في عيد الأضحى، هل تُضحُّون بالخراف فحسب؟
الريح عبد القادر محمد عثمان
27 June, 2023
27 June, 2023
في صباح العيد الكبير، هل تذبحون خرافاً فقط وتريقون دماءها، أم تذبحون حب الدنيا بكل ما فيها، وتريقون دمها، حتى لا يبقى في قلوبكم إلا حب الله وحده، لا شريك له؟
يعلم ربنا العليم الخبير أننا نحب الدنيا، وآية حبنا للدنيا تعلق قلوبنا بأبنائنا وبناتنا وأهلينا وأموالنا، وافتتان نفوسنا بمباهجها وملذاتها وشهواتها.
لكن الله يريد أن يكون هو الحب الأول والأكبر في قلوبنا.
ويريد الله أن تكون قلوبنا مكاناً نظيفا يليق بحبه - قلوباً سليمة.
نعم، لا يحبنا الله فحسب، بل ويغار علينا.
فسبحانه من محبّ غيور!
لكنها غيرة مختلفة تماماً، غيرةُ جلالٍ وجمالٍ وكمالٍ وغنىً.
غيرة رحيمة نافعة!
يغار ربنا علينا خوفاً علينا..من أنفسنا!
نعم، لا يريدنا أن نحب غيره أكثر منه، خوفا علينا من كل ما سواه، وكل من سواه، حتى أبنائنا.
فهو العليم بأن أولادنا وأزواجنا وأموالنا بل وأنفسنا، وكل ما نحبه ونتعلق به من دون الله، قد يكون عدوا لنا إنْ أفرطنا في حبه!
فإن كان الله سبحانه وتعالى يغار علينا من حبنا لأبنائنا، فمن باب أولى أن يغار علينا من حب ما هو أدنى من ذلك من الشهوات والأموال والمناصب والجاه.
لكل ذلك، حين أوحى الله في الرؤية لعبده إبراهيم، عليه السلام، أن يذبح ابنه، فإنما أراد سبحانه وتعالى أن يُعلِّم خليله أنه أقرب إليه وأبر به من ابنه.
أراد أن يقول له: يا إبراهيم لن ينفعك ابنٌ من دوني.
ولكي يثبت له مصداق ذلك أوحى إليه أن يذبح ابنه!
هل تحبني يا إبراهيم؟ إذن اذبح ابنك!
اذبح ابنك ليكون ذلك دليلاً على حبك لي!
واختار إبراهيم حب الله على حبه لابنه الوحيد!
انصاع إبراهيم لأمر الله، فوضع ابنه، وفلذة كبده، موضعَ الذبيحة واستل سكينه ليُحزّ رقبته!
ونجح إبراهيم الأب في الامتحان!
ونجح إسماعيل الابن في الامتحان!
لكنّ الله أثبت أنه أرحم بالابن من الأب وأبرّ بالأب من الابن!
أثبت سبحانه وتعالى أنه أرحم بالابن حين فداه بذبحٍ عظيم!
وأثبت سبحانه وتعالى أنه أبرّ بالأب حين قال له: لا تفعل ما يوجع قلبك ويفطره!
والآن، وأنتم تذبحون خرافكم، هل ستذبحون معها حب الدنيا ومتاعها؟
حب الدنيا بخلافاتها وأحقادها وتفاخرها وسفاسف أمورها؟
حب الدنيا ودراهمها وريالاتها ودولاراتها وعماراتها وفارهات سياراتها؟
حب الدنيا ومناصبها وألقابها ونياشينها؟
حب الدنيا ونسائها ورجالها، وحب زعمائها ووجهائها ومشاهيرها وفنانيها ولاعبيها؟
هل ستذبحون فيه العنصرية والقبلية والحزبية والطائفية والمناطقية؟
هل ستذبحون فيه افتخاركم كلٌ ببلده، وعرقه، ولونه، ومنطقته؟
هل ستذبحون البغضاء والأحقاد والحسد في قلوبكم لكي تغدو مكاناً نظيفاً يليق بحب الله سبحانه وتعالى؟
هل ستذبحون حبكم لطاغوت الدنيا الأكبر: الأنا؟
هل علمتم أن الله سبحانه وتعالى ما كان يريد أن يوجع قلب خليله إبراهيم بذبح فلذة كبده، بل يريد أن يعلمنا نحن أن نذبح "فلذات أكبادنا" من الشهوات والرغبات، ومن العداوات والأحقاد، ومن التفاخر الغرور، وحب الدور والقصور.
وأخيرا، هل الخراف هي كل ما تذبحون أم بعض ما تذبحون؟
كل عام وأنتم بخير، وبلدانكم بخير، وأحبابكم بخير، وقلوبكم بخير!
elrayahabdelgadir@gmail.com
////////////////////////////
يعلم ربنا العليم الخبير أننا نحب الدنيا، وآية حبنا للدنيا تعلق قلوبنا بأبنائنا وبناتنا وأهلينا وأموالنا، وافتتان نفوسنا بمباهجها وملذاتها وشهواتها.
لكن الله يريد أن يكون هو الحب الأول والأكبر في قلوبنا.
ويريد الله أن تكون قلوبنا مكاناً نظيفا يليق بحبه - قلوباً سليمة.
نعم، لا يحبنا الله فحسب، بل ويغار علينا.
فسبحانه من محبّ غيور!
لكنها غيرة مختلفة تماماً، غيرةُ جلالٍ وجمالٍ وكمالٍ وغنىً.
غيرة رحيمة نافعة!
يغار ربنا علينا خوفاً علينا..من أنفسنا!
نعم، لا يريدنا أن نحب غيره أكثر منه، خوفا علينا من كل ما سواه، وكل من سواه، حتى أبنائنا.
فهو العليم بأن أولادنا وأزواجنا وأموالنا بل وأنفسنا، وكل ما نحبه ونتعلق به من دون الله، قد يكون عدوا لنا إنْ أفرطنا في حبه!
فإن كان الله سبحانه وتعالى يغار علينا من حبنا لأبنائنا، فمن باب أولى أن يغار علينا من حب ما هو أدنى من ذلك من الشهوات والأموال والمناصب والجاه.
لكل ذلك، حين أوحى الله في الرؤية لعبده إبراهيم، عليه السلام، أن يذبح ابنه، فإنما أراد سبحانه وتعالى أن يُعلِّم خليله أنه أقرب إليه وأبر به من ابنه.
أراد أن يقول له: يا إبراهيم لن ينفعك ابنٌ من دوني.
ولكي يثبت له مصداق ذلك أوحى إليه أن يذبح ابنه!
هل تحبني يا إبراهيم؟ إذن اذبح ابنك!
اذبح ابنك ليكون ذلك دليلاً على حبك لي!
واختار إبراهيم حب الله على حبه لابنه الوحيد!
انصاع إبراهيم لأمر الله، فوضع ابنه، وفلذة كبده، موضعَ الذبيحة واستل سكينه ليُحزّ رقبته!
ونجح إبراهيم الأب في الامتحان!
ونجح إسماعيل الابن في الامتحان!
لكنّ الله أثبت أنه أرحم بالابن من الأب وأبرّ بالأب من الابن!
أثبت سبحانه وتعالى أنه أرحم بالابن حين فداه بذبحٍ عظيم!
وأثبت سبحانه وتعالى أنه أبرّ بالأب حين قال له: لا تفعل ما يوجع قلبك ويفطره!
والآن، وأنتم تذبحون خرافكم، هل ستذبحون معها حب الدنيا ومتاعها؟
حب الدنيا بخلافاتها وأحقادها وتفاخرها وسفاسف أمورها؟
حب الدنيا ودراهمها وريالاتها ودولاراتها وعماراتها وفارهات سياراتها؟
حب الدنيا ومناصبها وألقابها ونياشينها؟
حب الدنيا ونسائها ورجالها، وحب زعمائها ووجهائها ومشاهيرها وفنانيها ولاعبيها؟
هل ستذبحون فيه العنصرية والقبلية والحزبية والطائفية والمناطقية؟
هل ستذبحون فيه افتخاركم كلٌ ببلده، وعرقه، ولونه، ومنطقته؟
هل ستذبحون البغضاء والأحقاد والحسد في قلوبكم لكي تغدو مكاناً نظيفاً يليق بحب الله سبحانه وتعالى؟
هل ستذبحون حبكم لطاغوت الدنيا الأكبر: الأنا؟
هل علمتم أن الله سبحانه وتعالى ما كان يريد أن يوجع قلب خليله إبراهيم بذبح فلذة كبده، بل يريد أن يعلمنا نحن أن نذبح "فلذات أكبادنا" من الشهوات والرغبات، ومن العداوات والأحقاد، ومن التفاخر الغرور، وحب الدور والقصور.
وأخيرا، هل الخراف هي كل ما تذبحون أم بعض ما تذبحون؟
كل عام وأنتم بخير، وبلدانكم بخير، وأحبابكم بخير، وقلوبكم بخير!
elrayahabdelgadir@gmail.com
////////////////////////////