قائد الانقلاب وعميل إسرائيل في السودان مرعوب جداً من شعبه

 


 

 

حين يخرج المتظاهرون في الطرقات يهتفون باسمه وبجواره السباب وعبارات الرفض؛ يفزع الديكتاتور، عندما تعرض وسائل الإعلام تلك المسيرات مشيرة إلى سياساته التي يراها البعض خاطئة؛ يصاب الديكتاتور بالهلع، وعندما يقول له أحد في وجهه لا، يخاف الديكتاتور، وكل تلك الضغوط النفسية على شخص مريض بالقلق المزمن لن يكون ثمارها في صالح أحد، فيصدر الأوامر بالقتل والسحل والتفجير وقلب الطاولة؛ لأن هذا ما يفعله "الضعيف حين يكون في مركز قوة".
"إنهم يرون أنفسهم أشخاصاً مميزين للغاية، يستحقون الإعجاب، وبالتالي يجدون صعوبة في التعاطف مع مشاعر واحتياجات الآخرين، ويميلون للانتقام ممن يعارضهم". هكذا صرح الطبيب النفسي الأمريكي سيث دايفن، موضحًا في مقاله أن الرجال الطغاة على مر التاريخ سعوا للحكم بقبضة من حديد مدفوعين بخوف خفي ومتطرف، وأحيانًا غير منطقي من المصير الذي ينتظرهم، هذا على الرغم من شعورهم بالعظمة، والذي هو شعور زائف يختبئ خلف النرجسية.
الديكتاتور الصغير -عبدالفتاح البرهان، الذي لم يمض على انقلابه شهرا واحدا، بدأ يزاحم أسماء لها رائحة الدم، كهتلر، وماو تسي تونج، وغيرهم من الطغاة الذين قتل كل واحد منهم ما يزيد عن مليون شخص في رحلة تحقيق أحلامهم الديكتاتورية، هؤلاء الرجال سعوا للحفاظ على السيطرة الكاملة على حكوماتهم وسكانهم من خلال الأساليب العنيفة والدموية.
يوم الأربعاء 17/11/2021، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن مقتل 15متظاهرا خلال الاحتجاجات التي شهدتها العاصمة الخرطوم، احتجاجا على قرارات قائد الانقلاب عبد الفتاح البرهان بحل مجلسي الوزراء والسيادة وإعلان الطوارئ.
وقالت اللجنة الطبية إن قوات الأمن تستخدم الرصاص الحي بكثافة في مناطق متفرقة في العاصمة الخرطوم، ما أدى إلى وقوع عشرات الإصابات بعضها حرجة، وسقوط 15 قتيلا في صفوف المحتجين.
ونقلت رويترز عن شهود عيان إن قوات الأمن انتشرت بكثافة في الشوارع الرئيسية ومفارق الطرق، واستخدمت الغاز المسيل للدموع لإبقاء المحتجين بعيدا عن نقاط التجمع، وأغلقت الجسور العابرة للنيل.
عزيزي القارئ..
ان مجزرة يوم الأربعاء 17/11/2021، تعتبر مجزرة بشرية حقيقية، بل عملية إبادة‌ بشرية وجريمة‌ ضد الإنسانة، وهي الأكبر من حيث الخسائر البشرية منذ المجازر التي ارتكبها نظام عمر البشير الساقط؟
هذا العنف المفرط وغير المسبوق ضد المواكب السلمية لسودانيين عزل، انما تجسيد حي وحقيقي لقدرة الدكتاتور الصغير المرعب القاتل عبدالفتاح برهان، على ارتكاب الشرور في أقسى صورها. انه الخوف والفزع من المصير المظلم الذي ينتظره!
القاتل عبدالفتاح برهان يمر بنوبة فزع، وليس في يده شيء سوى استخدام العنف والقوة في محاولة يائسة لالتقاط أنفاسه المتسارعة.. ولكن هل يستطيع هذا الديكتاتور الأجرب ان يقتل كل الشعب السوداني الرافض له ولإجراءاته الانقلابية؟
نوبات الهلع أو الفزع الذي تعرض له القاتل الصغير، جعله يشعر بالضعف الشديد، ويظن أن كل الأمور قد تخرج عن سيطرته، ولذلك اقبل على قتل شعبه الذي صنع ثورة عظيمة تعتبر من اعظم الثورات الشعبية في العالم.
نعم، برهان القاتل، لديه الكثير ليخسره، السلطة، والمال، والمنصب، وفريق عمل كامل من "الخدم، والانتهازيين الذين ينفذون ما يأمر به دون مناقشة، ولذلك يشعر أنه معرض للخطر، فهو لا يريد أن يخسر مكانته، ولا الصورة الذهنية التي كونها عن نفسه، ولذلك تشكل المسيرات الشعبية والجماهيرية التي ترفع لافتة مكتوب عليها «لا لحكم العسكر» مصدرا للفزع والخوف.
******************
لكن مخطئ هذا الديكتاتور الوقح إذا اعتقد ان المسيرات الجماهيرية ستتوقف؟
إذا الشّعبُ يَوْمَاً أرَادَ الْحَيَـاةَ.. فــلا بــدّ أن يســتجيب القــدرْ
ولا بُـدَّ لِلَّيـْلِ أنْ يَنْجَلِــي.. وَلا بُدَّ للقَيْدِ أَنْ يَـنْكَسِـر
وَمَنْ لَمْ يُعَانِقْهُ شَوْقُ الْحَيَـاةِ.. تَبَخَّـرَ في جَوِّهَـا وَانْدَثَـر
فَوَيْلٌ لِمَنْ لَمْ تَشُقْـهُ الْحَيَاةُ.. مِنْ صَفْعَـةِ العَـدَم المُنْتَصِر
ثورة ديسمبر المجيدة، ثورة شعب تواق للحرية والكرامة، فهذه الثورة كانت إذن ثورة للتحرر من الاستبداد والظلم والطغيان، وقد استطاع فعلا بإسقاط نظام المؤتمر الوطني الذي حكم ثلاثين عاما، وشعب بهذا الإصرار، لا يمكنه ان يقبل بحكم العسكر الذين انقلبوا على المدنيين في 25 نوفمبر 2021، تحت ذرائع تصحيح مسار الثورة، إذ كيف للعسكر تصحيح ثورة لم يكونوا جزءا منها أصلا؟
بعد يوم 25 نوفمبر، حطم الانقلابيين بقراراتهم واجراءاتهم التعسفية، كل مقومات الدولة والشعب، وسفك الدماء، وهتك الأعراض، ونهب الأموال، وسجن الأحرار، وتدمير الاقتصاد، وافقار الشعب، وإعادة البلاد الى قرون غابرة، وبكل أساليب من سبقوه بل أشد جرما وفظاعة ووحشية. ولكن الشعب السوداني سيظل مقاوما ومقاتلا ضد هذا الانقلاب، ومستمرا حتى النصر الأكيد.

bresh2@msn.com

 

آراء