معارضو مرسي مما يخشون من فشل الرئيس ام من نجاح التجربة الاسلامية؟؟؟
ahmed altijany [ahmedtijany@hotmail.com]
عانت مصر ستين عاما تحت حكم الفرد والرجل الواحد والحزب الواحد والدولة البوليسية فنشأ جيل في هذه الفترة لا يعرف نظاما للحكم غير هذا النوع من الحكم وهم الذين يسيطرون على مؤسسات الدولة الآن ،ذاك النظام الذي عزل مصر عن محيطها العربي وابعدها عن الامة الاسلامية وغيبها عن قضايا المسلمين والعرب ففقدت مصر مكانتها الريادية ولم يكن لديها شيء يذكر في المسرح الاقتصادي ومجال التصنيع والاختراع وقد طرقت هذا الباب قبل الكثيرين في العالم من الذين صار لهم شأن في الاقتصاد العالمي بل كبلت نفسها بالمعونات الغربية والاميريكية خاصة لتظل كذلك تطعم في فمها ولا تأكل بيدها مما جعلها في ثبات قتل همتها واضعف عزيمتها فاصبحت اسيرة لهذه الاغاثات فتجمد فكرها وسهل قودها من باب(جوع كلبك يتبعك)فتحول ذلك الى تبعية يخجل لها المتبوع نفسه فخلقت مصر بذلك فراغا قياديا في القضايا العربية والاسلامية مما دفع بعض الدول في المنطقة تتحرك لملء هذا الفراغ كتركيا وايران ودولة قطر الصغيرة والتي اصبحت بتصديها للقضايا الاسلامية والعربية دولة كبيرة يحسب لها حساب ولم تقف قطر عند القضايا العربية والاسلامية بل كان لها دور في المساهمة في بعض القضايا الدولية ومنها على سبيل المثال مشكلة المناخ والبيئة الذي عقد مؤتمرها في قطر،فهذا الموقع كان موقعا لمصر والاولى به لكنه شغر بسبب نظام الحكم فيها والطبيعة لا تقبل الفراغ وعجلة الحياة لا تتوقف بموت احد او غيابه،هذا هو حال مصر في الفترة السابقة وقد فقدت المكانة اللائقة بها وفقدت الامانة بموقفها من القضية الفلسطينية وفقدت الشهامة بولائها للغرب غير المشروط وهذا كان حال اغلب الدول العربية لكن لمكانة مصر كان لذلك اثره الاكبر على الساحة، ظل الحال كذلك والشعوب مغلوب على امرها حتى حرك مالك الملك ومقلب القلوب الشعوب فثارت على حكامها وكان لمصر في ذلك نصيب فسقط النظام المصري باجماع المصريين الا من اظهر وفاقا واضمر نفاقا وهذا الذي بدأ يتكشف اخيرا،ذهب النظام المصري وكنا نتوقع من المصريين
والنخب خاصة ان يغتنموا هذه الفرصة التي اتت اليهم تجرجر ازيالها بأقل قدر من الخسائر وهم يرون ما يحدث في سوريا كنا نتوقعهم ان يستفيدوا من ذلك ويوحدوا كلمتهم ويبذلوا جهدهم لبناء مصر الجديدة ودولتها القائمة على الحرية والديموقراطية واحترام الرأي الآخر وتقديم انموذج للعالم العربي والاسلامي يستنيروا به في مسارهم الديموقراطي فكان هذا هو المرجو والمطلوب من المصريين وبعد ان جعلوا صندوق الاقتراع الفيصل بينهم،لكن هذا التوقع وذاك التفاؤل بدأ يتلاشى بعد ظهور نتائج الانتخابات وبعد ان بدأ للبعض ان النتيجة اتت على غير ما يتوقعونه ومن هؤلاء من لا يتفق مع الفكرة الاسلامية اصلا وهذ التجمع المعارض يضم الفلول من الحزب الوطني والعلمانيين واليساريين وعملاء الغرب فبدأت المؤامرات على الثورة المصرية فكانت البداية بالاعلان الدستوري العسكري وحل مجلس الشعب المنتخب وهؤلاء ليس هم الاحرص على مصر وثورتها وهم لا يخشون على مصر والثورة من فشل الاسلاميين ودكتاتوريتهم ولكن يخشون من نجاح التجربة الاسلامية وبخاصة في مصر ام الدنيا ونجاحها في مصر يعني الكثير للغرب والمسلمين فهذا هو المزعج والمقلق ويتفق معهم في ذلك اميركا والغرب واسرائيل فان لم يكن خوف هؤلاء من النجاح فلماذا كل هذا الذي يحدث في مواجهة رئيس منتخب لمدة اربع سنوات بعدها يرجع الامر للشعب ليقول قولته وهو الذي يحكم على التجربة وليس هؤلاء الذين نصبوا انفسهم اوصياء على الشعب المصري والذين اعتبروه لم يبلغ الرشد الذي يمكنه ان يختار من يمثله ولا يعرف الذي ينفعه ولا الذي يضره ،هؤلاء الذين يتحدثون عن الرئيس المنتخب وتنظيم الاخوان وكأنهم استولوا على السلطة بليل او على ظهر دبابة لماذا كل هذا الذي يحدث في اول جو ديموقراطي تعيشه مصر منذ الفراعنة لماذ لا ننتظر قليلا ونعطي التجربة وقتها الكافي حتى نحكم عليها بعد الاربع سنوات والتي ليست بكافية لنجاح تجربة ديموقراطية عقبت حكما للفرد والحزب الواحد بعد ستين عاما وكل الذين يتعاركون من غير معترك او الكثير منهم لم يكن الا وقد ولد في تلك الفترة ولا ننسى ان التجارب الديموقراطية في الغرب والتي مرت عليها مئات السنين بين الجرح والتعديل حتى وصلت الى ماهي عليه الآن،لماذا الاعتراض على دستور قد خطه الشرفاء والعلماء من ابناء مصر والذين لم يطعن احد في نزاهتهم ولا علمهم ولا وطنيتهم لماذا الثورة على الرئيس وكل ما اراده من اعلانه الدستوري ان يحمي قراراته والثورة المصرية من الذين يتربصون بها الدوائر وليس لديه ما يحصن به نفسه من دستور او قانون كتبه النظام السابق ومؤسسات اسسها النظام السابق وفق تلك القوانين وهي التي يعتمد عليها هؤلاء المعارضون والذين ليس لديهم اي قاعدة ينطلقون منها الا عمقهم في الدولة وامساكهم بمفاصلها لماذ الاعتراض على دستور معروض على الشعب ليقول فيه كلمته وأي توافق يتحدثون عنه وهل التوافق يحصن الدستور من قول (لا) اويكسبه قول (نعم) ام التوافق هو ما يقرره الشعب ولماذا الخوف اذا كان لمعارضي الرئيس الاغلبية في الشارع فعلى المعارضة ان تحشد مؤيديها وتحرضهم على قول لا لهذا الدستور وتبين عيوبه لهم ان كانت لهم اغلبية كما يزعمون فلتحشدهم بدلا من ان تحشد مؤيديها ليخربوا ويحرقوا ويسيئوا لرئيس منتخب يمثل سيادة مصر احشدوا الحشود وحرضوهم على قول لا لهذا الدستور واشترطوا الشروط والآليات التي تضمن للاستفتاء النزاهة وعدم التزوير استفيدوا من اطلالكم عبر الشاشات لتعبئة مؤيديكم لرفض الدستور ولا تضيعوا الزمن في الجدل و المغالطات التي لا تفيد ولا تقنع المواطن والذي بلغ من النضج الذي يجعله ان يميز ما بين الغث والسمين وما بين الحق والباطل افعلوا ذلك واعطوا الاسلاميين مدة الاربع سنوات التي لا تساوي شيء من عمر الشعوب اعطوهم الفرصة ليفشلوا اذا كنتم متأكدين من فشلهم وبينوا عيوبهم واخفاقاتهم للشعب وهو صاحب الرأي الفصل وما اظنكم تفعلون لأن هاجس الخوف من نجاح الرئيس هو الذي دفعكم لكل ذلك وكان مؤشر النجاح موقفه من غزة والذي اجبر الاسرائليين ان يوافقوا على كل الشروط والتي عمرهم لم يفعلوها وهو الذي فتح الطريق لخالد مشعل ليصل لغزة لاول مرة منذ اكثر من اربعين عاما مالكم كيف تحكمون فاتقوا الله في مصر التي بدأت خطوة نحو ارجاع عزتها وكرامتها ومكانتها السامية بين الشعوب والتي فقدتها بسبب هذه الافكار المشبوهة