ما أشبه الليلة بالبارحة

 


 

 

كانت حرب الجنوب هي الحرب التي كانت تسمي بحرب التمرد الحرب التي كان وقودها الناسُ والبارود من كلا الطرفين و التي كانت نهايتها بإستئصال غابة الابنوس عن الصحراء بعد أن غَلُبت رائحة الدماء علي رائحة الباباي وصوت المدافع علي صوت المطر لتُصبِح الصحراء جرداء رغم نيلها ونخيلها ولأبنوس عطشي رغم وفرةِ أمطارها إفتقدت الصحراء تِلك السُمرةِ من ذلك الأبنوس الشامخ كالنخيل قامةً تجرّع من النيل شهامةً حتي أرتوي ثم تركنا ورحل
أصبحنا ندمن رائحة البارود وصوت الدانات وصُراخ القاصرات وبكاء الاطفال
هل مازالت الخرطوم مقرن النيلين ومازال النيلين يلتقيان عندها ويتعانقان أم إرتدي فيها المجرمون ثوب الوطن ليهدموا به ويقتلوا به وينهبوا به لِنُصبِحَ مثالاً للتندر وأحياناً للرثاء والشفقه
أشياء تتناسب تناسبا طردياً بمستوي المقدرات الذهنيه والعقليه للحُكام الذين لا علم لهم بأهمية وقيمة الأوطان التي تعتبر تاريخ وحضاره نفتخر بها حاضر ومستقبل وإنتماء ووجدان تنصهر فيه كل سحنات الوطن دون تمييز ولا إستثناء كل النخب السياسيه والعسكرية التي تقلدت سنام السلطه لم تقدم الا عُصارة فشلها لِتُسقي الشعوب خليط المُر والحنظل بطعم العلوم ونقيع الكيزان وزعاف الدعم السريع ليصبح الوطن بين سندان الكيزان ومطرقة آل دقلو في غباء غير مسبوق من الطرفين ومن يذكي نار الحرب ويزيد من إشتعالها لتصل نيرانها كل ربوع الوطن
# ماذا سنجني من هذه الحزب وماذا جنينا من سابقاتها؟
# ماذا يمكن أن نتعلم بعد كل هذا الخراب والموت ؟

لا للحرب نعم للسلام
alsadigasam1@gmail.com
/////////////////////////

 

آراء