كُلُّنا مَعَكُم: صَرخَةٌ أنطلقَت من عِقالِها سيتردّد صداها

 


 

 

الشُرَفاء من أمّهات وآباء شابات وشباب بلادنا تداعوا وجلسوا وقرروا أنّ أبناءنا وبناتنا لن يخرُجوا بعد الآن وحدَهُم إلى هذه الشوارع التي لم تخون ولا تخون حاملينَ لواء الوطن وهَمّ الوطن وسطّروا ملاحم ستظلّ خالدةً في تاريخ السودان.
قرّروا أنّ ما يحدُث الان لهذا الوطن وما هو في طريقه لأن يَحدُث لن يوقفهُ إلّا إصطفافِنا معاً نحنُ الأُمّهات والآباء مع بناتنا وأبنائنا في خندَقٍ واحد لوقف إنزلاقِ بلادِنا إلى مصيرٍ مُظلِمٍ حَتميٍّ ينتظرُها ويدعون الجميع إلى اللحاق بركبِ الفضيلَةِ هذا والتصدّي لمجهولٍ يُرسَمُ الآن ضد الوطن وأهلُهُ.
إنّ الرسالةَ التي أصدرها هؤلاء الشرفاء هي أنهم لن يترُكوا الأبناء وحدهُم في مواجهةِ آلَة القتل الإنقلابيه التي تهدُفُ إلى هدمِ هذا الوطن وضياع موارده واستعبادِ أهلِهِ وجعلِهِم غرباء فيه.
كلُنا معكم هو حراكٌ يدُقُّ ناقوسَ الخطر قبل فوات الأوان لينهضَ الجميع إلى مسؤولياتهم نحو وطنٍ حُرٍّ مستقِل لا مكان فيه للصوص والخوَنَه وسارقي موارد البلاد والساعينَ في خرابها وفي رهن البلاد للقوى الاجنبيه.
كلنا معكم حراكٌ يتقدّمَ الصفوف ليضرب المثل الأعلا في التضحيات وليقول للانقلابيين أن لا مجال للحوار ولا مجال للمساومه ولا مجال للشراكه. هوَ حراكٌ يقولُ لا للمليشيات ولا للقتل ولا للنهب.
هو حراكٌ يدعو كل أهل السودان من الآباء والأمّهات ليتقدّموا الصفوف جنباً الى جنب مع ابنائهم وبناتهم حتى لا يبقى أحدٌ في المنازل ولا في الأسواق من أجلِ أن نكون او لا نكون.
هو صرخَةٌ من الأعماق لكُلّ شبابنا الذي ضرب اروع الأمثله في الفداء وفي المسؤوليه بأنّهُم لن يسيروا وَحدَهُم بعد اليوم. ستضيقُ الشوارعُ بنا جميعاً وستظلّ راية الحقّ عاليةً في وجهِ الطُغاةِ والجَهله السارقين والمغتصبين بائعي ضمائرَهُم وأوطانهم.
كلنا معكم هي صرخةٌ ليتردد صداها في كُلّ السودان لتوقظَ شيبنا نساءً ورجالاً ليتداعوا ويصطفّوا أمام ابناءهُم وبناتَهُم وليملأوا حناجرَهُم بالهُتاف ألّا للقَهر ولا للإنقلاب ولا لأي مساومَه او جلوس مع القَتَله والمجرمين.
فلتتشابك أيادينا معاً وستكونُ ضربَةَ البدايه في السادس والعشرين من فبراير عندَ الساعةِ الواحده بتوقيت الثوره. لا للمنازل ونعم للشوارع. نعم للشوارع لأن الشوارع لا تخون ولأن الشوارع هي التي سوف تجعل المنازل آمِنَه عزيزةٌ بأهلِها.

melsayigh@gmail.com

 

آراء