لماذا القوات المسلحة درع الوطن؟ وجهة نظر تستحق التأمل!
عثمان محمد حسن
26 April, 2023
26 April, 2023
* المقال أدناه وصلني من البروفيسور علي عيسى عبدالرحمن، وهو أخ ٌالمرحومة والدتي، لأبيها، نتبادل الرسائل بيننا، على الدوام، وما أكثر إختلاف الرأي الذي لا يفسد لصلة الدم، التي تربطنا، قضية.. لكن بين طيات هذا المقال ما أثار حفيظتي حيث حرَّك ما ظل يعذبني من يقين حول إستهداف السودان من قِبَل بعض الدول لتقسيمه إلى دويلات.. بينما بعض بني السودان في صراع محموم حول كراسي السلطة، مثل( ديك المسلمية يعوعي وبصلتو بكڜنو فيها)..
* وكم، وكم صرختُ:- وا سوداناه! وا سوداناه! والصراع حول الكراسي مستمر، والعمالة ترفع راية الوطنية، فتجذب إليها كماً هائلاً من ( الما ناقشين)!
* وإليكم المقال:-
.
*🌻لماذا القوات المسلحة درع الوطن ؟ وكيف اقسم ضباط الدفعة 36 بحماية الوطن 🌻*
✍🏽 *بروفيسور علي عيسى عبد الرحمن*
قبل نهاية الالفية الثانية كنت ضمن مجموعة ضباط من القوات المسلحة السودانية توجهنا نحو سوريا في دورة خاصة بالعلوم الاستراتيجية في الكلية السياسية وهي المؤسسة العلمية العسكرية الاهم بسوريا ، وشهادتها عادة يوقع عليها القائد الأعلى ورئيس الجمهورية حينها حافظ الأسد ، هذه الدورة تزيد عدد ساعاتها المعتمدة عن عدد ساعات برنامج الدكتوراه بالكورسات .
من المواد التي كنا درسناها في هذه الدورة مادة الجغرافيا السياسية ( الجيوبوليتك) وفيها كيف توظف الجغرافيا لاغراض سياسية بهدف الهيمنة ، وقد اعتمد عليها الاستعمار كثيرا في تمدده للاستيلاء على الدول .
ومن المحاضرات التي درسناها تلك الاستراتيجية التي وضعت لتفكيك السودان وتحويله إلى خمس دويلات ، دولة تتموضع بالشمال وأخرى بالجنوب وثالثة بالشرق ورابعة بالغرب وخامسة بالوسط ، مع تفاصيل لتنفيذ السيناريوهات من أجل ذلك ومن هم الفاعلون ، دون أن تغفل أدوات التنفيذ من الداخل والعقبات التي تواجه تنفيذ المخطط .
انتهت الدورة وحملنا الشهادات وهي بتوقيع المرعب حافظ الأسد الذي بنى جيشه وفقا لعقيدة قتالية تجعله لا ينكسر خلافا لجيش غريمه ببلاد الرافدين بلد المهيب صدام حسين .
كنت استاذا بكلية القيادة والأركان وكانت الدفعة المستهدفة في ذاك الوقت هي الدفعة ٣٦ وقليل من الدفعة ٣٥ لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، ( الدفعة ٣٦ تدربت معهم في دورة قادة سرايا بجبيت الإشراف بشرق السودان )، هم الان أقدم لواءات بالجيش السوداني وفي طريقهم للترقي
لرتبة فريق وهي دفعة مميزة .
وبالعودة الى القاعة فضمن مادرستهم مادة الجغرافيا السياسية واتذكر تماما تلك المحاضرة التي تناولت فيها استهداف السودان في الدوائر العالمية وأمر تقسيمه إلى دويلات ومعي الخارطة التي اعددتها بابداع (بتطبيق البوربوينت الذي يظهر كيف تنفصل هذه الدويلات ومبررات انفصالها) فحدثتهم عن العقبات التي تواجه تنفيذ مخطط تقسيم السودان إلى دويلات تتمثل في القوات المسلحة السودانية حينها أقسم كل الحضور بأن هذا المخطط لا يتم إلا على جماجمهم وضجت القاعة وابدى الجميع استعداده لمقاومة هذا المخطط ، فعلى الرغم من ان المحاضرة كانت قبل عقدين من الزمان ولكني والله اذكر اصرار منتسبي هذه الدورة على رفض تفتيت السودان ومقاومته .
تناولت المحاضرة العقبات التي تواجه تنفيذ المخطط الذي يستهدف تفتيت السودان ، فذكرت ان القوات المسلحة التي قامت تشريعاتها وأهدافها ومهامها وواجباتها على الحفاظ على وحدة البلاد وأمنه ،هي العقبة الأولى أمام مخطط تفتيت البلاد ، وتحدثت عن مؤسسة القوات المسلحة وتميزها بالانضباط والتضحية والعمق الاستراتيجي في قراءة وتفهم المالات وان مهام وواجبات القوات المسلحة تجعلها أول من يتصدى لعملية تفتيت السودان والآن الأمر واضح من خلال رفض ممثلي القوات المسلحة في ورشة الاتفاق الاطاري لاطروحات الورشة التي تعتبر مقدمة لتفكيك القوات المسلحة تمهيدا لتفكيك السودان .
من نافلة القول ثمة مقومات تستند عليها القوات المسلحة تجعلها تقاوم أمر تفتيت البلاد فالقوات المسلحة تعرف بقوميتها والاصح (وطنيتها)، فالسودان دولة وطنية وليس دولة قومية ، فديباجة دستور جمهورية السودان يقول أن السودان دولة متعددة الأعراق والأديان واللغات والثقافات ، فهذا التنوع لا يمكن اختزاله وتقييده وجعله تحت مظلة القومية ( الدولة القومية تعني أن تكون مكونات الدولة من عرق واحد ودين واحد ولغة وثقافة وعادات وتقاليد وتاريخ ، فمصطلح قومي غير محبذ مالهذا المصطلح من ظلال تجعل التوصيف يميل إلى التمييز والانحياز لعرقية بعينها ، ففي وطنية هذه القوات تنتهي الجهوية والقبلية والطبقية ، فشمال دارفور هي التي هزمت حميدتي في تمرده الان قبل غيرها من مناطق السودان ورفعت تمامها مبكرا إلى القائد العام ، وتبعتها بقية ولايات دارفور ، فقد رفضت الانحياز الى حميدتي وهو من ابنائها ومعظم القوات التي قاتلته هناك من ابناء دارفور ودارفور اكبر مورد لامداد القوات المسلحة بالرجال ،فالخلاصة ان القوات المسلحة السودانية خالية من أي نعرة جهوية أو قبلية .
من المقومات التي تستند عليها القوات المسلحة وتعزز من دورها في مقاومة تفتيت السودان ، هو ذاك التاريخ الناصع التراكمي للقوات المسلحة ، فهي التي جلبت الاستقلال للسودان من خلال مجاهدات قوة دفاع السودان والحروب التي التي خاضتها مع المستعمر البريطاني الذي وعد أن يمنح السودان الاستقلال مجرد أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها، لذلك فلا يزايدن أحد من النشطاء السياسيين بالبلاد على القوات المسلحة ، بل عليهم العودة إلى السياسيين المعتقين لإجلاء الحقيقة عن دور القوات المسلحة
ما يميز القوات المسلحة عن غيرها من المؤسسات الوطنية ويؤهلها للقيام بمهام الحفاظ على الوطن ووحدته ارتباطها بالارض ، فمهامها وواجباتها وفق قوانينها وتشريعاتها حماية الأرض فهذا الواجب المقدس يجعلها تقدم كل غال ونفيس في سبيل حماية الأرض وعدم التفريط في ذلك لتصبح بذلك حاجز صد لأي محاولة لتفتيت الوطن .
ولذلك تقاتل القوات المسلحة الان ضد تنفيذ مؤامرة تفتيت البلاد التي تريد أن تزرع الفتن بين أبناء الوطن وتقسمهم إلى شيع مستضعفة وأخرى مهيمنة بقيادة حميدتي ، الذي يريد تطبيق هذا الاتفاق الاطاري الفتنة ، ليصبح دعم القوات المسلحة فرضا حتى تدحر اعداء الوطن وتمكن للجميع من التمتع بمقدرات الوطن.
استطاعت القوات المسلحة الحفاظ على الوطن ووحدته وهي في أضعف أحوالها، أما الآن فقد أنتجت مؤسسة التصنيع الحربي ما يكفيها ويصدر وامتلكت القوات المسلحة قمرا للأغراض العسكرية وتاهلت بما يكفي ويزيد ، كل هذه المؤشرات تعزز دور القوات المسلحة في حماية الوطن ووحدته .
ليأتي دور المواطن المعبر عنه بالشعب في إسناد القوات المسلحة عاملا مكملا به تتمكن القوات المسلحة من أداء واجبها .
osmanabuasad@gmail.com
* وكم، وكم صرختُ:- وا سوداناه! وا سوداناه! والصراع حول الكراسي مستمر، والعمالة ترفع راية الوطنية، فتجذب إليها كماً هائلاً من ( الما ناقشين)!
* وإليكم المقال:-
.
*🌻لماذا القوات المسلحة درع الوطن ؟ وكيف اقسم ضباط الدفعة 36 بحماية الوطن 🌻*
✍🏽 *بروفيسور علي عيسى عبد الرحمن*
قبل نهاية الالفية الثانية كنت ضمن مجموعة ضباط من القوات المسلحة السودانية توجهنا نحو سوريا في دورة خاصة بالعلوم الاستراتيجية في الكلية السياسية وهي المؤسسة العلمية العسكرية الاهم بسوريا ، وشهادتها عادة يوقع عليها القائد الأعلى ورئيس الجمهورية حينها حافظ الأسد ، هذه الدورة تزيد عدد ساعاتها المعتمدة عن عدد ساعات برنامج الدكتوراه بالكورسات .
من المواد التي كنا درسناها في هذه الدورة مادة الجغرافيا السياسية ( الجيوبوليتك) وفيها كيف توظف الجغرافيا لاغراض سياسية بهدف الهيمنة ، وقد اعتمد عليها الاستعمار كثيرا في تمدده للاستيلاء على الدول .
ومن المحاضرات التي درسناها تلك الاستراتيجية التي وضعت لتفكيك السودان وتحويله إلى خمس دويلات ، دولة تتموضع بالشمال وأخرى بالجنوب وثالثة بالشرق ورابعة بالغرب وخامسة بالوسط ، مع تفاصيل لتنفيذ السيناريوهات من أجل ذلك ومن هم الفاعلون ، دون أن تغفل أدوات التنفيذ من الداخل والعقبات التي تواجه تنفيذ المخطط .
انتهت الدورة وحملنا الشهادات وهي بتوقيع المرعب حافظ الأسد الذي بنى جيشه وفقا لعقيدة قتالية تجعله لا ينكسر خلافا لجيش غريمه ببلاد الرافدين بلد المهيب صدام حسين .
كنت استاذا بكلية القيادة والأركان وكانت الدفعة المستهدفة في ذاك الوقت هي الدفعة ٣٦ وقليل من الدفعة ٣٥ لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة ، ( الدفعة ٣٦ تدربت معهم في دورة قادة سرايا بجبيت الإشراف بشرق السودان )، هم الان أقدم لواءات بالجيش السوداني وفي طريقهم للترقي
لرتبة فريق وهي دفعة مميزة .
وبالعودة الى القاعة فضمن مادرستهم مادة الجغرافيا السياسية واتذكر تماما تلك المحاضرة التي تناولت فيها استهداف السودان في الدوائر العالمية وأمر تقسيمه إلى دويلات ومعي الخارطة التي اعددتها بابداع (بتطبيق البوربوينت الذي يظهر كيف تنفصل هذه الدويلات ومبررات انفصالها) فحدثتهم عن العقبات التي تواجه تنفيذ مخطط تقسيم السودان إلى دويلات تتمثل في القوات المسلحة السودانية حينها أقسم كل الحضور بأن هذا المخطط لا يتم إلا على جماجمهم وضجت القاعة وابدى الجميع استعداده لمقاومة هذا المخطط ، فعلى الرغم من ان المحاضرة كانت قبل عقدين من الزمان ولكني والله اذكر اصرار منتسبي هذه الدورة على رفض تفتيت السودان ومقاومته .
تناولت المحاضرة العقبات التي تواجه تنفيذ المخطط الذي يستهدف تفتيت السودان ، فذكرت ان القوات المسلحة التي قامت تشريعاتها وأهدافها ومهامها وواجباتها على الحفاظ على وحدة البلاد وأمنه ،هي العقبة الأولى أمام مخطط تفتيت البلاد ، وتحدثت عن مؤسسة القوات المسلحة وتميزها بالانضباط والتضحية والعمق الاستراتيجي في قراءة وتفهم المالات وان مهام وواجبات القوات المسلحة تجعلها أول من يتصدى لعملية تفتيت السودان والآن الأمر واضح من خلال رفض ممثلي القوات المسلحة في ورشة الاتفاق الاطاري لاطروحات الورشة التي تعتبر مقدمة لتفكيك القوات المسلحة تمهيدا لتفكيك السودان .
من نافلة القول ثمة مقومات تستند عليها القوات المسلحة تجعلها تقاوم أمر تفتيت البلاد فالقوات المسلحة تعرف بقوميتها والاصح (وطنيتها)، فالسودان دولة وطنية وليس دولة قومية ، فديباجة دستور جمهورية السودان يقول أن السودان دولة متعددة الأعراق والأديان واللغات والثقافات ، فهذا التنوع لا يمكن اختزاله وتقييده وجعله تحت مظلة القومية ( الدولة القومية تعني أن تكون مكونات الدولة من عرق واحد ودين واحد ولغة وثقافة وعادات وتقاليد وتاريخ ، فمصطلح قومي غير محبذ مالهذا المصطلح من ظلال تجعل التوصيف يميل إلى التمييز والانحياز لعرقية بعينها ، ففي وطنية هذه القوات تنتهي الجهوية والقبلية والطبقية ، فشمال دارفور هي التي هزمت حميدتي في تمرده الان قبل غيرها من مناطق السودان ورفعت تمامها مبكرا إلى القائد العام ، وتبعتها بقية ولايات دارفور ، فقد رفضت الانحياز الى حميدتي وهو من ابنائها ومعظم القوات التي قاتلته هناك من ابناء دارفور ودارفور اكبر مورد لامداد القوات المسلحة بالرجال ،فالخلاصة ان القوات المسلحة السودانية خالية من أي نعرة جهوية أو قبلية .
من المقومات التي تستند عليها القوات المسلحة وتعزز من دورها في مقاومة تفتيت السودان ، هو ذاك التاريخ الناصع التراكمي للقوات المسلحة ، فهي التي جلبت الاستقلال للسودان من خلال مجاهدات قوة دفاع السودان والحروب التي التي خاضتها مع المستعمر البريطاني الذي وعد أن يمنح السودان الاستقلال مجرد أن تضع الحرب العالمية الثانية أوزارها، لذلك فلا يزايدن أحد من النشطاء السياسيين بالبلاد على القوات المسلحة ، بل عليهم العودة إلى السياسيين المعتقين لإجلاء الحقيقة عن دور القوات المسلحة
ما يميز القوات المسلحة عن غيرها من المؤسسات الوطنية ويؤهلها للقيام بمهام الحفاظ على الوطن ووحدته ارتباطها بالارض ، فمهامها وواجباتها وفق قوانينها وتشريعاتها حماية الأرض فهذا الواجب المقدس يجعلها تقدم كل غال ونفيس في سبيل حماية الأرض وعدم التفريط في ذلك لتصبح بذلك حاجز صد لأي محاولة لتفتيت الوطن .
ولذلك تقاتل القوات المسلحة الان ضد تنفيذ مؤامرة تفتيت البلاد التي تريد أن تزرع الفتن بين أبناء الوطن وتقسمهم إلى شيع مستضعفة وأخرى مهيمنة بقيادة حميدتي ، الذي يريد تطبيق هذا الاتفاق الاطاري الفتنة ، ليصبح دعم القوات المسلحة فرضا حتى تدحر اعداء الوطن وتمكن للجميع من التمتع بمقدرات الوطن.
استطاعت القوات المسلحة الحفاظ على الوطن ووحدته وهي في أضعف أحوالها، أما الآن فقد أنتجت مؤسسة التصنيع الحربي ما يكفيها ويصدر وامتلكت القوات المسلحة قمرا للأغراض العسكرية وتاهلت بما يكفي ويزيد ، كل هذه المؤشرات تعزز دور القوات المسلحة في حماية الوطن ووحدته .
ليأتي دور المواطن المعبر عنه بالشعب في إسناد القوات المسلحة عاملا مكملا به تتمكن القوات المسلحة من أداء واجبها .
osmanabuasad@gmail.com