لماذا لا تستقيل أنت أولاً يا جبريل الكوز من حكومة حمدوك؟

 


 

 

طالب رئيس حركة العدل والمساوة، وزير المالية، د. جبريل إبراهيم، رئيس الحكومة، د. عبدالله حمدوك، بحل الحكومة، واغتنام هذه الفرصة وعدم إضاعتها؛ حتى تتجاوز البلاد الاحتقان السياسي، وأشار إلى أن حل الحكومة سيمهد للجلوس لحل المشكلات الأخرى.
وأضاف جبريل في مقابلة مع قناة (الحدث): “رئيس الوزراء له سلطة بموجب الوثيقة الدستورية بتشكيل الحكومة، واختيار الولاة، وعنده مساحة من الحركة يستشير ويستمع لمن يشاء، ويجب أن يغتنم الفرصة ولا يضيعها حتى يمتص الاحتقان السياسي بالبلاد ويحل الحكومة، ويشرع في إجراء مشاورات واسعة وتشكيل حكومة كفاءات ذات قاعدة عريضة ترضي الشعب، وتسعى لإقامة الانتخابات في موعدها".
وتابع: “حل الحكومة يمهد للجلوس للتفاكر وحل المشكلات التي أمامنا لأن الذين اختطفوا الحكم غنموا غنيمة كبيرة، والآن يستأثرون بها، ولا يريدون التفاوض مع الناس، وبحل الحكومة ستذهب هذه الغينمة وتتهيأ البيئة للحوار".
وقال إنهما يحترمان بعضهما البعض ويتصلان ويلتقيان بصورة مستمرة وليس هناك خلاف شخصي ولكن هناك خلاف في طبيعة تكوين الحكومة المركزية، وطريقة بعض مكونات قوى الحرية والتغيير وتعاملهم مع بعض أعضاء المجلس السيادة.
عزيزي القارئ..
الشعب السوداني الثائر دائما على الطغاة والدكتاتوريين عبر التأريخ، بات يخضع اليوم لمجموعات الصم البكم الذين لا يعقلون.. لا عنوان جامع لها سوى الفوضى، كيف وصلنا الى هذه المرحلة؟
ان يصل شخص بليد مثل جبريل إبراهيم الى وزرة المالية في بلد مثل السودان يعني حدوث تدني في الوعي الى مستوى مرضي، وتعقيد خطير في مستوى السياسة.
على أسس المحاصصة النفعية في منبر جوبا، وتحت مبررات المساواة وحفظ الحقوق وابعاد الشعور بالحرمان من ممارسة الحقوق السياسية لدى الحركات المسلحة الدارفورية، تم تعيين جبريل ابراهيم، وزيرا لمالية السودان وهو الذي لا يعرف شيئا عن المالية وكيفية ادارتها..
إذن، جبريل "الدباب"، تولى وزارة المالية وهو لا يفقه شيئا فيها، وكان من الطبيعي ان ينهار الاقتصاد السوداني في عهده رغم المساعدات المالية التي قدمها المجتمع الدولي للسودان. وبالرغم من هذا الفشل المريع لم يستقيل من منصبه، لأنه يعتبر ان وظيفة المالية تشرفت بوجوده عليها.
نعم، رغم الفشل، لم يقدم جبريل الكوز استقالته، لان الاستقالة عنده شأن لا محل له من الاعراب، فهي تعد حالة وفعل مذموم لا يأتيه الا المنهزمون.
فشل جبريل الكوز فشلا كبيرا في وظيفته، وبدل ان يبقى صامتا في منصبه، بدأ يهاجم الحكومة التي هو جزء منها ويطالب رئيس وزراءها الدكتور عبدالله حمدوك بحلها.
لا نعرف بالضبط هذا الإيقاع الذي يمارسه جبريل الكوز بنوع من التعارض بين القول والعمل أو بين الوعي والممارسة، ففي ساحة القصر الجمهوري ترفع شعارات الثورة، لكن خطابه غير ذلك تماماً، إنه خطاب الثورة المضادة، وهذا التناقض الحاد، قدم جبريل الكوز على كافة المستويات على أنه فاقد للمصداقية وأنه يذهب إلى تحشيد وتعبئه الفلول والكيزان في اتجاه إقلاق السلم المجتمعي وتهديد أمن واستقرار المواطن.
هذا التوجه الإرباكي التأزيمي الغير محدد اللامفهوم، لا يمكن أن يندرج بأي حال من الأحوال في السياسة أبداً لأنه مليء بالعديد من التناقضات التي تطلق بين كل جملة وأخرى.
إذا كان لدى جبريل الكوز شيئا من الأخلاق، لاستقال من منصبه ليقدم مثلا في أدب الاستقالة، لكن لأنه يعاني من ازمة في الأخلاقي كأي كوز، يطالب الآخرين بالاستقالة، بينما يريد الاحتفاظ بمنصبه في تناقض سياسي غريب.
ان الانقلاب الذي تعده مجموعة القصر الجمهوري بقيادة جبريل الكوز، لم يكن بمعزل عن فكر الكيزان، وليس وفقا لما جاء في ادعاءاتهم بانهم يسعون لتصحيح مسار الثورة، حيث ان الانقلاب والسيطرة هي أفكار متأصلة في عقل الكيزان. السيطرة على الحكم بالقوة رغم ادراكهم بالفشل.
إن جبريل الكوز قد تواطأ مع من لا يريدون أي اصطفاف مع هموم الشعب، وعليه ان يستقيل إذا أراد ذلك، اما حكومة عبدالله حمدوك بضعفها وهوانها، ستبقى حتى نهاية الفترة الانتقالية.

 

bresh2@msn.com

 

آراء