مابين الإعتصام .. والإرتزاق .. ماشارع ظلط

 


 

مجدي إسحق
19 October, 2021

 

إستغرب صديقي من غضبي المنضبط الذي لم أستطع إخفاءه وهو يتحدث عن إعتصام القصر...
أصابته الدهشه وأنا أقول له إننا نزيف التاريخ.. وإن نقدم كسوة الشرف لمن تجسدت في مواقفه العاريه سؤة الخزي والخذلان... ونزين جيد الانتهازيه بقلادة من حروف من نور...
خاصمت كلماته السادره في المتاهات ورفضت حروفه التي تغرس نصلها في قلوبنا وتبصق على تاريخنا بلا إستحياء....
كيف تطلق على مهزلة الارتزاق كلمة إعتصام...
هل يستوى ميدان الشرف في تاريخ ثورتنا وفي ذاكرة شعبنا... مع موقف العار والإنتهازية والنفاق
هل تعتقد إن الفرق بينهما كان إختلاف مكان... ؟
هل كان الإختلاف بينهما إن أحدهما كان حول القياده والآخر كان حول القصر.. حتي تسمي هذا العوار إعتصام القصر؟؟
أنت تعلم إن هذا لا يمس جدران الحقيقه وليس له علاقة بالواقع ولا بالمنطق ولا حتى بالخيال.
أنت تعلم إنه تشبيه ظالم مفارق للعدالة و حرام تناوله حتى ولو على مستوى اللغه بين موقفين على طرفي نقيض وظاهرتين تفصلهم ملايين السنوات الأخلاقية والمبادئ لن يجتمعا ولا يلتقيا..... فكيف تجمع بينهم بصفة واحد... فكيف تعطيهم صفة الإعتصام... فكيف يصبح الارتزاق.. نضالا.. وكيف تصبح الإنتهازية شرفا وموقفا للتاريخ.
كيف تجمع ياصديقي بين النقيضين.. كيف تعطي العمالة والظلم والجبروت.. نفس حروف الشرف والنضال والثوره..
كيف تسمي الإرتزاق... إعتصاما..
إن الإعتصام في قاموس شعبنا... قلوب من الشرفاء وعقول من المناضلين معجونة بحب الوطن.. خرجت تحمل ارواحها في يدها تقدمها رخيصة للوطن مهرا للحريه وللسلام..
ومانرى حول القصر قلوب تحمل في دواخلها حقدا على الشعب والثوره.. تحمل في جيوبها ثمن مواقفها.. يفضحها لسان التبعية والإرتزاق وهي تغازل العسكر بأنها لن ترجع إلا إذا قام أسيادها من سلب الشعب من حريته وإستلام السلطة على أسنة المدافع والسلاح.
الإعتصام صنعته نضالات الشباب ونساء بلادي...عطرت جوانبه أرواح الشهداء... عبدت طريقه دماء الشرفاء...ووصلت لشرفاته الجموع بين كر وفر حتى كسرت شوكة العسعس.. وفرضت وجودها حين زمجرت وأظهرت أنيابها المتعطشة للحريه..
بينما تجمع القصر فتحت له الطرق كتائب الخيانه وباركت لهم في خطاهم المتعثره.. فلا نضال في المسير بل هي نزهة محمية تحت نظر سلطة تحمي مصالحها وتبحث عن منفذ ودعوة زائفة صنعتها بأيديها لتستجيب لأصوات هي الصدى لتعود بها لمقاعد السلطة والإفساد.
الإعتصام في تاريخنا.. عندك خت ما عندك شيل.. والتفتيش بالذوق... أخلاق شعبنا يقتسمون القليل ويصبرون على الجوع تعففا وتكرما ليكرموا الآخرين
الإعتصام في عرفنا شرف النضال وسدرة منتهاه.. تقاطرت اليه القلوب من خارج الوطن... ومن كل بقاعه بقطارات الثوره.. بوفود الشرفاء.. ياتونك راجلين ومن كل فج عميق ليدفعو ضريبة الانتماء وليستنشقوا عبير الحريه والمستقبل الجميل..
مانرى حول القصر مهزلة المزايدة على أبناء شعبنا الأطفال منهم... وشباب الخلاوي بأوامر شيخ إنتهازي يقدسون كلمته.. ومعهم حفنة هم بلا لون ويتنقلون بين كل الموائد عربات خالية على عروشها مدفوعة الأجر من مال السحت الذي يخاف من سيف العداله... يتصارعون بين الموائد.. يتخاطفون فتات الأرض من مال السحت المبذول ويتخاصمون في الحساب على قيمة المواقف وأثمان معاناتهم المزيفه.
ميدان الإعتصام.. هو رمز الوطن القادم.. تمازجت الشعارات والهتاف.. تهاجم الظلم.. تغني للوطن الواحد بأن كل الوطن دارفور.. تدعو للسلام وللحريه وتغني للمحبه.
وحول القصر إجتمعت شرذمة تغني أغاني الثوره وتدعو للذل والعبوديه.. تنشد أغاني العداله وتدعو العسكر لإستلام السلطه ووضع السيوف فوق الرقاب...
ميدان الإعتصام مفخرة تاريخنا.. وريحانته... رمز النضال ومحراب التمازج والعداله ونور المستقبل ونموذج ما نحلم به من دولة العدل والخير والحرية والجمال..
حول القصر نمودج لأسوأ ما في تاريخنا من بؤس السياسة وسوق النخاسة المنظومة بأموال السحت التي تبحث عن طريق لمقاعد السلطه تحاول ان تضع الأقنعه.. تسرق المواقف وتزيف التاريخ لتعيد لشعبنا دولة القهر والظلم والإستلاب
ياصديقي..
وبكل معزتي للك... ومافي قلبي لك من محبه.. لن أسمح لك ولو من باب الغفلة وحسن النوايا... أن تلطخ شرف كلمة الإعتصام..
لايستوي النضال والشرف.. والإنتهازية والعماله..
لايستوي من يدفع روحه ثمنا للحريه ومن يدفع من مال السحت ثمنا ليعود لمقاعد الظلم والجبروت..
لا يمكن ان نعطيهم شرف التشابه حتى ولو على مستوى لغة التوصيف لذا لن نطلق عليه إعتصام بحجم ما بينهما من تمايز وإختلاف... ولن نسمح للتاريخ (بغفلتنا) ان يتحدث عن إعتصام في القياده وإعتصام حول القصر كأنهما صنوان.. أو وجهين لعمله واحده... كأنهما ظاهرة واحده متماثله فقط إختلفت في المواقع والزمان.
سنسجل للتاريخ إنهما ظاهرتين بقدر ما بينهما من تباين وتناقض لن نسمح حتى ان تجمعهما حروف اللغه.. ولن نسمح بالتوصيف أن يجمع بينهما تزييفا للوعي وإنكارا للواقع والمنطق والحقيقه.
فالإعتصام واحد في قاموسنا وتاريخنا.. وماعداه تزييف وعبث..
فشتان بين تاريخ مشرق هو ميدان الإعتصام... وتجمع حول القصر ليس له صفة تناسبه سوى ميدان العمالة والإرتزاق..
فلا مجاملة على تاريخنا.. ولا تساهلا على مستوى اللغه.. ولن نسمح بشرف التوصيف ولو على مستوى الحروف...
هنيئا لهم فليعوثوا في ميدان الخزي والإرتزاق.. ولشعبنا هنيئا بتاريخهم المشرق الوضئ وليصونوا ذكراه وليحافظوا على شرف الكلمه... ميدان الإعتصام.. ميدان الشرف والنضال..

 

آراء