ماذا قال اوباما عن السودان في خطبته أمام مؤتمر الحزب الديمقراطي ؟

 


 

ثروت قاسم
7 September, 2012

 




ماهي الامور الثلاثة التي يركز عليها اوباما حاليأ في السودان ؟ لماذا يستمر اوباما في التعاون مع نظام البشير ؟

Tharwat20042004@yahoo.com

1-     اوباما والسودان !

في يوم الجمعة 7 سبتمبر 2012 ، قبل اوباما ترشيح الحزب الديمقراطي ليخوض الانتخابات الرئاسية في اول ثلاثاء في شهر نوفمبر القادم الموافق 6 نوفمبر 2012 !
السياسة الامريكية المتبعة في السودان ، سواء من أدارة اوباما ، او من أدارة رومني سوف تؤثر تأثيرأ مباشرأ علي مجريات الامور في السودان ، وحتي علي مصير بائع التبش في سوق قرية جرجيرة في دارفور ! ونسبة لان اوباما متقدم ، حاليأ ، علي رومني في أستطلاعات الرأي الانتخابية ، وفي جمع التبرعات لحملته الانتخابية ( حسب القانون الامريكي غير المكتوب ان من يجمع تبرعات انتخابية اكثر ، يفوز بالانتخابات الرئاسية ) ، فسوف نستعرض ادناه  ، في 7 نقاط ، بعض ملامح خطاب اوباما في المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي ( شارلوت ، نورث كارولينا – الجمعة 7 سبتمبر 2012 ) ، وتداعيات ذلك علي بلاد السودان :

اولأ :
في خطابه في دنفر ، في كولارادو ، قبل اربعة سنوات تقريبا ، عند قبوله ترشيح الحزب الديمقراطي له مرشحأ رئاسيأ ، وعد اوباما بوقف الابادات الجماعية في دارفور ، وتغيير نظام البشير الأستبدادي ! ولكنه لم يذكر دارفور في خطابه الان ، كما لم يشر الي نظام البشير ! ولكنه ذكر دولة جنوب السودان بالاسم في توكيده لترقية مفاهيم حقوق الانسان ، وأنه قد ساعد علي أستيلاد دولة جنوب السودان  !
سياسة اوباما ترتكز  علي ضمان الاستقرار والامن في دولة جنوب السودان ! ونسبة لأن مصير دولة جنوب السودان  مرتبط أرتباطأ وثيقأ بدولة شمال السودان  ( تؤام سيامي )   ، فان الاستقرار والامن في الشمال شرط قبلي للامن والسلام في الجنوب ! ونسبة لان الرئيس البشير دكتاتور ينتهي الترتار عنده ، ويملي ارادته علي السياسات المتبعة في الشمال ، وكونه رهينة في ايادي ادارة اوباما لا يمكنه السفر خارج السودان بدون موافقة قبلية من ادارة اوباما ، فان رهان ادارة اوباما لتحقيق الامن والسلام في دولة جنوب السودان سوف يكون علي استمرار الرئيس البشير في السلطة  في الخرطوم ، بدون تغيير خشن ، او حتي ناعم !
كما تراهن ادارة اوباما خلال الفترة الرئاسية الثانية المحتملة علي حمل تحالف كاودا الثوري لنبذ العنف  والقاء السلاح ،  والجلوس مع  نظام البشير لأيجاد حلول سياسية لمشاكل الهامش عبر الحوار السياسي !

ثانيأ :

أكد أوباما في خطابه أنه سوف لن يدعدغ مشاعر الشعب الامريكي بما يريد ان يسمعه ، وانما بما يجب عليه معرفته من حقائق ، ليعرف التحديات الماثلة  ، والفرص المتاحة لمجابهتها !
في هذه الحالة ، سوف يدابر الرئيس البشير الذي يؤشر شمال للشعب السوداني ، ويلف يمين  ؛ والذي يقول الشئ في الصباح وعكسه في المساء !
فقد الرئيس البشير مصداقيته تمامأ ! ألم يقسم بأنه لن يجلس مع الحشرة الشعبية ، وبأنه لن يسمح بمرور البترول الجنوبي  الي بورتسودان ؟ ثم غير مساره 180 درجة ، وقدم التنازل وراء التنازل  في مفاوضات أديس ابابا ، تحت الضغط الامريكي ؟ وأخر تنازل كان قبول الرئيس البشير للخرطة الحدودية التي قدمها مبيكي ، والتي تضم مناطق شمالية ( أبيي والميل 14 ) لدولة الجنوب ؟ وقرار الرئيس البشير ببدء سفريات الطيران بين الخرطوم وجوبا ، وقراره  بفتح الحدود بين الدولتين  ، وأطلاق سراح التجار الشماليين الذين حكم عليهم القضاء بالسجن لمدد فاقت العشرة سنوات ، في بعض الحالات ، وبمصادرة لواريهم بما حملت من بضائع !
قرار الرئيس يؤكد ان القضاء اصبح مطية في يد الرئيس البشير فهو المشرع والقاضي والحاكم بامره ؟

ثالثأ:

أكد اوباما في خطابه بأنه سوف يتعاون مع الحكومات الديمقراطية التي أتت بها ثورات الربيع العربي في الدول العربية ، والتي أطاحت بالطواغيت العربية ! ولكن سياسة ادارة اوباما تستثني السودان من هذه المعادلة ، وكان حالة السودان الشاذ الذي يؤكد القاعدة العامة !
فسياسة اوباما في السودان ترتكز علي دعم نظام الرئيس البشير ، وتفعيل قرار مجلس الامن 2046 ، الذي أستبعد قوي الأجماع الوطني وحركات دارفور الحاملة للسلاح ، والتحول الديمقراطي في الشمال  ، من مفاوضات أديس أبابا !

رابعأ:

يركز اوباما علي تقوية الطبقة الوسطي افقيأ ( العدد ) ، وراسيأ ( المهارات ) ، ليكون المنتوج الأمريكي هو الاول في العالم !
في حالة  بلاد السودان  ، نجح نظام البشير  في خصي الطبقة الوسطي ، وتحويل المجتمع السوداني الي مجتمع ال 5% ، حيث تكون طبقة  أغنيأء حرب الأنقاذ 5% من المجتمع ، وباقي المجتمع  ( 95% )  تقع في حفرة  الفقراء والمعدمين والمعوزين !

يحارب نظام الانقاذ الطبقة الوسطي لانها الطبقة الأكثر أستنارة ، والتي تقود حركة التغيير ، والتي قلبت نظام الحكم العسكري في ثورة اكتوبر 1964 ، وفي أنتفاضة أبريل 1985 ! يؤمن نظام الرئيس البشير بأن تدمير الطبقة الوسطي هو صمام الأمان لبقائه في السلطة ، لأنه بضعف الطبقة الوسطي تضعف قوي التعبئة والحشد والتنظيم لجماهير الشعب السوداني للاطاحة بنظام الانقاذ !
يؤمن نظام الانقاذ بان أستمراره في الحكم يمكن تأمينه من خلال أضعاف بل تدمير الطبقة الوسطي !

خامسأ :

أكد أوباما بانه لن يسمح لابن مهاجر فقير ان يفوته قطار التعليم ، وأن الحلم الأمريكي سوف يكون متاحا للجميع ! معظم قادة الانقاذ وصلوا الي مراكزهم الحالية بفضل التعليم المجاني الذي كان متاحا للجميع ، الفقراء المؤهلين قبل الأغنياء ! ولكن سياسة نظام البشير نجحت في خصخصة التعليم ، وجعلته منتوجا تجاريأ يشتري في السوق بأغلي الأثمان ، بدلأ من حق مشروع لأبناء وبنات السودان !


أختزل الشيخ راشد الغنوشي سياسة نظام البشير التعليمية بأن أشار الي أنها لا  تعتبر التعليم كقيمة أضافية ، بل كوسيلة لتدمير الطائفية ، بنشر الوعي ، خصوصأ بين الشباب ! ولهذا فقد أهتم نظام البشير بالتوسيع الافقي للتعليم علي حساب  الجودة  ، وأهمال التوسيع  الرأسي  الذي يركز علي النوعية واكتساب مهارات مهنية  ، ذات صلة ،  تساعد في تقدم ونماء بلاد السودان !
الحالة المتردية في مرفق التعليم في السودان ، تنطبق علي المرافق الاخري الاكثر ترديأ كالصحة ، والرعاية الأجتماعية  ، حيث  يتم صرف أقل من 5%  من الميزانية العامة  علي مرفقي التعليم والصحة  ، مقابل اكثر من 75% من الميزانية علي  الأمن والدفاع !

سادسأ :
تضغط ادارة اوباما لكي تتوصل  دولتا السودان والحركة الشعبية الشمالية الي اتفاقات حول ثلاثة أمور ،  بحلول يوم السبت 22 سبتمبر 2012 ، في المفاوضات الجارية حاليأ في أديس ابابا ضمن أطار  قرار مجلس الأمن 2046!  يمكن للامور الاخري المتبقية  ان يتم تحويلها  لما بعد  يوم السبت 22  سبتمبر 2012 ، في مفاوضات مارثونية  ، والتركيز  حاليا علي  الأمور الثلاثة  التالية  :

+ تفعيل الاتفاق حول النفط ، بأن يوقع الرئيسان البشير وسلفاكير علي الاتفاق الاطاري حول النفط ( أديس ابابا – السبت 22 سبتمبر 2012 ) لكي تتمكن دولة جنوب السودان من تصدير نفطها ، الذي تعتمد عليه في 98% من مداخيلها الدولارية  ، وحتي توفر علي أدارة اوباما اكثر من 5 مليار دولار تصرفها  كل سنة في أغاثة حوالي نصف مواطني دولة جنوب السودان !
من المتوقع ان يوافق نظام البشير علي أتفاقية النفط  ، ويصرف النظر عن شرطه بالوصول اولا الي اتفاق حول الملف الامني ! رغم ان قادة الانقاذ يصرون علي الوصول اولا الي اتفاق حول الملف الامني ( طرد دولة جنوب السودان للحركات الحاملة للسلاح من الجنوب ، ووقف دعمها للحركة الشعبية الشمالية )  ، لانه  يخافون ان تستعمل دولة الجنوب  مداخيل البترول  لدعم تحالف كاودا الثوري !
نعم ...   من المتوقع ان يوافق نظام البشير علي أتفاقية النفط  ، تجنبأ لعقوبات أممية أضافية لا قبل له بها !

+  وقف العدائيات بين دولتي السودان بالأتفاق  علي منطقة حدودية بعرض 10 كيلومتر شمال وجنوب الحدود ، وبطول الحدود بين الدولتين ، تكون معزولة السلاح ، ومراقبة دوليا بقوات حفظ سلام أممية ، لوقف العدائيات بين الدولتين !
في هذا السياق ، لم يوافق نظام البشير علي الخريطة التوفيقية التي قدمها مبيكي لانها تضع منطقة الميل 14 داخل حدود دولة جنوب السودان ، رغم أن الخريطة غير ملزمة  قانونيأ للطرفين والقصد الحصري منها  تحديد المنطقة الحدودية المعزولة السلاح !
من المتوقع ان يوافق نظام البشير علي وقف العدائيات واعتماد الخريطة الحدودية التوفيقية ، تجنبأ لعقوبات أممية أضافية لا قبل له بها !
+ الاتفاق بين نظام البشير والحركة الشعبية الشمالية علي  وقف العدائيات بينهما ، وتوصيل الاغاثات الانسانية للنازحين في ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، بواسطة المنظمات الطوعية الأغاثية ، حسب أتفاقية نوفمبر 2011الثلاثية  ( الأمم المتحدة ، الاتحاد الافريقي ، والجامعة العربية ) !

وافقت الحركة الشعبية الشمالية علي التفاوض ثنائيأ مع نظام البشير  حول ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، تحت اطار قرار مجلس الامن 2046 ، في مدابرة لتوكيدها السابق بأنها لن تفاوض ثنائيأ حول ولايتي النيل الازرق وجنوب كردفان ، بل حول التحول الديمقراطي في السودان ، وتغيير نظام البشير !
ولكن ضغوط أدارة اوباما وضغوط الرئيس سلفاكير ، حملا الحركة الشعبية الشمالية علي تغيير موقفها المبدئي حول التفاوض مع نظام البشير !

سابعأ :

يفعل القارئ الكريم خيرأ بقراءة خطاب اوباما لمعرفة مزيدأ من التفاصيل التي تهمه في المقام الأول ، خصوصأ وكل المؤشرات تشير الي فوز اوباما في الأنتخابات الرئاسية القادمة !
يمكنك زيارة الرابط ادناه لقراءة خطاب اوباما الكامل :
http://www.nytimes.com/2012/09/06/us/politics/president-obamas-full-remarks-from-the-democratic-national-convention.html


 

آراء