مشت خُطاي

 


 

 

سارت خطاي متماسكة
في الدَّرب الصَّحيحْ
لا تُهتَ لا هزَّاني ريحْ
إجتزتَ عقبات الطَّريقْ
نسجتَ في الخاطر بريقْ
أصادق الصحو الصَّريحْ
يسلمني للزَّمن المريحْ
إتهنّا في الحضن الفسيحْ
إنت المدكَّن فيك آيات الفخارْ
الدُّخري رمز الإنتصارْ
وصموك بالطَّبع القبيحْ
الكان عمارْ عافوهُ نهباً للخسارْ
إنتزعوا ضحكات البراءة من الصِّغارْ
بحر البوارْ زبَّد وفارْ
عُمرك موزَّع بين مرافي
خاصمت سفن السَّلامْ
الأبحرتْ إتلجلجتْ
ضاع القياد والبوصلةْ
والمحصلةْ
متوهدبة ما لاقيه ميسْ
مِن غرَّبتْ ما جاتا عافي
الأفُُقْ شاحب غميسْ
حبيسْ مزازاهو السَّوافي
الشطَّ مناراتو ادلهمَّت
حارنة ما بتقول عوافي
برَّ الأمان حاربنا ما داير يلوحْ
أوجاعنا غايرة متين تروحْ
نزفْ الجِّروحْ وفيض الخرابٔ
والكان موهط في الحنايا
دوا التَّآلفْ والتَّكاتفْ
سلَّ جذرو الإحترابْ
الجَّهل كحَّل ضي عيونَك
بي مراويد الظَّلامْ
وانت بتكاتل وتنتفض من ربقة
الماسكين خناقك وبي قفاكَ
يبوبو نيران الخصامْ
العالمْ الشْايف أذاكَ سلاكُ
إنبهمْ الكلامْ في حلقو
والعدل انقصمْ
صحايفو لفَّاها العدمْ
طوَّفنا في وعر الدِّروبْ
فردنا أشرعة الخطوبْ
بعيونَّا شفنا الخير مصوبرْ
للفساد مرهون مسوكرْ
في وجوهنا انسدَّ بابْ
شطط اللئامْ الدِّيمة ماسكين الزِّمامْ
ساد وزاد طينتنا بِلَّةْ
تفوت مصيبة تجينا عِلَّةْ
خبث ساسة وقهر عسكرْ
فوق رؤوسنا سنين محكَّرْ
مولد الأحلامْ مكجَّرْ
في قفا الوعد اللّغابْ
مهكور مصبَّرْ
يابا هدّينا البنيتو
وحتّى مَن ربيتو بي عَرق الجبينْ
خان عهودك وصار ضنينْ
يغدر يزيد النَّار ضرامْ
نِضَّارا في حضن الأملْ
يطلق عِقال الإنهزامْ
الخيامْ في الخلفْ ترزح في الشَّقا
الرُّعب والجوع والسُّقامْ
الفقر في إيدو اللِّجامْ
يوعدنا بي أيامْ عِجافْ
الفُرقة تعتصر الشِّغافْ
بهرج ضفافْ الإغترابْ
يغرينا بي عيشتو اللُّبابْ
يحزمنا رسنو على الدَّوامْ
الشَّتاتْ لوَّح أمامْ
يبلعنا لو سلمت رِقابْ
من سكَّة السَّفر المُهينْ
آخر المطافْ خايف نكونْ
كبَّينا مستقبلنا في عبَّ السَّرابْ

 

بريطانيا
٢١ أكتوبر ٢٠٢٣

ibrahim.shouk@gmail.com
/////////////////
وأينعَ الصَّحوُ العتيدْ .. بقلم: إبراهيم خالد أحمد شوك

خصوبةُ الثَّورةِ دفقٌ في دمي
أشعارٌ تنثالُ من فمي
يلفَّني الزَّهو يزدهرُ الوطنْ
من مخاضِ الحزنِ ينبعُ
في خضمِّ الوعي يرتعُ
يقصمُ الفجرُ ظُلاماتِ الوهنْ
للخزي لا لن نُرتهنْ
تنسلُّ أطيافُ التوجِّسِ للبعيدْ
الآن ينثالُ النَّشيدْ
لمدائنٍ حُبلى بصبحها النَّبيلْ
يشتعلُ من مجدٍ أثيلْ
يملؤ الأنفسَ وعداً لايحيدْ
عن موعدهْ ويُلجمُ العفنْ
يغزو مواطنَ الإحنْ
في باطن الثَّرى تتماسكُ الجِّذورْ
تسمو ترومُ أملاً لا ينحني ولا يخورْ
جسارةُ الشِّعرِ المُصادمِ تلهبُ الخيالْ
تهزُّ بدني يعتدُّ يزهرُ القصيدْ
لا ضيمُ يثنينا ولا قيودْ
الفخرُ يغمرني
وأصواتُ الوفاءِ تشدّني
لندائها البكرِ العفيفْ
الحُرُّ لا يحيفْ
فردَ الخلاصُ ثوبه الوريفْ
تنهضُ من جوفِ الأسى
من تدفُّقِ النَّزيفْ
ومن معاقلِ القهرِ
وزردِ الحديدْ
بشارةٌ لبعثنا العتيدْ
الفجرُ مقدامٌ عنيدْ
الوعدُ ينتضي جسارةً
من غور مجده التَّليدْ

الخرطوم
٢١ أكتوبر ١٩٨٣

ibrahim.shouk@gmail.com

 

آراء