قطع كهرباء البرهان

 


 

 

طياف -
لم يكن المقصود في خطاب الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس الانقلابي قوى الحرية والتغيير، ولا حتى الشباب في لجان المقاومة او الشارع الثوري كانت هناك جهات أخرى قصدها الفريق البرهان بالهمز واللمز في خطابه الأخير الذي أدلى به في افتتاح أسواق البيع المخفض بامدرمان، وقال البرهان في تصريح متزامن مع انقطاع الكهرباء لحظة بدء خطابه (لو قطعتو الكهرباء ولا قطعتو رقابنا سنظل نعمل حتى آخر نفس واردف انهم سيظلوا يعملون حتى آخر نفس لحماية البلد والمحافظة عليه وأضاف: ليس لديهم مايخافون عليه لأن ليس امامهم سوى هدف معين ).
وتوجيه هذه الرسالة من البرهان تعني ان هناك جهة أخرى تعمل ضده دفعت البرهان لارسال هذه الرسالة الانفعالية ، ومن المسئول عن الكهرباء ومن بيده خيوط لعبة ( القطع ) سوى عناصر النظام البائد ، فالفلول هذه الايام الذي بينها وبين البرهان ( مش ولابد ) فالقيادات الاسلامية الآن تنقسم الى قسمين احدهما يناصر البرهان والآخر يختلف معه ولا يرى فيه إلا زعيماً عسكرياً مراوغاً ليس له أمان ، فانقطاع التيار بالتزامن مع خطابات المسئولين في الدولة هو نهج ( كيزاني ) قديم، وان أغلب الذين يتحكمون في التيار الكهربائي ومياه الخرطوم ينتمون الى النظام البائد مارسوا هذه الاساليب على الحكومة المدنية من قبل ، وبدأوا يمارسونها من قبل شهر على النظام الانقلابي ، فالفلول منها مايعد العدة لخوض انتخابات ( غير نزيهة ) ومنهم من يعمل من اجل تنفيذ انقلاب جديد ، وانقطاع التيار الكهربائي يصلح لتحقيق الهدفين ليكون واحداً من المسوغات التي يطرحونها للحصول على مباركة الشعب لخطواتهم القادمة.
والغريب ان الذين يقومون بقطع التيار الكهربائي هم فلول النظام البائد الذين اعادهم البرهان الي وظائفهم عبر دائرة الطعون الإدارية بالمحكمة العليا، التي اصدرت قرارات قضت بإبطال القرارات الصادرة عن لجنة تفكيك نظام الثلاثين من يونيو بإنهاء خدمات عدد من العاملين بالوزارات وقررت المحكمة إعادة المفصولين من قبل اللجنة إلى عملهم بقطاع الكهرباء.
كل هذا يعني ان القرار هو قرار قيادات النظام البائد وليس قرار البرهان الم يقل البرهان بنفسه ( مايهمنا يقولوا القيادة ضعيفة ) فالضعف ان تكون صاحب القرار ولا تملك القرار ، بربكم طالعوا معي هذه العبارة من جديد ( تقطعوا الكهرباء او تقطعوا رقابنا ) الا تكشف هذه العبارة مستوى الضعف في القيادة بالفعل وان ثمة قوة أكبر هي التي تتحكم في الأمور غصباً عن رغبة وارادة الحاكم !! ومن غير الفلول ، هم ذاتهم الذين تحدثنا عنهم انهم من يديرون شؤون الدولة وليس المجلس الانقلابي ، و(قطع النور ) ، يعني ان الظلاميين اقرب لمكتب القرار من البرهان نفسه الذي سيكون قطع رقبته وفصلها عن جسد الحكم اسهل من لمسة على هاتفه الجوال ، عندها سيدرك ماهو البيع المخفض الحقيقي في السوق السياسية.
ويقول قائد الجيش نحنا عندنا هدف لابد من ان نصل اليه ، والاهداف ( خشم بيوت ) فمنذ الانقلاب وقبله يعمل المكون العسكري عملاً ممنهجاً ضد الوطن والمواطن ويدمر الاقتصاد ، تنهب الموارد وثروات البلاد ويقتل الشباب في الشوارع ، ويُعزل السودان من جديد وتتسع دائرة الانفلات الأمني وتشكو دارفور ذات الجراح القديمة ، هذا هو هدفكم ، أن لاتقوم لهذه البلاد قائمة ، والفريق يقول ليس هناك مانخشاه، لغة البشير حتى وهو على فراش الموت السياسي عندما كان يلفظ آخر انفاس الحكم.
لهذا ان خلاصة الأمر ان الذي يقطع التيار الكهربائي هو ( الطرف الثالث ) الذي كان يقول البرهان انه يقوم بقتل الثوار ، وعندما مارس الطرف الثالث القتل على حد تعبيره ، لم يهدده البرهان في خطاب واحد ليقول إن الذين يقتلون الشباب نقول لهم لن نقف مكتوفي الايدي سنحميهم ونحمي الوطن حتى لو قطعتوا رقابنا ، فالرجل قتل الروح أهون عليه من قطع التيار الكهربائي .
طيف أخير
على الباغي تدور الدوائر
الجريدة

 

آراء