كمال الجزولي الرحيل المر

 


 

بشرى الفاضل
6 November, 2023

 

طي هذا الزمن البائس في بلدنا تأتينا الفجائع واحدة تلو الأخرى برحيل أحبابنا وأعزائنا في المنفى. ها هو كمال عوض الجزولي الشاعر الكاتب القانوني النشط في العمل العام يرحل فجأة بالقاهرة وكان قبل أسبوع واحد تجلجل معي ضحكاته عبر الهاتف . وكان قد استلم كتابتي التي هي بمثابة تقديم لروايته قيامة الزئبق قيد النشر وأشار على بنشر ما كتبت.
كمال الجزولي متعدد الاهتمامات والأنشطة فهو جمع من الأناسي في واحد ولعل الشعر منذ كتاباته الباكرة ( أم درمان تأتي في قطار الثامنة) يأتي في مقدمة أنشطته الابداعية والفكرية جميعاً بما فيها نشاطه السياسي القيادي . كانت الروزنامة التي حررها كمال خلال سنوات صفحة تنبض بنثره الفني الآسر. والمقالات التي كتبها كمال وفاءً لمن رحلوا تكشف عن حبه لهم وإجلاله العميق لتلك الرموز.هذا بالإضافة إلى كون كمال قيادة سياسية وفكرية وناقد حصيف ومستشار قانوني. كان أميناً عاماً سابقاً لإتحاد الكتاب السودانيين. وكمال أم درماني صميم. لاتذكر أم درمان إلا ويأتي ذكره فيها.هو من الأشخاص الذين تعرف الأماكن بهم مثل على المك وغيره ممن رحلوا. وسيطلع القراء في روايته (قيامة الزئبق) التي هي قيد النشر كيف أن أم درمان مكان الرواية كانت كما لو أنها شخصية حية تنبض بالحياة.. مثل شخوص الرواية نفسها.ولعل القراء يذكرون هجاءه الداوي الغاضب ضد من يحاولون خنق الحياة في هذه العاصمة الوطنية. (أم درمان ليست تغتصب). وبعد أن اندلعت الحرب المدمرة لجأ كمال وعائلته لمصر ولعل هذا السفر الشاق كان سبباً في رحيله. عزائي لزوجته و لنجله د.أبي وبنته المهندسة أروى.عزائي لأشقائه وشقيقاته منعم وأميرة ومنى ومها وحسن ومحمد ومجدي. عزائي لدكتور مصطفى مدثر وكل أهلهم. يرحم الله كمال الجزولي. سنبكيه طويلاً وداعاً يا كمال

 

آراء