مريم الصادق: إذا لم تعلم من الذي يعلم..؟

 


 

 

قالت مريم الصادق القيادية في حزب الأمة القومي لقناة ( إسكاي نيوز عربية) "أن الجيش له الحق الدستوري لحماية البلاد" و أضافت قائلة "لا أعلم من بدأ الحرب أولا." هل بالفعل أن مريم الصادق لا تعلم من الذي بدأ الحرب و من الذي خطط و من الذي كتب بيانات الانقلاب التي كان من المفترض تذاع يوم 15 إبريل بعد عملية أغتيال البرهان.؟ كنت قد كتبت صباح يوم 16 إبريل مقالا بعنوان ( لكي لا ننسى...حقائق قبل اندلاع الحرب) جاء في احدى فقرات المقال " كانت الخطة أن تتم مباغته على القوات المسلحة في مناطق إستراتيجية أهماها القصر الجمهوري و القيادة العامة لإستلامها و اغتيال البرهان مباشرة حتى لا يكون هناك قائدا للقوات المسلحة، و يتهم أنها معركة دارت مع البرهان و الفلول و اغتيل فيها رئيس مجلس السيادة" كتبت عن الانقلاب قبل أي تصريح يصدرمن قبل القوات المسلحة أو أي جهة أخرى. بما توفرت إلي من معلومات مؤكدة. ربطتها منذ مقولة عرمان " أن قوات الدعم السريع يمكن أن تكون نواة للجيش الجديد" ثم تفاعل حميدتي مع المقولة حتى بدأها بإدانة لانقلاب 25 أكتوبر الذي شارك فيه بفاعلية. و بدأ ينتقد المكون العسكري و يتهمهم بالمكنكشين في السلطة. حميدتي هو الذي قال من قبل أن قيادات الحرية المركزي تريد الفترة الانتقالية تستمر عشرة سنوات، و هو الذي اراد فترة الدمج تكون عشر سنوات و أن لا تكون قواه تابعة للقائد العام للقوات المسلحة، و يريدها تابعة لرئيس الوزراء لكي تكون اداة البطش على المعارضين ليس كذلك ... ماذا تقول مريم الصادق؟
و جاء في المقال " هذه الفترة زادت قوات الدعم السريع قواتها المتواجدة في مبني الإذاعة و التلفزيون في أم درمان بهدف استلامها و إذاعت بيانات التغيير. و بعد ذلك تخرج القوى المشاركة في المؤامرة بأن اللجنة الأمنية للإنقاذ سقطت و يطالبوا الشعب السوداني بالتصدي للفلول الذين يريدون الرجوع للسلطة". هنا اسأل مريم الصادق، هل لم يكن لك علم أن حزب الأمة وجه دعوتين الأولى مساء الخميس لبعض قوى الحرية و التغيير بهدف الاتفاق على رؤية تقال للقوى السياسية التي تمت دعوتها لحضور اجتماع صباح الجمعة، و تبليغهم بالتصور أن يلزموا جانب الحياد إذا نشب صراع بين قوات الدعم السريع و القوات المسلحة" و للأٍسف لم ينجح الاجتماع الثاني و جاء نفر قليل و تم تبليغهم أن لا يصدروا أي بيانات للتأييد لأي جهة كانت. هل مريم الصادق نائبة رئيس الحزب لا تعلم ذلك؟
قلت أيضا في إحدى فقرات المقال "مساء الجمعة ذهب كل من ( مناوي – جبريل – عقار) لمقر محمد حمدان دقلو حميدتي لمقابلته و طلبوا منهم الانتظار في جنينة المقر- بعد ذلك جاءت عربية لاندكروزر مظللة تحمل ثلاثة قيادات سياسية من الحرية المركزي، و هؤلاء الذين كانوا قد هندسوا اجتماع الحرية المركزي في قاعة الصداقة لكي يفشلوا مقترح حمدوك بوحدة القوى المدنية. و نزلوا و دخلوا مباشرة على مقر وجود حميدتي و هؤلاء جاءوا لكي يعدوا البيانات التي يحتاج حميدتي لقرأتها بعد نجاح مخططه الأول." هذه الفقرة كان قد أكدها قائد الدعم السريع لقناة الجزيرة أنه كان مجتمعا مع بعض قيادات الحرية و التغيير المركزي حتى صباح يوم السبت 15 إبريل 2023م اليوم الذي بدأت فيه الحرب بهجوم من الجيش كما ذكر. السؤال لمريم الصادق ماذا كانت تفعل قيادات الحرية المركزي في مقر حميدتي قبل تنفيذ العملية الانقلابية بساعة او ساعتين؟ إليس هؤلاء هم الذين جاءوا لكتابة بيان الانقلاب.
قالت مريم الصادق " حذرنا من وجود أكثر من كيان عسكري في السودان وطالبنا بتوحيد الجيش." هل كانت الرؤية التي اتفقتم عليها في عملية التوحيد ان يدمج الجيش في قوات الدعم السريع؟ و إذا كان الجواب بنعم تكوني قد أكدتي أن العملية الانقلابية كان مرتب لها. و إذا كان الجواب لا، لماذا لم تنتقدوا حديث ياسر عرمان الذي ذكره على منبر قوى الحرية المركزي، و السكوت عليه يعني الموافقة. لأن ياسر لم يتحدث في منبر تنظيمه الجديد حتى يتحمل مسؤوليته مع تنظيمه. بل جاء في منبر قوى الحرية المركزي و تحدث باعتباره قيادي في الحرية المركزي، و سكوتها عليه تعني موافقتها على الرؤية... و منذ ذلك اليوم بدأت عملية استقطاب قوات الدعم السريع من قبل الحرية المركزي، بدأ بتصريح ياسر عرمان، ثم الاتصال مع قائد قوات الدعم السريع و استقطابه لمشروعها.. فالرجل ذو طموح.. فكل مرة يعبر عقبة متحصنا بأخر.. ضرب موسى هلال متحصنا بالبشير.. و ضرب البشير متحصنا بالقوات المسلحة.. و يريد عبور القوات المسلحة متحصنا بالحرية المركزي و بعض دول الخارج و لكن خاب فأله.
في محطة أخرى تقول مريم الصادق في ذات اللقاء " يمكن أن يكون هناك طرف ثالث من النظام السابق هو من أشعل الحرب" هنا يشتغل العقل السياسي التقليدي الذي درج على التبرير، أي البحث عن ( شماعة يعلق عليها أخطائه) عقل لم يتعلم طوال تاريخه السياسي ان ينقد أخطائه بشجاعة، لكي يتعرف على الأسباب التي أدت للفشل، بل يهرب إلي الامام.. هل كانت مريم الصادق و كل قيادات الحرية و التغيير تعتقد أن سقوط الإنقاذ يعني ذهاب عضوية المؤتمر الوطني إلي مساكنهم، ثم يغلقونها عليهم، و يقدموا صكوك تنازلهم عن العمل السياسي، هؤلاء حكموا ثلاث عقود متواصلة ارتبطت مصالحهم بالدولة و مؤسساتها، و بالتالي سوف يصارعوا و يخلقوا تحديات باستمرار أمس و اليوم و غدا، لماذا لم تفطنوا لذلك؛ و تحموا النظام الجديد من خلال تعميق الروباط القوية مع الشارع، لكن للأسف الرغبات الشخصية و الحزبية في المحاصصات و السلطة جعلتكم تنسوا الشارع الذي أوصلكم لهذه المحطة. الرجاء لا تتعاملوا معنا كأننا حيران نقبل تبريراتكم التي درجتم عليها ثم نرفع أيادينا لكي يبارك لكم....!
و عن الحل تقول مريم الصادق "نطالب بتحرك دولي بقيادة الاتحاد الأفريقي لحل الأزمة السودانية" ثم عددت الدول التي تعتقد أن تكون جزءا من الحل خمس من أفريقيا نيجيريا – السنغال – يوغندا – جنوب السودان و جنوب أفريقيا إلي جانب الثلاثية و الرباعية ذكرت فقط أمريكا و بريطانيا و السعودية و اسقطت دولة الأمارات العربية المتحدة لم تذكرها و لا اعتقد سقطت سهوا لأنها إذا كانت لا تريد السقوط كانت كتفت فقط بذكر الرباعية. نوجه السؤال لمريم لماذا اسقطي دولة الامارات العربية المتحدة.. و أنتي أول الذين ذهبوا إليها بعد نجاح الثورة مباشرة ثم تكررت الزيارات؟
قيادات الحزب الشيوعي السوداني بحكم تاريخهم الطويل في قيادة الحزب أن تجربتهم السياسية تحتوي على بعض البصائر و الحذر. هم أول من فطنوا للدعوات التي كانت قد قدمت لبعض القيادات السياسية لزيارة دولة الأمارات، و حذروا بعدم التدخل في شؤوننا السياسية. إليس الذين كانت قد قدمت لهم الدعوات المبكرة للزيارة هم الذين على واجهة الفعل السياسي حتى اليوم و مشاركين في تصاعد الأزمة؟ ماذا تقولين مريم الصادق..عن ذلك و توضحين بصوت عال للشعب من الذي بدأ الحرب و كان لصالح من انقلاب حميدتي...!؟

zainsalih@hotmail.com
/////////////////////////

 

آراء