قنبلة الرئيس المصري مرسي وقنبلة السيد الامام!

 


 

ثروت قاسم
1 July, 2012

 


Tharwat20042004@yahoo.com
رائحة تغيير في الهواء ؟
يظهر لكل ذي بصر وبصيرة  أن الأمر مختلف جدا هذه المرة ! هناك رائحة تغيير في هواء السودان ! هناك رشات مطر، هنا وهناك ، وإن كانت على استحياء ، مما يبشر بصيف ممطر يحاكي الربيع العربي المناخي والسياسي !
ولا نلقي الكلام علي عواهنه ، بل نتوكأ علي أيات وبينات شاخصة  وملموسة !

يمكن تلخيص 8 أمور جديدة  ، مفتاحية ، ومبشرة بفجر صادق  ،  وتحدث لأول مرة في تاريخ كفاح الشعب السوداني  ضد نظام البشير ، ومنذ أن سرق البشير الديمقراطية من الشعب السوداني قبل 23 سنة خلت !
اولأ :
+  لأول مرة في تاريخ  كفاح الشعب السوداني ضد نظام البشير  تستدام المظاهرات الاحتجاجية لأكثر من أسبوعين متتالين !
ثانيأ :
+ هذه أول مرة تلتحم فيها الجماهير الشعبية مع طلاب الجامعات ، مع قادة المعارضة السياسية والحاملة السلاح ! شاركت  كل مكونات قوس قزح  الشعب السوداني في المظاهرات ضد نظام البشير  !
نشر الرئيس جبريل ابراهيم والقائد مالك عقار وغيرهم من القادة  والزعماء  الحاملين السلاح  بيانات ملهمة  دعمت المظاهرات السلمية ، وساعدت على التعبئة الجماهيرية  السلمية لإسقاط  نظام البشير !
ثالثأ :
+ هذه أول مرة يقف الأئمة والدعاة والعلماء والوعاظ وحفظة القران الكريم في السودان في خندق الشعب السوداني وضد نظام البشير ! وقد أصدروا بيانا ( السبت 30 يونيو 2012 ) اكدوا  فيه مساندتهم لمظاهرات الشعب السوداني واعتصامه في المساجد  ، حتي زوال نظام البشير !
هذه نقلة  نوعية فريدة لمن كان الناس يطلقون عليهم علماء السلطان ، وتبشر بأن الفيران بدأت في القفز من سفينة الأنقاذ المخروقة !
رابعأ :
+   لاول مرة ، دعي السيد الأمام  ( الجمعة 29 يونيو 2011 )  الي  اعتصامات في كل المساجد  والسوح  العامة في السودان ، لتتوج نجاحات المظاهرات السلمية !  ودعي  الشباب  لاعتصام في مسجد  السيد عبدالرحمن في ودنوباوي ، ورحب بكل من يريد أن يعبر عن رأي حر ، لأن هذا الشعب شعب حر !  وأكد السيد الامام أن  اي اعتصام أو تعبيرات سلمية هي محمية بالدستور والقانون والشريعة !
وفي نفس الوقت ناشد السيد الامام   نظام البشير أن يراعي ذمة البشر في كل ما يفعل ،  فـأي تعرض بالعنف للبشر يتنافي مع حقوق الشرع وحقوق الإنسان ! أن حق التعبير السلمي المنضبط حق كفله القانون والدستور لجميع المواطنين ،  ويمكن ممارسة التعبير الديموقراطي في حدود القانون  !  ولذلك ينبغي الا يتصدي نظام البشير بعنف  لأي نوع من التعبير السلمي  ، لأن العنف يولد العنف ، ويدخل  بلاد السودان فيما دخلت فيه سوريا وغيرها من البلدان، من كوارث !
لاول مرة ، دعي السيد الأمام كل المساجد وكل السوح العامة أن تستضيف  المواطنين للأعتصام بداخلها  ، ليعبروا عن مشاعرهم الحقيقية سلميا !
وختم السيد الأمام تصريحه  المدوي قائلأ :
بلادنا في مفرق طريق ، وقد تأكد فشل هذا النظام فشلا تاما! ونحن الذين تصدينا لمعارضته منذ البداية ، نخطط الآن لاتفاق علي النظام البديل ، وعندما نتفق علي النظام البديل سوف ننطلق!
عندما تكتمل الصورة ، ونتفق بوضوح تام علي  النظام البديل  الذي يحقق التحول الديمقراطي الكامل والسلام العادل الشامل ، سوف نعبر حركيا عن دعم هذا الموقف الي ان تتحقق هذه المقاصد ان شاء الله!
أنتهي كلام السيد الأمام !
دق السيد الأمام الأجراس ، معلنا ظهور الحق ، وزوال دولة الباطل ، أن الباطل كان زهوقأ !  
خامسأ :
+  هذه أول مرة ، يتجاوز عدد  المعتقلين في ولاية الخرطوم  في يوم واحد ، هو يوم جمعة لحس الكوع ( الجمعة 29 يونيو 2012 ) حاجز الالف معتقل  من المتظاهرين السلميين  ... رقم قياسي بكل المعايير  !
سادسأ :
+  لاول مرة يتفق المجتمع الدولي وبالأخص أدارة اوباما  ، أن الاحتجاجات التي تشهدها البلاد منذ أسبوعين ، مبررة لأن الحكومة تخلّت عن مسؤوليتها ، وأدخلت بلاد السودان في  دوامات شيطانية  باتت معها مهددة بالتشظي والتفتيت !
أتفق الجميع علي أن  نظام البشير  يتحمّل مسؤولية تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية في البلاد، لانفراده  بالسلطة  ، ورفضه  تقديم تنازلات لتحقيق مصالحة وطنية !
المشكلة  تكمن في ان الرئيس   البشير يؤمن أيمانأ راسخأ  ، بأن المصالحة الوطنية هي كلمة الدلع  للإطاحة بنظامه وتسليمه الي لاهاي ، ليقضي بقية عمره في سجونها الباردة ! وبالتالي يلمس كلاشه كلما سمع كلمتي (  مصالحة وطنية ) !
موقف الرئيس البشير العدواني ضد  المصالحة الوطنية يتطلب اولا وقبل كل شئ مصالحة داخل نفس البشير ، ومصالحة  داخل نظام البشير الشيطاني  ... مصالحة مع النفس الأمارة بالسوء قبل المصالحة مع الغير !
وهذه ربما تكون أصعب المصالحات !
سابعأ :
+ هذه أول مرة ، يتفق  جميع المراقبين علي أن الجاي أفظع ؟
الأزمة الإقتصادية التي كانت بمثابة القداحة التي فجرت الإحتجاجات سوف تتفاقم في مقبل الأيام !
سيختفي الجازولين من الأسواق ، وتتوقف المواصلات ، ويرجع الشعب السوداني الى عصر الحمير !
عندها سوف يصل محمد احمد الغير مبالي ( الأغلبية الصامتة ) الى قناعة بأنه قد آن الأوان للرئيس البشير أن يرحل ، مع نظامه الفاشل !
وتزداد حدة المظاهرات ، ويتسع نطاقها الجغرافي أفقيا  ،  ورأسيا بمشاركة كل قطاعات الشعب السوداني !  عندها سوف يكون الوقت متأخرا على  الرئيس البشير أن يقول ( فهمتكم ) ، وسيلحق بفرعون  موسي الذي لم تنفعه توبته وأوبته من الغرق والهلاك !
الكتابة على الحائط ، ولكن أكثرهم لا يبصرون !
ثامنأ :
الرئيس محمد مرسي  ، هو أول رئيس مصري منتخب أنتخابأ حرأ  شفافأ ومتفق عليه  من الشعب المصري  منذ الفرعون الاله خوفو ،  ثاني ملوك الأسرة الرابعة <http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%A3%D8%B3%D8%B1%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9%D8%A9>  في مصر القديمة <http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B5%D8%B1_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%AF%D9%8A%D9%85%D8%A9> ،   قبل 4500 الف سنة  ! لم تعرف مصر في تاريخها الطويل غير الفراعنة الالهة ، والملوك ، والحاكمون بأمر الله  ، والولاة ، والسلاطين ،  والخديويات ، و3 من رؤساء الجمهوريات (  المنتخبين في أنتخابات  ال 99.99 % )  من العساكر المستبدين الفاسدين !
ثم هل هلال محمد مرسي ونور علي بر  مصر ، وعلي بر  بلاد السودان ، وعلي بر  البلاد العربية !
رمي الرئيس  محمد مرسي  قنبلة قدر الضربة في جمعة لحس الكوع (  يوم الجمعة  29 يونيو 2012 ) !
قال  :
انني جئت الي السلطة عبر ثورة  ! ولا يمكن لي  التضامن مع اي ظالم يقهر شعبه !   انني مع الشعب السوداني في تحقيق تطلعاته مثلما حققنا تطلعاتنا !
أنتهي تصريح الرئيس محمد مرسي القنبلة !
لم يكن الرئيس المصري أكثر وضوحأ حينما وصم الرئيس البشير بالظالم الذي يقهر شعبه ، وأكد وقوفه ووقوف الشعب المصري والحكومة المصرية مع الشعب السوداني في تحقيق تطلعاته المشروعة !
هذه نقلة نوعية زلزالية ، سوف يكون لها ما بعدها  ، وسوف تؤثر أيجابأ علي التطورات السياسية ، وتفجير الأنتفاضة الشعبية  في بلاد السودان في مقبل الأيام !  
دعنا نري لماذا يمثل تصريح الرئيس المصري محمد مرسي  بتضامنه  مع الشعب السوداني في تحقيق تطلعاته  ، وعدم وقوفه  مع أي ظالم يقهر شعبه ، نقلة نوعية  بل أشبه  ما يكون  بريح صرصر عاتية ، سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام حسوما ، فترى قوم  الأنقاذ فيها صرعى ، كأنهم أعجاز نخل خاوية <http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3559&idto=3559&bk_no=48&ID=3026#docu> !
+  أثرت  مصر ، تأثيرا فاعلا ومباشرا ، علي مجريات الأحداث في السودان  ،  منذ فجر التاريخ  ، وبالتحديد منذ 3291 سنة عندما أعتلي عرش مصر  الفرعون رمسيس الثاني ( فرعون النبي موسي ) ، ثالث فراعنة الأسرة 19  ! وأول فرعون يغزو ويحكم بلاد النوبة جنوب الشلال الأول ( السودان الحالي ) !
كانت مصر تعتبر السودان شأنا خاصأ  ، منذ  زمن الفراعنة الالهة  وحتي ما بعد الثورة المصرية في يوليو 1952 !
+  سمعنا  بأتفاقية البقط ( عام 651 ) بين ملوك مملكة المقرة  والوالي علي مصر عبدالله بن ابي السرح ، التي ضمنت توريد مملكة المقرة 360 عبدأ سودانيأ  لولاة مصر كل سنة ، ضمن بنود تعسفية أخري  !
+  في العام 1821 استولي الباشا محمد علي ، بقوة السلاح ،  علي بلاد السودان ، وهزم  دولة  الفونج السنارية !
+  كانت ردة الفعل المصرية علي أول ثورة سودانية ( الثورة المهدية )  في عام 1881 عنيفة ، ووصف خديوي  مصر الثورة المهدية  بالتمرد والعصيان علي سلطة الخديوي الربانية  ، وأستعان بالأنجليز وبعض السودانيين علي قمعها في عام 1898 في جردة كتشنر !
+  سمعنا بالملك فاروق ، ملك مصر والسودان ، وغني له مغنو السودان !
+  أختصر صدقي باشا  ، رئيس الوزراء المصري السابق  ، العلاقة بين مصر والسودان  في مطار القاهرة ، عام 1936 ، عند عودته من لندن بعد محادثاته  مع بيفن وزير الخارجية البريطاني !
قال  وهو يلوح باوراق في يده اليمني :
جئت لكم بالسيادة علي السودان !


+  وقفت مصر عبدالناصر  ضد الثورة الثانية  السلمية التي فجرها  الشعب السوداني من داخل البرلمان في ديسمبر 1955 ، باعلان أستقلال السودان ! وعمل الرئيس  عبدالناصر علي تقويض حكومة السودان الديمقراطية الثانية  ( بعد دولة المهدية  الأولي ) ،  وتدبير أنقلاب عبود في نوفمبر 1958 ، ليضمن موافقة  السودان  علي  أتفاقية مياه النيل ، ضمن مخططات أخر !
+  وصف محمد حسنين هيكل ، المقرب للرئيس عبدالناصر ، والناطق الرسمي بأسم ألحكومة المصرية ووزير الأعلام ورئيس مؤسسة الأهرام وقتها ، وصف ثورة اكتوبر 1964 بالغوغائية ، وجاهدت الحكومة المصرية في  خصيها ، وتدبير أنقلاب نميري في مايو 1969  ! ببساطة لان النظام المصري لا يقبل بحكومة ديمقراطية  في السودان تعبر عن اشواق الشعب السوداني ، وخوفأ من العدوي ، ومن  نظرية الدومينو !
+  حرقت أنتفاضة ابريل 1985 العلم المصري في شوارع الخرطوم ، لوقوف الرئيس حسني مبارك  ونظامه  المستبد الفاسد مع السفاح نميري وضد انتفاضة الشعب السوداني !
وقد أوضح الرئيس الهالك مبارك  للدكتور الجزولي دفع الله  ، رئيس وزراء أنتفاضة ابريل  1985 ( القاهرة –  ديسمبر 1985  )  هذه النقطة المفصلية في العلاقة بين مصر والسودان  ، بتوكيده الواضح  الفاضح أن مصر لن تسمح لديمقراطية وستمنستر ان تقوم في بلاد السودان !

+ عندما  سرقت الجبهة الاسلامية القومية الديمقراطية من شعب السودان ، بأنقلابها الأسود في يونيو 1989 ، أتصل الرئيس الهالك حسني مبارك بمن يسوي ومن  لا يسوي في مشارق الارض ومغاربها داعمأ لانقلاب البشير ! وأستمر  مبارك  في  دعمه لانقلاب البشير ، حتي بعد محاولة اغتياله الإنقاذية في أديس أبابا في عام 1995 ! ببساطة لان النظام المصري لا يقبل اطلاقأ بنظام حكم ديمقراطي في السودان ، خوفأ من العدوي ، ومن نظرية الدومينو !
+ السرد التاريخي الموجز اعلاه يؤكد بما لا يدع مجالأ لأي شك بان مصير بلاد السودان ، ومصير أهل بلاد السودان مربوطان  ربطأ محكمأ  بسياسات  وبقرارات  وبتصريحات  رؤساء مصر  ، منذ فجر التاريخ ( الفرعون رمسيس الثاني -  عام 1279 قبل الميلاد  )  وحتي تاريخه ( الرئيس محمد مرسي – يونيو 2012 ) !
أذن ، يا لبيب ،  عندما يصرح رئيس مصر ، ( الجمعة 29 يونيو 2012 ) علي الأشهاد ، بأنه سوف يتضامن مع الشعب السوداني في كفاحه المشروع ضد نظام البشير الظالم الذي يقمع شعبه ، فيجب ان تقف شوية ،  وترجع حركة ورا ، وتتملي في هذا التصريح القنبلة !
ولكن للأسف لم تعر أجهزة الأعلام في داخل السودان وخارجه هذا التصريح  القنبلة أي أهتمام ، ربما لانها لم تستوعب تداعياته ومالاته  التكتونية علي بلاد السودان !
سوف يكون هذا التصريح بمثابة التسنامي والريح الصرصر التي سوف تساعد الشعب السوداني في قلع نظام البشير من جذوره ، والقذف به الي مزبلة التاريخ !
أنتظروا ... انا معكم منتظرون !

 

آراء