متخوفون و(خائفون) من بذل كلاشنكوف لكل مواطن

 


 

 

* سمعتُ أصحاب العقاقير الكبيرة يملأون الدنيا ضجيجاً على طلب البرهان أن يذهب كل قادر على حمل السلاح إلى أحد المراكز العسكرية للحصول على سلاح.. وتزعم هذه العقاقير أن هكذا بذلاً للسلاح سوف يؤدي إلى حرب أهلية..
* لكن عن أي حرب أهلية يتحدث هؤلاء وأولئك بينما المدججون بالسلاح يشِّنون حرباً عشوائية على مواطنين آمنين، غير مسلحين، في مختلف مدن وقرى السودان.. وهناك، في دارفور، قبائل، مدججة بالسلاح، قدمت من قلب الصحراء الكبرى، تهاجم قبائل جرّدها البشير من أي سلاح تدافع به عن نفسها وأرضها وعرضها، ذاك العرض المستباح، حيث صارت الإبادة الجماعية والتطهير العرقي جزء من الحياة اليومية، تطهيؤاً عرقياً لتوطين الأعراب القادمين من قلب الصحراء في حواكير أصحاب تلك الأراضي..
* لم تكن حكومة البشير حكومة لكل السودانيين، إنما كانت حكومة تحرض على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي لإحلال وإبدال سكان دارفور.. ولا يزال صدى عجرفة البشير العروبية ترن في الآذان، تحدثنا عن أن اغتصاب الأعراب القادمين من قلب الصحراء شرف عظيم لنساء دارفور الأصليات، ولا يزال صوت أحمد هارون يجلجل: "أمسح، أكسح، ما تجيبوا حي!"..
* في يقيني أن بذل السلاح لكل قادر على حمله في دارفور، بالذات، كان ينبغي أن يتم منذ بدأت ميليشيا الجنجويد تمارس ما ظلت تمارسه بعد قيام ثورة ديسمبر المجيدة، ففي حمل السلاح رادع يردع أي معتدٍ أثيم، ويجعله يفكر ملِياً قبل الإقدام على التعدي على الآمنين في عقر ديارهم..
* قد يذهب (الخائفون) مذاهبَ شتى فيسخرون من عجز الحكومة عن الدفاع عن المواطنين، وسخريتهم كلمة حقٍّ يراد بها أن تصرفنا إلى باطل منع بذل السلاح للدفاع عن النفس.. وفي تقيري أن (الخائفين) يرعبهم أن يتسلح المواطنون تسليحاً يضعِف أفاعيل ميليشيا الجنجويد العدوانية ضد المواطنين، غير المسلحين، إذ يردع هؤلاء العدوانيين من اقتحام البيوت ونهبها واغتصاب من فيها من النساء، بل ويوقفهم من التعرض لأصحاب السيارت في الشوارع..
* وأقول للمتخوفين، وهم ذوو نوايا حسنة، لا تحدقوا في موضوع تسليح المواطنين من زاوية الأماكن التي أنتم فيها، بل حدقوا في الموضوع من زاوية مناطق دارفور التي استباحتها ميليشيا الجنجويد..

osmanabuasad@gmail.com
//////////////////////

 

آراء