مصر جارة السوء.. تضارب المصالح !!

 


 

عمر أرباب
8 January, 2023

 

العلاقات بين الدول ليست علاقات عاطفية بل تحكمها المصالح في المقام الأول وما يجب أن نعلمه جيداً أن مصالحنا تتضارب وتتعارض مع المصالح المصرية لذا فلا ينبغي أن نخدع أنفسنا بالمصالح المشتركة وحسن الجوار .. لأن مصالحنا السياسية والإقتصادية والعسكرية على طرف نقيض من المصالح المصرية ويجب أن تكون هذه الحقيقة نصب الأعين ليس عداء ولكنها الحقيقة ..
ولأن التاريخ عظات وعبر كان لابد من قراءة العلاقة مع مصر حتى نستبين المآلات والإتجهات ونتعرف على مواطن الخلل والعلل .. ولعله من العسير إستقصاء كل حادثات التاريخ عبر هذا المنشور ولكن لابد من إشارات وعلامات توضح طبيعة سير العلاقة ..
أول ما لفت إنتباهي هو أن علاقتنا بمصر هو تدهورها في ظل الحكومات المدنية والديمقراطية ..! وأن العلاقة في ظل الحكومات العسكرية تمر بحالة مد وجذر ولكنها بلا شك افضل بكثير من الفترات المدنية والشاهد أيضاً حضور الدور المصري في كل الصراعات وتأجيجها سواء كان بدعم الحكومة أحياناً ودعم التمرد وهذا هو الغالب إضافة إلى توفير ملجأ للساسة المعارضين في كل العهود ..!
الحقيقة أن مصر ليس من مصلحتها إستقرار السودان ولا قيام دولة مدنية ديمقراطية فيه لأن هذا سينعكس وبالاً عليها سياسياً وإقتصادياً .. فقيام الدولة المدنية سيفتح شهية الشعب المصري سريع العدوى والغيرة للتخلص من الحكم العسكري .. فعندما قامت الثورة التونسية لحقها الشعب المصري مباشرة وأسقط مبارك وحتى عند قيام الثورة السودانية إستطاع مقاول عبر مقاطع يوتيوبية في تأجيج الشارع وتحركه ..
والدولة المدنية ستمكن من قيام الصناعات التحويلية في السودان وستمكنه أيضاً من الإستفادة من موارده التي تذهب إلى مصر بأبخس الأثمان وستزيد من الرقعة الزراعية والتي ستكون خصماً كمية المياه التي تصلها ..
والدولة المدنية ستطالب بأراضيها المحتلة وتضبط حدودها المستباحة ومواردها المنهوبة برياً وبحرياً ..
والدولة المدنية ستجعل من السودان مركزاً تجارياً إقليمياً لكل دول المنطقة لاسيما تلك التي لا تتمتع بموانيء والذي سينعكس على التحالفات والنفوذ السياسي كل هذا سيكون خصماً على الرصيد والنفوذ المصري في المنطقة ..
والدولة المدنية ستجعل من السودان دولة ذات سيادة بدلاً حالة الوصاية وفقدان الأهلية بسبب عدم الإستقرار والصراعات الداخلية مما سيقلص الدول المصري وتدخله في الشؤون الداخلية ..
والدولة المدنية ستراعي مصالح السودان في المحافل الإقليمية والدولية وليس مجرد بيدق تحركه مصر لتخدم مصالحها ويخوض معها وربما بالإنابة عنها صراعاتها ( سد النهضة نموذجاً ) ..
ولا أعتقد أن مصر ستألوا جهداً في سبيل عدم قيام حكومة مدنية أو صنع حكومة هزيلة وعملية موالية لها وما أكثر العملاء في لا يمانعون في القيام بالأدوار القذرة التي تشبههم ..
أنا لا أعتب على الحكومات المصرية سعيها لتحقيق مصالحها ولو على حساب الإستقرار والجيرة المزعومة ولكن أعتب وأحزن لحال العملاء الذين يبيعون أوطانهم لأجل مصالحهم الشخصية ولأجل الإفلات من جرائمهم التي إرتكبوها .. وأعتب على القيادة السياسية التي تعجز عن مواجهة كل هذه التحديات والمهددات بشجاعة وشفافية .. والأغرب أن كثير من الذين يتهمون الآخرين بالعمالة هاهي أعناقهم تشرئب للدور المصري عسى ولعل أن ينفعهم وهم يعلمون حجم العداء والسوء الذي تحمله لنا جارة السوء ولكن إنعدام الوطنية أعمى الأبصار والقلوب ..
الذي يجب أن تعلمه مصر ومن معها من العملاء الجبناء أن سودان اليوم ليس سودان الأمس وأن الوعي وصل مرحلة تستطيع إفشال كل هذه المؤامرات والمكايدات .. وإن غداً لناظره قريب ..
هذه الأرض لنا وهذي البلاد تخصنا ولا عزاء للعملاء الجبناء ومن شايعهم من البؤساء التعساء الأشقياء ..

#العدالة_أولاً..
#يسقط_الإنقلاب..
#واعيين_ومكملين..

/////////////////////////

 

آراء