لم تَتَّعظ قحت من التوقيعات (تِحِتْ تِحِتْ) لخرق مُحرَّمات الثورة، خضوعاً للجنرالات!

 


 

 

* شئنا أو لم نشأ، فإن ما تسميه قحت بالإتفاق السياس إن هو إلا صفقة سياسية يتم عقدها في غرف مغلقة، بعيداً عن عيون الكنداكات والشفوت، سيدات وأسياد المستقبل، بعد أن انقلب البرهان على عقبيه وقبِل التسوية، على مضض!

* وتتداول الوسائط نبأ توجيه البرهان الآلية الثلاثية بعدم التعاطي مع ما تُسمى (قحت الكُتلة الديمقراطية) في المفاوضات الجارية حول التسوية.. وهذا التوجيه يثير الشك في إستقلالية الآلية، ويدعو للظن بأن البرهان هو المتحكم (The administrator) في إدارة عملية التسوية برُّمتها، وأن قحت والآلية يطبطبان عليه تحاشياً لتقلباته المزاجية التي ربما أدت إلى انسحابه من العملية، ببساطة، كما ظل يفعل كل اللا متوقع ببساطة!

* أيها الناس، لقد ظل البرهان يراوغ طويلاً في الدخول في عملية التسوية لكنه قبِل ووقَّع على الإعلان الدستوري، قبل أيام.. وقبوله هذا مدعاة للتساؤل عن الأسباب التي جعلته ينقلب على عقبيه من (مشاريعه) ويقبل التسوية ويشرع في اختيار من يشاء من شركاء إنقلابه ليكونوا شركاء له في عملية التسوية؟

* هل استجابت قحت لمطالب البرهان المتعلقة بمنحه الحصانة ضد أي مساءلة قانونية، واعتبار ميليشيا الجنجويد قوات رسمية منفصلة عن الجيش، وإنشاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ومنح المجلس صلاحية الإشراف على الأمن ووزارة الدفاع وبنك السودان المركزي، وأن يتم تعيين رئيس القضاء والنائب العام بواسطة المجلس الأعلى للقضاء والنيابة.. و و و وهلمجرا؟

* جميع مطالب البرهان تلك تمس القضايا الجوهرية للثورة، وكأن الإستجابة لها دعوة لصدام شرس مع قوى الثورة الحية، لكن الخضوع لمطالب البرهان فرضُ عينٍ على قحت، تحت ضغط الآلية الثلاثية والآلية الرباعية والدول التي من وراء الآليتين..

* قال السيد محمد سليمان الفكي، عضو مجلس السيادة المنقلب عليه، في مؤتمر صحفي، قبل يومين:-"بصراحة لم نستطع إبعاد برهان وحميدتي من المشهد...."، وهنا تتكشف لنا حقيقة الضغوط الممارسة من الخارج ومن الداخل..

* على الأقل أنه قالها (بصراحة)، وهي محمَدة تحسب له، مع أن الصفقة تُحسب عليه وعلى تحالف قحت الذي ارتضى التنازل عن جوهر أهداف الثورة..

* لكن لماذا طلب البرهان من الآلية أن تحصر لقاءاتها على حركتي تحرير السودان والعدل والمساواة، وإقصاء الكتلة الديمقراطية التي تضم عدداً كبيراً من جماعة اعتصام الموز الذين ظلوا يساندونه قبل وبعد انقلابه؟ لماذا فعل ذلك وهو الذي كان يصر على عدم إقصاء أي كيان سياسي، عدا المؤتمر الوطني؟

* كان البرهان يعلم أن بعض حلفائه لا يُرجى منهم نفعاً، لذلك ظل يتخذهم رهطاً من كتيبة ال(مغفل نافع) في مناوراته الانقلابية، ويعلم أنهم يتحينون الفرص لنيل مكاسب سياسيّة ما، ومن ثم مكاسب دستوريّة ما، وأن المشاركة في عملية التسوية الجارية ستمنحهما تلك الفرص، وفي اعتقاده أنهم لا يستحقونها!

* غضب المارشال مني أركو مناوي من إقصاء الكتلة (الديمقراطية)، ورمى التسوية الجارية حالياً بأنها صفقة يتم التوقيع عليها تحت السرير، كِناية عن كتمان مايتم من اتفاق في ملاحق بنودها، بعيداً عن ما يظهر في البنود، مت الأسف..

* ويتساءل الشارع السوداني:- إلى متى تظل قحت تمارس التوقيعات تِحِت تِحِت مع جنرالات اللجنة الأمنية؟ أما كفى السودان ما عاناه من ملاحق، تِحِت تِحِت، تمخضت عنها الوثيقة الدستورية، والتي تمخضت عنها، هي الأخرى، ملاحق تِحِت تِحِت في اتفاقية جوبا؟!

* ويبدي مناوي مخاوف من أن تزيل التسويةُ القادمة اتفاقيةَ جوبا التي جعلوها تِحِتْ تِحِتْ تعلو على الاتفاقية الدستورية..!

* عجايب! الناس في شنو ومناوي في شنو؟!

oh464701@gmail.com

 

آراء