لها ما بعدها

 


 

 

ساخر سبيل -
جاء يوم الثلاثين من يونيو زلزالاً طاغياً كما اعلنه الثوار وكان طوفان كما سطروه في بوستراتهم المزينة بصور الشهداء الأبرار ، خرجت جموع الشعب السوداني الهادرة فملأت الطرقات وفاضت قوة وبسالة وجدارة تخلب حشودها الهادرة القلوب والأبصار .
في ذلك التوقيت (الساعه ثورة ونص) كان كل الوطن حاضرا بكل سحناته وبكل لغاته ولهجاته يهتف ضد حكم عسكر الكيزان (المنحط) وكانت الهتافات تعانق عنان السماء (تسقط بس) ، لم يجتمع شعب كامل على كراهية حكم مثلما اجتمعوا على كراهية الحكومة وكالعادة دارت معارك (كتائب الظل) جهاز أمن المخلوع وزبانيتهم مع الثوار الأحرار مستخدمين فيها كل حقد وقسوة ، فما شاهدناه لم نره الا عند أسيادهم اليهود الاسرائيليين فقد جاءت شراستهم هذه المرة مضاعفة فكانوا كالحيوانات المفترسة الجائعة التي تلتهم فريستها في نهم ووحشية تزداد شهيتها كلما رأت الدماء تسيل منها.
شاهد العالم كله بشاعة القتل والقمع والانتهاكات من قبل امنجية وشرطة النظام الكيزاني الذي عاد هذه المرة بكل عتاده القديم والجديد مؤكدا بانه اما أن يحكم او يقتل الشعب برمته بوضاعة لا تفعلها الا (كتائب على عثمان) التي أعطاها تعليماته بأن تضرب لتقتل ( shoot to kill ) وذيولهم أمثال ذلك الامنجي المتبجح الذي تم القبض عليه وهو مختبيء في (قفص الجداد) يرتعد خوفا وهو الذي كان ينادي بان (الطلقه غالية ب ٧ جنيه اااناس ما تخسروها فيهم) وكتائب احمد هارون التي تنفذ اوامره عبر (اكلو ني ما تجيبو حي) .
هذه هي عقلية الكيزان وفلولهم مع كل من يقاومهم فهم دوما متعطشين للدماء والدمار وهو ذات النهج الذي تعاملوا به مع الثوار هذه المرة و بكل ذاك الغل في قلوبهم السوداء النتنة و كلما يزيد قمعهم وضربهم للثوار و يقتلون منهم شهيد كان الثوار يردون لهم ( نحنا بموتنا بنزيد ) نعم هم يزيدون في كل لحظة شجاعة ونضالا وبسالة ويزيدوننا نحن عزة وإفتخاراً بهم .
في هذه المليونية وحدها قتل 9 شهداء اغلبهم أطفال واصيب اكثر من 500 مصاب وسجن المئات من شابات وشباب الوطن الاشاوس الذين طاردتهم شرطة الكيزان حتى قفزوا من فوق الكباري وبرغم ذلك لاحقوهم ببنادقهم وتم رشهم بالماء الحارق الذي حرق اجسادهم النحيلة التي انهكها الفقر والعوز بسبب هؤلاء اللصوص الأوغاد وبرغم كل ذلك صمد الأبطال وواصلوا المسير ، ازالوا الحاويات التي قفلوا بها الكباري حتى ان بعضهم قطع المسافه سباحة ووصلوا إلى وجهتهم (قصر الرمم) كما يسمونه وهم يهتفون بكل بسالة (نحن الشعب ونحن القوة يا برهان جايينك جوه ) ، من يفعلوا ذلك لن ينهزموا ولن يقهرو ارهبوه وزلزلوا الأرض تحته وتحت أقدام أسياده (بني كوز) الاوغاد الاشرار ففي معركة ٣٠يونيو شهد العالم كله ابشع جريمة ارتكبتها كتائب شرطتهم وهي قتل شهيد شارع الستين والذي بعد ما قتلوه (ركلوه بالبوت) حتى يتأكدوا بانه قد فارق الحياة في مشهد تشمئز منه النفوس وتقشعر له الأبدان .
لقد تم توثيق تلك الجريمة النكراء التي لا يستطيعون انكارها وأصبحت تتصدر المشاهد في كل فضائيات العالم كحادثة هي الابشع على الإطلاق وتشهد لهذا السفاح بأن ما فعله مع شعبه قد فاق ما فعله المستعمر الصهيوني مع الفلسطينين كما أسلفنا .
إن ما تم من جرائم في يوم ٣٠ من يونيو يمثل مجزرة أخرى تضاف لمجازرهم السابقة فقد جربوا كل أسلحة القتل ضد الثوار ولكنهم كانوا هم الخاسرون في كل معركة فكل ما قتل ثائراً اخرجت الأرض الف ثائر ، صمدوا وقرروا الإعتصام ورفضوا الرجوع هذه المرة دون بلوغ المرام وزوال حكم هؤلاء اللئام .
لقد آن الأوان لهؤلاء الثوار أن يخرجوا بمجلسهم الثوري وبرلمانهم وحكومتهم الثورية وهم يحملون رايات النصر الكبير ونتمنى ان يجدوا منا جميعا كل الدعم السريع والمساندة فالوطن مسئوليتنا جميعا فلنقدم لهم المعينات المادية والمعنوية والتأمين اللازم الذي هو أمر منوط بقوات الجيش السوداني الأصيل من المعاشين والمفصولين ابان العهد المشؤوم وقدامي المحاربين حتى لا تكرر ماساة اعتصام القيادة مرة اخرى فهم اعلم بالتكتيكات الأمنية التي لن يدخروها من أجل حماية ابنائهم الأبطال الثوار (اللهم احفظهم ووفقهم وانصرهم على اعدائهم الكيزان وفلولهم من القتلة الفجرة) ونقول أخيراً (إن هذه المليونية لها ما بعدها) وكما قال أهلنا (كل أول ليهو آخر)
كسرة:
همسة في إذن مديرعام قوات الشرطة : (أخجل يااااخ) !!
كسرات ثابتة:
• مضى على لجنة أديب 982 يوماً .... في إنتظار نتائج التحقيق !
• ح يحصل شنووو في قضية الشهيد الأستاذ أحمدالخير؟
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير إنه سلمها لعبدالحي شنوووووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووووووووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووووووووووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
الجريدة

 

آراء