مدينة الاحلام تفتح أحضانها لأهل الخرطوم

 


 

 

من خلال تواجدنا بمدينة الاحلام ودمدني ومنذ عودتنا اليها بعد نشوب الحرب العبثية التي اندلعت شرارتها عمدا بعد التمهيد لذلك منذ اكثر من عامين .. قمنا في الاسبوع الماضي بزيارة نهارية الي مبني المبدعين الواقع خلف مسرح الجزيرة حيث كانت اشجاره الظليلة متكئا لمعظم اهل الابداع الذين اتوا من الخرطوم هاربين من جحيم الحرب التي لم تحقق اي من اهدافها وقد انحصر الهدف فقط في إراقة دماء ابناء الشعب الواحد.. تماما مثل حرب الجنوب التي ادت الي انفصاله برغم ان شرفاء السودان وقياداته الوطنية الباهرة قد انجزت في ١٦ نوفمبر ١٩٨٨م مبادرة سلام ( فاخرة) كانت ستحافظ علي امن الوطن ووحدة اراضيه والحفاظ عليه ترابا وشعبا.
غير ان الحسد والمراهقات السياسية القبيحة هي التي اوردت بلادنا موارد الهلاك الذي ظل مستمرا منذ تاريخ الانقلاب الاهوج في ٣٠ يونيو ١٩٨٩م ولاتزال آثاره مستمرة وستتوارث تلك الآثار الاجيال الحالية والقادمة بعد رحيل قيادات الانقلاب المشؤوم عن الدنيا حيث يقفون الان امام الحساب الرباني ...تري ماذا سيقولون عند السؤال ؟
اما اذا عدنا الي الحديث عن ودمدني .. تلك المدينة الرائعة فإن مبدعي بلادنا قد وجدوا ضالتهم فيها .. وشمرت ولايتها عن ساعد الجد واتاحت مواعين وزارة الثقافة كل مقراتها لاهل الابداع ليمارسوا انشطة مسؤولة في مجال الندوات الثقافية والدراما وفن الغناء . حيث ظلت ليالي ونهارات بيت الابداع مترعة بكل ماهو جميل ومتميز
وانتقل منتدي الاحبة من ضفاف النيل بالخرطوم الي قلب الجزيرة بقيادة مؤسسه الجميل النبيل والرجل المحب للثقافة والفنون الصديق الاستاذ امير التلب والذي شهدت له مدينة الاحلام مجهودات ضخمة حينما كان مدير لمسرح الجزيرة وايضا مديرا للاعلام حيث تواصلت الندوات والفعاليات.
كما استقبلت المدينة رياضيين وصحافيين واذاعيين واعلاميين كثر .
حيا الله مدينة الاحلام واهلها الذين استقبلوا قرابة الاربعة مليون شخص قدموا من الخرطوم ليجدوا الامن والامان فيهاونشطت اللجان الطوعية في تقديم اقصي الخدمات للمحتاجين منهم .
كما ظلت منظمة قلب الجزيرة الخيرية بالخرطوم تعمل علي التفكير الجاد لتوفير مواعين الخدمات الصحية بمستشفي ودمدني الذي اصبح الضغط عليه عاليا في مجالات الغسيل الكلوي والعمليات الجراحية والاسنان حيث استنفرت المنظمة ابناء الجزيرة بالخارج للمساهمة في توفير احتياجات المستشفي من معدات واليات لمواجهة هذا الضغط الكبير القادم الي المدينة بعد الحرب.
شكرا جميلا وجزيلا لكل من ظل يساهم في توفير الحلول لتلك المعضلات .. ونخص ايضا العاملين في قطاع الماء والكهرباء بعد ان ظلت العديد من الاحياء تعاني من انعدام المياه وليس من شحها فحسب.
واهلا بأهل الخرطوم في مدينة الاحلام.

bashco1950@gmail.com
/////////////////////

 

آراء