لماذا احتفى العالم بتصريحات البرهان ؟!

 


 

 

تصريح البرهان بانه لن يترشح فى الانتخابات القادمه وبان الجيش سيفارق السياسه بعد نهاية الفتره الانتقاليه احتفى به العالم احتفاء لا يستحقه وتناقلته وسائل الاعلام وكادت ان تكرم البرهان فهو تصريح لا يضيف جديداً ولا يقدم ولايؤخر افهم ان يمنح هذا التصريح هذا الزخم اذا صرح به رئيس حزب كبير اما ان يصرح به ضابط فى الجيش فلا قيمة له ومادخل من يعمل فى الجيش بالسياسه فهؤلاء أوجدتهم الظروف فى هذه المواقع فى لحظات تاريخيه لم يكن لهم يد فيها وسوار الذهب مثل رفيقه البرهان هؤلاء لم يرفضوا الديكتاتوريه ولم يحاولوا الانقلاب ضدها مثل ثورة يوليو المصريه مثلاً اوحتى القذافى هؤلاء كانوا عبيداً للديكتاتوريات سندوها بالسلاح واراقوا الدماء من اجلها وكانوا من بين من دعموها حتى انفاسها الاخيره وكان ينبغى ان يحاكموا لا ان يكرموا بالمناصب والعالم لا يفهم ان سوار الذهب والبرهان والطغمه التى كانت معهم لم يكن امامهم غير خيارين اما ان يستلموا السلطه لينقذوا انفسهم اولاً ويخففوا على ولى نعمتهم واما دخول السجن مع الديكتاتور ثوراتنا فى اكتوبر والانتفاضه وديسمبر لم تترك خيارًا ثالث لهذه القيادات وهم ماكانوا قادة الثوره وهم كشخصيات اضعف من ان يقودوا مظاهره دعك عن ثوره هذه الثورات قادها الشعب حتى المدنيون الذين تقدموا صفوف هذه الثورات لم يكونوا صانعيها الدور الاساسى لهذا الشعب العظيم هو صانع هذه الثورات اكتوبر والانتفاضه وديسمبر فقيادات الجيش فى كل هذه الثورات وضعت امام خيارين لا ثالث لهما اما ان تنجو بنفسها او تغرق مع الديكتاتور فاختارت الخيار الأسهل فضحت بالديكتاتور وأنقذت نفسها فهذه القيادات لم تخطط للثوره على الديكتاتور ولم يكن لها تواصل مع الثوار فهى كانت حتى آخر اللحظات تدافع عن الديكتاتور وملوثه بفساد نظامه حتى اذنيها ولا ننكر ان للجيش قيادات فى السابق حاولت الاطاحه بالحكام الديكتاتوريين وضحت بنفسها مثل عبد البديع كرار ومحمد نور سعد والكدرو ورفاقه ولكنا لم نسمع بمحاولات انقلابيه لسوار الذهب والبرهان لقد كانوا من اكثر الضباط انبطاحاً لنميرى والبشير وغارقين فى الفساد
واضيف سبباً آخر لعدم اهمية تصريح البرهان فهناك نص فى الوثيقه الدستوريه (التى لا احبها ) حسم هذه المساله وتنص الماده ٢٠ من الوثيقه الدستوريه على الاتى
(لا يحق لرئيس واعضاء مجلس السياده والوزراء وولاة الولايات او حكام الاقاليم الترشح فى الانتخابات العامه التى تلى الفتره الانتقاليه ) فالبرهان لم ياتى بجديد وماكان للذى اجرى المقابله ان يسال هذا السؤال مادام امره محسوم بالوثيقه الدستوريه ولكن ابتلينا فى هذا الزمن المكندك بإعلاميين وخبراء استراتيجيين وسياسيين مكندكين ايضاً وهل كان يتوقع المجتمع الدولى ان يقول البرهان انه سيخالف الوثيقه الدستوريه ويترشح فى الانتخابات القادمه بالرغم من انه عملياً سيخالفها كصنوه السيسى والذى يتبع البرهان خطواته فهو مثله الاعلى وقد أورد احد مقدمو البرامج فى قناة الشرق فديوهات اثبت فيه بالتسجيلات ان البرهان قد التقط تجربة السيسى وطبقها حرفياً فكل ماقاله السيسى قاله البرهان وبالنص وتبقى ان ينط البرهان من وعده ويستمر فى الحكم بعد المرحله الانتقاليه وهذا اتوقعه فسيخلق البرهان من الزرائع مايمد به الفتره الانتقاليه ليستمر فى السلطه اويخلق من المبررات مايجعله يستمر فى الحكم بعد ٢٠٢٣
لقد حاولت الكثير من وسائل الاعلام أظاهر البرهان وكانه من قام بالثوره وان هذا تفضل منه ان يتنازل عن السلطه بعد نهاية الفتره الانتقاليه وهى مستحقه له ولاحظت ان الغرب يهاب البرهان ويعطيه وزناً اكبر من وزنه فامريكا ومعها الغرب مازالوا يعانون من عقدة عبد الناصر الذى تعاملوا معه كعسكرى ولكن كانت المفاجاه ان عبد الناصر قائد ثوره احدثت تغييرات جذريه وكبيره تجاوزت آثارها خريطة المنطقه العربيه وامتدت لآسيا وامريكا اللاتنيه وجعل الغرب يندم على عدم منحه حجمه الحقيقى وشتان مابين عبد الناصر والبرهان فعبد الناصر قاد ثوره اما البرهان فسرق ثوره ولا يملك من الفكر والرؤيه مايملكه ناصر فالبرهان طالب سلطه وجد سلطه جاهزه فاستولى عليها وهذا هو حجمه وليس قائد ثوره فالثوره صنعها هؤلاء الشباب الذين مازالوا يكافحون من اجل تثبيتها رغم خيانات من اختاروهم ليتقدموا صفوفهم فكانوا أقزاماً ليس فى قامة الثوره وعلى المجتمع الدولى ان يعطى كل بحسب حجمه وان يفهم ان ماحدث فى ديسمبر هو ثوره شعبيه وليس انقلاباً عسكرياً واحس ان الامم المتحده وامريكا والغرب والسيسى والعالم العربى لم يفهموا ماحدث تماماً فهم يصنفون ماحدث بانه انقلاب بطله البرهان وهو الذى احدث التغيير والبرهان نفسه بدأ يعتقد انه هو الذى قام بالتغيير وانه بطل ولكن هؤلاء الشباب سيثبتون للعالم والبرهان انهم واهمون

محمد الحسن محمد عثمان
omdurman13@msn.com

 

آراء