لا تمنحوا البرهان طوق نجاة !!
محمد موسى حريكة
3 November, 2021
3 November, 2021
في ظل الأزمة السياسية الناتجة عن الانقلاب العسكري الذي قام به البرهان إنطلقت ما يعرف ب (الجودية) المشكلة من بعض النخب السودانية لمحاصرة تلك الأزمة الحادة، وكما هو معروف فان آلية الجودية درجت في الكثير من الأحوال أن تستيقظ في مثل هذه الحالات ،غير ان تاريخنا السياسي لم يشهد إختراق قامت به الجودية في ازالة اختناق سياسي او حتي احتقان بين فريقين في الأزمات السياسية السودانية الحادة .
من البديهيات ان نظام الجودية هو نتاج لأعراف تاريخية قد يسجل بعض النجاحات في الأزمات الاجتماعية علي مستوي الأفراد او التكتلات الاجتماعية في صراعاتها ذات الطابع الاجتماعي البحت ، وهي غالبا ما تقف علي مسافة واحدة من طرفي الأزمة ثم يبدأ فريق الحكماء او الخبراء في تقريب وجهات النظر بين الطرفين ومحاولة تجسير البعد بين الطرفين .
فهل الأزمة الراهنة الناتجة عن ذلك الانقلاب العسكري يمكن النظر اليها بانها من الممكن ان تحل في إطار (جودية ) تمثلها تلك النخب التي انطلقت لمحاصرة تلك الأزمة ؟
اعتقد ان ذلك وبحكم عوامل عدة غير ممكن ، والسؤال المباشر ، هل تقف تلك النخب علي مسافة واحدة من ذلك الصراع المحتدم بين الشعب الذي يتمثل في الثورة وجهازها التنفيذي الحكومي وبين الانقلابين من العسكر ؟
اذا كانت الإجابة بنعم ، فكيف اختارت تلك الجودية ان تضع نفسها دون خوف من الإدانة التاريخية وهي قد اختارت طواعية هذا الموقف الرمادي ؟
خاصة ان الظرف التاريخي لا يترك فرصة للمناورة وقد استبانت الأشياء التي أفرزها ذلك الصراع وباتت واضحة ،اما ابيض او اسود .
لم تعد التسوية وأنظمة المصالحة ممكنة في هذه الحالة أمام قائد عسكري قام بتعطيل الوثيقة الدستورية ، وزج بأعضاء من مجلس الوزراء في السجون السرية ،ثم قام بعملية قمع وتقتيل لمسيرات قامت تناهض تلك الإجراءات بوسائل سلمية ، وفي أقل من أسبوع قامت اجهزته الامنية باعتقال النشطاء والصحفيين والمفكرين والزج بهم في السجون وتم أخذ رئيس الوزراء المدني رهينة المساومة بحريته وحرية شعبه ،ثم قام الانقلابي البرهان باعفاء عدد من السفراء والدبلوماسيين ،فقط لانهم أعلنوا التزامهم الأخلاقي تجاه شعبهم وتطلعاته المشروعة .ثم تم إنهاء خدمة العديد من كوادر الخدمة المدنية في عملية احلال وإبدال أطاحت بكل المكتسبات التي التي كان من شأنها ان تضع بلادنا علي طريق التحول باتجاه الديمقراطية المستدامة .
كيف يتسني لنظام (الجودية ) التقليدي وآلياته الحيادية ان تعمل لإيجاد مخرج يرضي الطرفين ؟
وهي بعد لم تخرج بيان إدانة واضح لكل الذي يجري ، كيف يمكنها تقريب وجهات نظر بين الضحية والجلاد وباعتبار انهم اَي نخب تلك الجودية هم من الضحايا لاعتبارات الانتماء الوطني !
في المقابل فان ما يقوم به المجتمع الدولي للتوسط في ذلك الشأن فانه مصحوب بقضايا واضحة ، اولها فقد تمت إدانة ذلك الانقلاب دون تردد او غموض ، ثم المطالبة بعودة الأمور الي ما كانت عليه قبل صبيحة الانقلاب ، ثم بعد ذلك تبدأ عملية (الجودية) الدولية اذا اردنا تسميتها كذلك .
اما (جودية )النخب الوطنية فهي لم تصدر بيانا لإدانة الانقلاب ،ولم توضح بشفافية موقفها المبدئي ازاء ما حدث وتعريفه بشكل واضح ولا حتي معرفة ما يدور خلف تلك الكواليس التي تتحرك خلفها .
ما هو صائر الان هو صراع تاريخي بين نزوات استبدادية ظلت علي مدي اكثر من نصف قرن تسيطر علي هذا الوطن بتلك الانقلابات العسكرية وفق مصالحها وامتيازاتها الخاصة ، وبين شعب متطلع لوطن يلبي طموحاته في التقدم والسلام والعدالة والحرية .
في صورة لم تترك مجالا لبنيه الشرفاء في اختيار الضفة الاخري ،سوي هؤلاء الذين قايضوا الوطن بالمصالح الشخصية واختاروا الخيانة الدامغة وبكل سفور .
ما قام به البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر يأتي تتويجا لسجله الحافل بالخيانة الوطنية ووأد طموحات الشعب . وقد أفسد تماما عملية الانحياز(المضللة) التي أدت في ابريل 2019 لصياغة تلك الوثيقة الدستوريةو التي مزق نصوصها انحيازا لنزوته الخاصة وأوهامه في الحكم والتسلط .
فلا تمنحوا البرهان طوقا للنجاة بتلك المصالحات الرخوة ، فالشعب اقوي والردة مستحيلة .
musahak@hotmail.com
من البديهيات ان نظام الجودية هو نتاج لأعراف تاريخية قد يسجل بعض النجاحات في الأزمات الاجتماعية علي مستوي الأفراد او التكتلات الاجتماعية في صراعاتها ذات الطابع الاجتماعي البحت ، وهي غالبا ما تقف علي مسافة واحدة من طرفي الأزمة ثم يبدأ فريق الحكماء او الخبراء في تقريب وجهات النظر بين الطرفين ومحاولة تجسير البعد بين الطرفين .
فهل الأزمة الراهنة الناتجة عن ذلك الانقلاب العسكري يمكن النظر اليها بانها من الممكن ان تحل في إطار (جودية ) تمثلها تلك النخب التي انطلقت لمحاصرة تلك الأزمة ؟
اعتقد ان ذلك وبحكم عوامل عدة غير ممكن ، والسؤال المباشر ، هل تقف تلك النخب علي مسافة واحدة من ذلك الصراع المحتدم بين الشعب الذي يتمثل في الثورة وجهازها التنفيذي الحكومي وبين الانقلابين من العسكر ؟
اذا كانت الإجابة بنعم ، فكيف اختارت تلك الجودية ان تضع نفسها دون خوف من الإدانة التاريخية وهي قد اختارت طواعية هذا الموقف الرمادي ؟
خاصة ان الظرف التاريخي لا يترك فرصة للمناورة وقد استبانت الأشياء التي أفرزها ذلك الصراع وباتت واضحة ،اما ابيض او اسود .
لم تعد التسوية وأنظمة المصالحة ممكنة في هذه الحالة أمام قائد عسكري قام بتعطيل الوثيقة الدستورية ، وزج بأعضاء من مجلس الوزراء في السجون السرية ،ثم قام بعملية قمع وتقتيل لمسيرات قامت تناهض تلك الإجراءات بوسائل سلمية ، وفي أقل من أسبوع قامت اجهزته الامنية باعتقال النشطاء والصحفيين والمفكرين والزج بهم في السجون وتم أخذ رئيس الوزراء المدني رهينة المساومة بحريته وحرية شعبه ،ثم قام الانقلابي البرهان باعفاء عدد من السفراء والدبلوماسيين ،فقط لانهم أعلنوا التزامهم الأخلاقي تجاه شعبهم وتطلعاته المشروعة .ثم تم إنهاء خدمة العديد من كوادر الخدمة المدنية في عملية احلال وإبدال أطاحت بكل المكتسبات التي التي كان من شأنها ان تضع بلادنا علي طريق التحول باتجاه الديمقراطية المستدامة .
كيف يتسني لنظام (الجودية ) التقليدي وآلياته الحيادية ان تعمل لإيجاد مخرج يرضي الطرفين ؟
وهي بعد لم تخرج بيان إدانة واضح لكل الذي يجري ، كيف يمكنها تقريب وجهات نظر بين الضحية والجلاد وباعتبار انهم اَي نخب تلك الجودية هم من الضحايا لاعتبارات الانتماء الوطني !
في المقابل فان ما يقوم به المجتمع الدولي للتوسط في ذلك الشأن فانه مصحوب بقضايا واضحة ، اولها فقد تمت إدانة ذلك الانقلاب دون تردد او غموض ، ثم المطالبة بعودة الأمور الي ما كانت عليه قبل صبيحة الانقلاب ، ثم بعد ذلك تبدأ عملية (الجودية) الدولية اذا اردنا تسميتها كذلك .
اما (جودية )النخب الوطنية فهي لم تصدر بيانا لإدانة الانقلاب ،ولم توضح بشفافية موقفها المبدئي ازاء ما حدث وتعريفه بشكل واضح ولا حتي معرفة ما يدور خلف تلك الكواليس التي تتحرك خلفها .
ما هو صائر الان هو صراع تاريخي بين نزوات استبدادية ظلت علي مدي اكثر من نصف قرن تسيطر علي هذا الوطن بتلك الانقلابات العسكرية وفق مصالحها وامتيازاتها الخاصة ، وبين شعب متطلع لوطن يلبي طموحاته في التقدم والسلام والعدالة والحرية .
في صورة لم تترك مجالا لبنيه الشرفاء في اختيار الضفة الاخري ،سوي هؤلاء الذين قايضوا الوطن بالمصالح الشخصية واختاروا الخيانة الدامغة وبكل سفور .
ما قام به البرهان في الخامس والعشرين من اكتوبر يأتي تتويجا لسجله الحافل بالخيانة الوطنية ووأد طموحات الشعب . وقد أفسد تماما عملية الانحياز(المضللة) التي أدت في ابريل 2019 لصياغة تلك الوثيقة الدستوريةو التي مزق نصوصها انحيازا لنزوته الخاصة وأوهامه في الحكم والتسلط .
فلا تمنحوا البرهان طوقا للنجاة بتلك المصالحات الرخوة ، فالشعب اقوي والردة مستحيلة .
musahak@hotmail.com