متاهة مصالح السياسة وتقاطعاتها!!

 


 

 


سلام يا وطن

* في أول زيارة لرئيس عربي منذ بدء الصراع السوري في 2011 وصل الرئيس البشير إلى العاصمة دمشق حيث عقد لقاء مغلقا مع نظيره السوري بشار الأسد وعقب عودته أكد الرئيسان ان (الظروف والأزمات التي تمر بها العديد من الدول العربية تتطلب إيجاد مقاربات جديدة للعمل العربي تقوم علي احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤوننا الداخلية مما يقود لتحسين العلاقات العربية لمصلحة الشعبي العربي) وقد تجنبت دول عربية كثيرة منذ بداية الصراع السوري في العام2011 وقال الرئيسان أن التطورات في المنطقة خاصة في الدول العربية تؤكد على ضرورة استثمار كل الطاقات والجهود خدمة للعلاقات العربية و تصدياً للمخططات التي تتعارض مع مصالح دول المنطقة وشعوبها.

*من الواضح ان الانقاذ في مسيرتها الطويلة لم تستفد في أن تضع لهاسياسة تواكب مجريات الأمور في عصرنا الراهن وهو الذي يتمثل في التفاوض على المصالح قبل العواطف ولكنها اصرت ان تسير على نهجها القديم القائم على قاعدة (قدم السبت تلقى الأحد ).
وهذا النهج قد ادي في العهد القريب لفصل الجنوب بدون مقابل وترك القضايا المعلقة حتى اليوم والتي بسببها ظلت العلاقات مع الجنوب قابلة التدهور والانهيار في أي وقت ولأتفه الأسباب ومن آثار ذلك أن صار في العالم بدل دولة واحدة فاشلة دولتين فاشلتين.

نفس الخطأ أعادت تكراره الإنقاذ وهي تدخل في الحلف السعودي والذي تم التمهيد له بقطع العلاقات مع ايران ثم الى جانب الامارات والسعودية في الحرب اليمنية والذريعة الجاهزة كانت تحت مظلة حماية المقدسات الاسلامية وكأننا لم نقرأ في الأثر التاريخي عندما تفاوض ابو طالب مع أبرهة وهو يقول لابرهة الحبشي عندما استصغر موقف أبي طالب الذي طالب بالابل ولم يطالب بالكعبة وكان رده (اما الابل لابي طالب وللكعبة رب يحميها).
* والانقاذ تمارس القفز عبر المواقف السابقة والحالية ولربما القادمة وهذا على التحقيق سيؤثر سلبا على خسارة الحليف القديم وتهيب الحليف الجديد فتبرز ابشع صور فقدان المصداقية، والاخبار البسيطة التي رشحت من الزيارة خلاصتها أن هذه الخطوة قد ادهشت كل المراقبين في سرعتها فجأة وفجائيتها وذلك لأننا لا نستطيع قراءة مجريات الاحداث الا ونحن مستصحبين معنا تنامي نشأة الحلف الجديد الذي يضم قطر وتركيا وإيران بمباركة روسية وهنا نحن قبل ان يجف مداده تقدمت الانقاذ للدخول في هذا النادي الجديد فإن لم تكن هذه الخطة محسوبة بدقة فإنها في سرعتها هذه ستوصل إلى نفس نتائج التحالفات السابقة فقد قدمت الانقاذ السبت للحلفاء العرب في القضية اليمنية فلم تجد حتى اليوم لا أحد ولا خميس ولا اي يوم من أيام الله العامرة.
فاذا كان التحالفات القديمة لم تقدم لانسان السودان عونا بل علي العكس استمر الانهيار الاقتصادي علي هذا النحو المريع فاننا نتوقع من الحلف الجديد أن يحمل مشاكلنا على عاتقه ويقدم لها الحلول؟ أم سنكون بذات الوضع القديم ونقدم كل شئ عندنا بالمجان.. وسلام يااااااا وطن
سلام يا
احر التهاني نتقدم بها من هذه الزاوية للأخت كوثر حسن عبدالله وهي تواصل مسيرتها وتترقى ملازم شرطة ومزيدا من الترقي والتقدم .. وسلام يا..
الجريدة الثلاثاء 18/12/2018

 

آراء