لإنجاح الوفاق: ضرورة توحيد الخطاب الإعلامي

 


 

 

كان يوما رائعا ،حينما إجتمعت تلك الوجه النيرة المستبشرة، من أبناء السودان ،وهي تتطلع نحو الغد المشرق ،انتظارا وشهودا بالتوقيع علي الاتفاق الاطاري لانتقال السلطة والحكم المدني.
وكان أيضا ،تنظيما متقنا من حيث الشكل والمنظر والحركة والسكون وتقديم فقرات الحفل ،ابتداءا من المقدمات ومداخلات الوفود،وحتي نهاية البرنامج بكلمة رئيس مجلس السيادة الانتقالي البرهان...وكأنني لأول مرة أشاهد عملا منسقا تقوم به أياد سودانية بتلك الصورة وذاك البهاء ،وعندها أدركت كم انت رائع يا وطني ومبهرا عندما يتحد ابناؤك وينظرون نحو المستقبل بقلب رجل واحد.
ما تم إنجازه، نهار يوم الاثنين ،الخامس من ديسمبر الجاري،كان عملا متفردا،وتوافقا وطنيا مطلوبا،به تحقق المراد مرحليا..(.وليس في الإمكان أبدع ممكان) كما قال الغزالي. ولكننا نقول ايضا،في الإمكان أن يكون أفضل مما كان في مستقبل أيامنا القادمة باردة وتصميم هذا الشعب العظيم.
هذا البهاء ،والالتقاء الوطني ،يحتاج لما يحصنه ويحميه من الاختراق ،،يحتاج الي عمليتين يزيدانه جمالا ...الأول ضرورة أداء قسم الولاء ...فالتوقيع وحده ليس كافيا...ليس شكا في أحد،ولكنه مطلبا كما نفعل مع شاغلي الوظائف الدستورية...
أما الثاني،وهو لا يقل أهمية،فهو الالتزام الصارم بمنع التصريحات السياسية ذات النزعة الشخصية أو الشوفانية خارج إطار ما تم التوافق عليه...فطالما كانت مثل تلك التصريحات الاعلامية غير المسئولة سببا في تفرقنا وتباعدنا حتي حول القضايا الوطنية العليا..وبالتالي لابد من إغلاق هذا الباب تماما..وذلك اولا بتوحيد هذا الخطاب ...وثانيا أن يتم بثه بوجود نافذة اعلامية رسمية.(..مكتب للإتصال الحكومي) ينشأ خصيصا لهذا الغرض ،ذو صلاحيات وسياسات اعلامية محددة وتكون تبعيته لرئاسة مجلس الوزراء.
هذا المكتب الاعلامي( مكتب الاتصال الحكومي) يجب أن يكون علي رأسه شخصية اعلامية مؤهلة وذات توجه وطني وإمكانيات وكفاءة مهنية عالية حتي يؤدي عمله بدرجة عالية من المصداقية والمهنية.. ولو جاز لي تسمية هذه الشخصية الاعلامية الجديدة بادارة( مكتب الاتصال الحكومي) لاخترت الاعلامي المعروف الأستاذ( لقمان أحمد) لهذا الموقع.
د.فراج الشيخ الفزاري
f,4u4f@hotmail.com

 

آراء