قيادة جيش سودان اليوم أسوأ مٓنْ ولدتهم أمهات السودان، إطلاقاً!

 


 

عثمان محمد حسن
19 September, 2022

 

* يقول المثل "لكلِّ ساقطةٍ لاقطةّ".. وقد إبتُلِي الجيڜ السوداني بإعلام ساقط من مصفاة الذهب، إلتقطه نظام البشير وتسلمه البرهان، فارتفعت أصوات أمثال أبوهاجة والحوري واستراتيجيي الغٓفٓلة الذين لا ينفكون يرسمون حقائق بديلة للحقائق الماثلة أمام الناس، ويعتاشون على التجارة في السياسة والمال العام باسم الجيش..

* أما ترى البرهان يرتكب من الموبقات، ما يرتكب، فإذا ثار الناس على موبقات البرهان راحوا يقولون أنها ثورة ضد المؤسسة العسكرية.. وإذا طالب الثوار بذهاب البرهان إلى الجحيم، صوروا للعالم أن الثوار يطالبون بذهاب المؤسسة إلى الجحيم، وكأن البرهان هو المؤسسة بقضها وقضيضها..

* لا أكون مبالغاً إذا قلتُ أن لكل سودانية وكل سوداني قريبٌ منضوٍّ تحت لواء المؤسسة العسكرية السودانية.. وليس من المنطقي أن يتمنى الشعب السوداني زوال مؤسسة هي مؤسسته، رغم علم الجميع أن أسوأ من ولدتهم أمهات السودان هم المفروضين فرضاً على قيادة تلك المتؤسسة الشامحة، وأن العقيدة العسكرية الأصلية بُدِّلت بعقيدة عسكرية تفتقر إلى البعد الوطني، من أي ناحية أتيتهاٍ..

* أيها الناس، لقد تغير قسم الولاء للجيش السوداني عقب انقلاب الثلاثين من يونيو عام 1989، فتغير، بالتالي، أساس العقيدة العسكرية للجيش السوداني.. وأصبح مضمون الولاء لحزب البشير الحاكم مقدّماً على الولاء للسودان.. وبعد سقوط البشير تلقف البرهان وعصابته تلك العقيدة المعيبة رغم إجراء بعض اللمسات عليها..

* ومن المؤلم أن يكون كل ضابط تخرج في الكلية الحربية، منذ ذلك التاريخ وحتى سقوط البشير، قد أقسم قسٓم الولاء للمؤتمر الوطني، وأن يكون كل ضابط صف وكل جندي قد فعلوا ذلك..

* ومع ذلك، وفي مواقف كثيرة، حٓنٓث العديد من شرفاء الضباط وضباط الصف والجنود بذلك القسم المعيب، مستندين في ذلك الحنث على الحديث الشريف القائل:-".. فإذا أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة.."

* وما فعله الشرفاء إبان مجزرة القيادة العامة ينبئ عن ذلك إذ ظل العديد منهم يحمون الثوار طوال الوقت، ما وسعتهم الحماية..

* تحدثت بعض الكنداكات، الناجيات من المجزرة لقناة (سودان بكرة) عن بطولات بعض أولئك الشرفاء، وعن كيف ساقوا مجموعات من الثوار والثائرات إلى بر الأمان.. كما تحدث نفر من أولئك الشرفاء، في نفس القناة، عن عمق إحساسهم بواجيهم تجاه الوطن والمواطنين، وعن ما اعتراهم من ألم ممض لعجزهم عن إيقاف المجزرة منذ البداية، حيث أن القيادة حجبت عنهم السلاح، بمكر مشهود، في ذلك اليوم العصيب..

* ما أقوله ليس دفاعاً عن جيش هو جيشي وجيشك، لكنه لتأكيد حقيقة أن "الجيش ما جيش البرهان، الجيش جيش السودان!"، كما صدحت بتلك الحقيقة الكنداكات وصدح بها الشفوت، أثناء مسيراتهم الاحتجاجية ضد البرهان وحميدتي، مطالبين بعودة الجيش إلى ثكناته وبحل الجنجويد..

- حاشية:-
* قبل ثورة ديسمبر المجيدة، صدر منشور من داخل المؤسسة العسكرية، في مايو 2013، بعنوان (التيار التصحيحي لوضع القوات المسلحة)، وقد قارٓن المنشور بين القيادة التاريخية للمؤسسة العسكرية وبين القيادة الحالية التي وصفها بقيادة بلا مؤهلات حقيقية لقيادة الجنود في المعارك والإنتصار فيها.. وذكر المنشور أن المؤسسة تسيطر عليها، وقتها، عصابة من المنتفعين الذين يتاجرون باسم القوات المسلحة لمصالحهم الخاصة ولحماية انفسهم..

* لا أنكر أن الفئة الضالة هي المسيطرة اليوم على المؤسسة العسكرية، بحكم تمكين البشير لها تراتبياً، إلا أن الجيش يظل جيش السودان، حتى وإن حاول الحوري وأبوهاجة وإستراتيجيي الغفلة أن يصوِّروا غير ذلك..

* و" ليهم يوم!"

osmanabuasadin@gmail.com

 

آراء