاحب البسمة الملائكية لوحة فرايحية على محياه الوضاح مرسومة
إصطادوا عمداً وقصداً ، محب الحياة والحرية بجمال فنياتها الموسومة
إصطادوه القتلة ، أعداء الفرح ، أعداء البسمة ، أعداء الشَّعر المجدول متموجاً مرسولا.
بحثوا ثم بحثوا ثم بحثوا ثم أختاروا عمداً مقصوداً .
إصطادوا ثم إصطادوا ثم إصطادوا شباباً معنياً مرصوداً .
ثم إصطادوا شهيدنا الريح ال-بالنبيل دوماً موصوفاً .
***

قالت .. وهي كبيرة :
هاك يالعسكري البمبانة الراجعه ليك دي ..
في خشمك .. أحشيها .
عساك تصحى ..
وراسك تطاطيها .
***
حبيبان عند النهر .. إلتقيا .
أهداها وردة .. أهدتها بدورها إلى .. النهر.
أهداها أخرى .. أهدتها أيضاُ إلى .. النهر .
أهداها ثالثة .. أهدتها كذلك إلى .. النهر .
صاحت .. تأمل .,!!!
مكان الوردة الأولى .. سطعت شمس.
مكان الوردة الثانية .. بزق قمر
مكان الوردة الثالثة .. برقت نجمة
صاح .. تأملي..!!!
من الشمس إلتمعت .. حرية .
من القمرة أشرقت .. سلمية.
من النجمة تلألأت .. عدلية .
سعيداُ - نظر إليها .. سعيدة - نظرت إليه .
تشابكا بالأيدي .. سارا معاُ .. يكملان المشوار .
***
أنا أحبك يا ....
قالت له :
وهو يقف أمامها شامخاُ قوياُ ..على مدى أفقها الممتد . شاسعاُ ، واسعاُ ، وزاهراُ
أنا أحبك .. أحبك كثيراُ .
قال لها :
وهي تقف أمامه في جمال وردة
- كثيرات هن اللائي قلنها .. فقد ترددت على مسمعي كثيراُ .
- قالت له :
وقد غشتها حمرة خجل .. وإرتعاشة عشق .. ولسعة غيرة .
- من هن ..؟؟؟
- قال لها :
- كثر هن .. حتى أنني لا أستطيع حصرهن .
- قالت له :
- قل لي بعض أسمائهن .. فانا لا أخافهن . بل قد أفخر بهن .. لأنهن أحببنك مثلي .
- قال لها : خذي بعض من أسمائهن ( أماني ريناس - وأماني شيكتو - وأماني تيري- ومهيرة بت عبود - ورابحة - وبنونة - وعازة - وفاطنة السمحة (يكفيك أم أزيدك منهن )
-قالت له :
هن سابقات وإن كن حاضرات .. أما أنا فمن القادمات .
ودون أن تشعر وكأنها تغار منهن .. أسدلت ضفائرها ، سبائكاً .. سبائكاً ( فسال من شعرها الذهب ولم ينسكب )
- قال لها مبتسماُ :
أنا أحبهن .. ولكنني أحب القادمات .. أكثر .. وأنت أولهن ..!!!
- قالت له :
وأنا أحبك .. يا من تحتويني بين أضلعك الرباعية .
كثيراُ أحبك يا .... وطني !!!
قالتها : ثم أنطلقت منها زغرودة
(طووووووووووووويلة)

omeralhiwaig441@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء