مرحباً بالمُصطفى يا مسهلا
(خارج النص)
الرأي العام
الإثنين 11 نُوفمبر 2019م
(فبشرى لنا أجمعين به وبكمالاته التي هي أعظم أُمنيّة.. وهنيئاً لنا بقدومِه ولسائر الأكوان... فوالله إنَّها لمن أعظم الأوقات التي أُعْطِيَتْهَا جميعُ البريّة.. إذ بانت به صلى الله عليه وآله وسلم طُرُق الحق واضْمَحَلّت سُبُل الخُسران)... هذه البِشارات جاءت بمولد السيد محمد عثمان الميرغني المُسمَّى بالأسرار الربانية الذي حَوى وجمع سيرة المُصطفى صلى الله عليه وآله وسلم في قالبٍ أدبيٍ رصين سهل الحفظ والمُدارسة والمراجعة.
في برنامجه الماتِع بقناة الخرطوم الفضائية (فِقه الأُسرة) الذي بُثَّ على الهواء يوم الثلاثاء الماضي 5 نُوفمبر 2019م، حثَّ الداعية الإسلامي د. صلاح الدين البدوي الخنجر الأُسر السُودانية بتدارُس مثل هذه الكُتُب القيِّمة (الشفا بتعريف حقوق المُصطفى – الشمائل الترمذية – المولد البرزنجي والمولد العثماني) التي فيها من النفع ما لا يُحصى، بجانب لغتها الأدبية الراقية التي تُساعد التلاميذ على فهم وإدراك لغتهم العربية المغلوب على أمرها هذه الأيام!!!
واحدة من أهم الدروس والعِبر التي نستخلصها من مولد النُور الهادي صلى الله عليه وآله وسلم (إعتناء البر به لأنه يتيماً كان)، وهذه بشارة وطُمأنينة لكل من فقد والديه في الصغر، سيكون له البر الرحيم حافظاً وأميناً وراعياً وهادياً عِوَضاً لفقده الأُم الرؤوم والأب الحنُون...
فقد أحاطته العناية الإلهية بجده عبد المطلب وعمه أبوطالب وزوجته الكاملة خديجة بنت خويلد عليها السلام فكانُوا له نعم السند وخير المُعين حتى أدَّى أمانته على أكملِ وجه فسطعت أنواره الشعشعانية من وسط براثِن الشرك والأوثان بأُم القُرى حتى عمَّت مشارق الأرض ومغاربها تحمِل في جوانبها السلام والأمن والطُمأنينة للإنسانية جمعاء...
كانت رسالته المحبة، وكان منهجه العدل والسماحة، لذلك خرَّج أجيالاً من القادة ساسُو الأُمة بالرِفق واللين والحكمة، حتى صارُوا ملجأً وملاذاً لكل محتاج وكهفاً آمناً لكل خائف...
كان دائم البِشْر وكانت خُلقُه القرآن، وأمَر بالتخَلُّقِ به ليُنال كمال الفوزان... وقد كان رؤوفاً رحيماً بجميع الإنسانية وكان يأمُر أصحابه بالتحلِّي بتلك الأخلاق السنية...
وقد كان هادياً ومُبشراً، لا غالياً ومُنفراً.. وبذلك وصفه الشيخ علي ود حليب في إحدى مدائحه:
الأتَانَا مُبَشِّراً .. الإمور إتْيَسَّرَن
والعِيُوبْ إتْسَتَّرَن .. من فَضَايْحَ آخْرَ الزَمَن
فإن رُمنا الفلاح والنجاح، يجب علينا التمسُّك بمنهجه الوفاقي الوسطي المُوصِل لحضرة القدوس، وذلك بأن نُنزِل هديه المُصطفوي على معاملاتنا وحياتنا العامة، عملاً بنهج (الدين المُعاملة) فالمُسلم المُحمَّدي لا يكذب، لا يسرق، لا يغدر، لا يخُون ولا يفجر في الخصومة، أما القَتل والتفجير فهي أبعد ما تكون من صفات الإنسان السوي ناهيك عن كونه مُؤمناً بالله مُنزِّهاً له عن الجِهَة والمكان!!!
*خارج النص:*
نُذكِّر السيد نصر الدين مفرح وزير الشئون الدينية والأوقاف بأن الحُريَّة لا تعني الفوضَى، فضبط الخطاب الديني خصوصاً في الأسواق والساحات العامة مُهم جداً فقد سقط في الآونة الأخيرة سقوطاً مدوياً حتى صار مُهدِّداً للأمن الإجتماعي، فهلاَّ اقتفيت طريق سلفِك د. عمار ميرغني؟؟!!!
الرأي العام
jamal.trane@gmail.com