لكلّ مُعارضي التغيير الجذري.. رسالة محبّه

 


 

 

السيده الفضلى رشا عوض
التحايا والوّد والإحترام
السلميّه التي وَشَمَت حراكَنا مُنذُ بَدئِهِ هي مَن كَفّت الأيدي المُجرِمه التي تحمل السّلاح عَنّا إلى حَدٍّ ما. الثوره السوريّه خرجت عن سلميّتِها وقارَعت النظام بالسلاح وتدفق المسلحون من خارج الحدود واستُفِز الجيش ككل جيوش العالم وراح المواطن السوري ضحيةً لكل ذلك.
لم يُقتَلَع البشير بواسطة اللجنه الأمنيه ولكنه إقتُلِعَ بأمر الشعب في حراكِهِ المتوحّد خلف مبادئهِ وأهدافِهِ لِحَدٍّ تتقازَمُ أمامُهُ فكرة ضابط يُعطي أمراً بِسََجْنِهِ بالضبط كما اقتُلِع القذافي وقُتِل بيد الشعب ( ولم يستَمِر حَيّاً ) لسَبَبِ أنّهُ لم يكن يوجد ضابطٍ آخر ليُعطي الأمر باعتقاله او قتله ولكن ، لدينا ، قَصُرَ نَفَسْ القاده المدنيين فأفسحوا المزيد من البراحات لعسكر الأمنيه وتمادوا في تقصيرِهِم خلال فترة الإنتقال وعُمياناً ركضوا خلفَ مصالِحِهم وكراسيّهم ومحاصصاتِهِم ورفضوا كُلّ (الشورات ) التي قُدّمَت لهُم لوجهِ اللّه والوطن وهذا تاريخٌ قريب في متناول ذاكِرة الجميع.
الآن نحنُ في هذا الحال المُزري ليسَ برضانا ومُباركتِنا فَقَد أضاع مدنيو الإنتقال أهمّ سنوات عُمر الوطن ليسَ في الّا شيئ وَحدَهُ بل في تغييرِ المَشهَد والزّج بِكُلّ القُبح والقيح الذي نراهُ الآن وهو يَصْبِغُ كُلّ مناحي حياتِنا مما يجعل البَعض يُنَازِعُون للتشَبُّث بالطَّوق أيّاً كانت الأيادي التي تمتدُّ بِهِ ( إنقاذاً للوطن ) كما يَظُنّون.
عندما يكونُ الشعب المتوحِد خلفَ قادَتِهِ هو سلاح هؤلاء القاده كما حدثَ بينَ نَجاح الثوره وانقلاب أكتوبر ويجلس القاده كأداه تنفيذيه طَيِّعه يتلاعب بها شركاؤهُم من العسكر وأعداء الثوره التي أجلَسَتهُم على كراسي القياده .. عندما يتركون الإقتصاد والأمن للعسكر والمليشيات التي تُعَربِد في الأنحاء بلا كوابِح .. وعندما يتركون اهم الوزارات الأمنيّه للعسكر بالمخالفةِ لكلّ اعراف العالَم وعندما يتركون بعير جوبا بما حمل للعسكَر والمليشيات .. عندما يُفَرّق شباب الثوره من أمام مكاتب القاده بواسطة السلطات الأمنيّه وعندما ( يتسوَّل )مصابو الثوره امام مكاتب القاده بالأيّام وعندما تصبِغُ المُحاصصات واللهث وراء الكراسي والترضيات وزولي وزولَك تلك المرحله بصبغتِها الداكِنه وهي تَئِدُ إحدى أنبل الثورات في تاريخِنا وعندما يُفارق هؤلاء القاده خُطا شَعبِهِم ويعتَبرونَ أنّ مواقعَهُم فُرصَةً لتوزيع الغنائم فمِن الطبيعي أن يَعزِلَهُم هذا الشعب ويترُكَهُم وراءَ ظَهرِهِ ، كما فَعَل ، فلماذا تَسُبّونا إن لم نستصحِبهُم نحنُ معنا؟
تحدّثَ الكثيرون من المثقّفين والمُتعلمين ممن شهِدنا على نضالِهِم عن وحدة الصف وضرورة عدم عزل أحد لكن يقول المنطق بعدم إعطاءِ الفُرصَه تِلوَ الأخرى خاصةً ونحنُ نتحدّث عن ( وطن ) ونقول ان مَن يدعون بذلك قلبهُم على الوطن أيضاً ولكن حبهُم هذا ساقَهُم للتصرُّف دونَ تبصُّر.
بنظره موضوعيه نحنُ في التغيير الجذري ندعو لعدم التفريط وسوء التقدير ( مرّةً اخرى ) هل نكون على خطأ نُشْتَم بسَبَبِهِ أم أنّ الخطأ يتسلل للوطن من خلال الكتابات التي أهملت ( عمداً ) ما فعَلَهُ البعض بالوطن وبشَعبِهِ على مَدارِ أخطر فَتره أنتقاليّه عرِفَها الوطن فأتى جبريل ودخلَت الحركات بسلاحِها وعُوِّق وقُتِل وفُقِد ابناؤنا ما بين القبور والمَشارِح التي ما زالوا يقبعون فيها مُنذُ سنواتٍ ثلاث تنتاشهُم الفئران ودوابّ الأرض وانفَلَت الأمن اليس كُلُّ ذلك أدعى للتدقيق وأدعى لأن تكون ( قومَة النفَس ) واحِده بدلا عن أن تُرافِقُنا لأجيالٍ سوف تأتي؟
نعم نحنُ ندعو للتغيير الجذري سيّدتي مُستحكِمين خلفَ لاءاتِنا الثلاثه ونسعى لإقتلاع الانقلاب وكُلّ من دارَ في فَلَكِهِ قوّةً واقتِدارا وليس للتفاوّض أي مجال في سَعيِّنا هذا وليس لدينا ( نبله ) ولكنّا نعرِفُ كيف نصنَعُها وكيف نستعملها ومتى وحتّى النِبلَه يا سيّدتي تقتضي التدقيق في إختيار السّواعد التي سوفَ تُطلقُها.
أخيراً شكراً لوصفِنا بالغوغاء والمُهرّجين وحتّى هذ لن يَهُز أو يَقدَح في محبّتنا لكم جميعاً وأما المعسكرات فليس بالضروره أن تكون حمراء فلقد ذابت في هذا الكيان ألوانٌ كثيره كلها تحكي عن حُبّها لهذا الوطن وإنسانِهِ النبيل.
تأكدي أننا لسنا كيزان ولا نرمي إلى إضعاف المقاومه ولا تعطيل أعمالها ولسنا شركاء لكيزان إنتظاراً لإنقلابهم الذي اؤكّدُ لَكِ أنّهُ ( لن يأتي) لأنّ الكيزان في السلطه ما غادروها بعد الثوره وحتى الآن بسبب مَن تَدعون لعدم إقصائهِم فلقد حافَظوا على الإرث الإنقاذي سليماً مُعافى خلال فترة الإنتقال في الجيش والشرطه وجهاز الأمن والخدمه المدنيه و كمان ( إحتَفَلوا بدُخول الحركات المُسلّحه للخُرطوم ).
أخيراً كُلُّ كيان من كيانات التغيير الجذري يحكي عن تاريخٍ في النضال بدأ نُطفَةً في رَحِمِ هذه الأرض وكان لمنتسبيهِم نَصيباً وافِراً مِن زنازين الأمن وبيوت أشباحِهِ .. لم يكن من بين منسوبيهِم من عملوا مع الإنقاذ او مَعَ البشير او تَقَرّبوا إليهما بقولٍ او فعل.. إنّ الله يأمُرُكم بالعَدل حتّى في ما تكتُبون فأعدِلوا حتى تَصحّوا ويَصح الوطن. اللهُ والوطن وإنسان الوطن من وراءِ القصد وسيظلُّون

melsayigh@gmail.com

 

آراء