ما لم يقله أيوب صديق!!

 


 

 

(( ولا تلبسوا الحق بالباطل، وتكتموا الحق وأنتم تعلمون. )) صدق الله العظيم

** كتب مذيع البي بي سي السابق أيوب صديق مخاطباً البرهان، بطريقة عاطفية فجة؛ يبدو من بين السطور أنه يؤلبه على عدم الالتزام بمجريات العملية السياسية الجارية في السودان بتيسير إقليمي ودولي دؤوب. حيث يقول في مطلع خطابه: (( كل ما يتوقف عليه تفكيك جيشك واحتلال بلدك هو توقيعك فقط)) ؛ فلنر ما لم يقله أيوب صديق:

المدنيون البريطانيون يديرون دولتهم بما في ذلك جيشها؛ والسيد أيوب صديق عمل لمدة ثلاثاً وعشرين عاما في الإعلام البريطاني، ولم يسمع بمجموعة من المدنيين البريطانيين، تناقش أمور قواتهم المسلحة. لكن ما لم يقله : أنه أيضاً لم يسمع أنّ ضابطاً بريطانياً كتب مقالاً يتناول فيه الشؤون السياسية للبلد ، أو ينتقد أداء حزب سياسي، كما يفعل العقيد الحوري عندنا. كما لم يسمع أنّ للجيش البريطاني صحيفة تتحدث باسمه. كذلك لا يستطيع الأستاذ أيوب نفسه أن يستضيف عسكرياً في الخدمة أو خرج منها قريباً على جهاز إعلامي للتحدث في الشؤون السياسية، ولا حتى العسكرية لبلده. ولا سمع بمثل العقيد محمود يونس، صاحب الحديث السياسي، في إذاعة أمدرمان، في بداية عهد إنقلاب الأخوان المسلمين. ما لم يقله الأستاذ أيوب صديق ، أنّ زميلاً له في البي بي سي هو السيّد بيتر تايلور، قد أجرى لقاءً مع جاسوس جهاز ( MI5) البريطاني، الذي عصى رؤساءه للمساعدة في إحلال السلام في أيرلندا الشمالية؛ لكنه لم يظفر بهذا اللقاء، إلا بعد ثلاثين عاماً من الملاحقة ، حيث لا يستطيع منسوب الجهاز المعني الإدلاء بإفادته إلا بعد مرور مدة رفع السرية المعروفة قانوناً. وقد نشر هذا اللقاء على موقع BBC بتاريخ ٢٠٢٣/٣/٢٧م . ما لا يستطيع الأستاذ أيوب صديق قوله: أن الجنرال عمر البشير كان رئيساً لحزب سياسي حتى وهو في الخدمة العسكرية، ولم يتغير الأمر بعد خروجه منها. أيضاً ما لم يقله: أنّ الجنرال بكري حسن صالح كان عضواً بارزاً في المؤتمر الوطني، بل أحد قادته ؛ وذلك في ظل قانون الأحزاب السياسية لسنة ٢٠٠٧م، والذي يمنع منسوبي القوات النظامية من الانتماء للأحزاب السياسية. والأقرب مما تقدّم كلّه أنّ هناك شبهة بأنّ الجنرال البرهان، الذي يخاطبه اليوم خطاباً عاطفياً ، مستثيراً عنده حمية الولاء المهني، قد كان رئيساً للمؤتمر الوطني ( الحزب الحاكم حينها ) في إحدى محليات دارفور، الشئ الذي لم ينفه البرهان نفسه بعد إثارته من جهات مختلفة.
أخيراً أحيل الأستاذ أيوب صديق ومن خلفه الأخوان المسلمين، الذين حكموا السودان لثلاثين عاماً عجاف؛ أهلكوا فيها الحرث والنسل، ودمروا مؤسسات الدولة الوطنية، بما فيها الجيش ، أحيلهم جميعاً لقول الحق جلّ وعلا في الآية بصدر هذا المقال ؛ لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا.
ahmedmosned@gmail.com

 

آراء