معا ضد نفاق جوبا

 


 

عمر التجاني
24 September, 2022

 

اتفاق جوبا التعيس. هو نفاق بكل ما تحمل الكلمة من معنى مؤلم.
السؤال الذي يرفض كثير من مواطني السودان الاجابة عنه هل ولماذا يتحمل مواطن الشمال والوسط وزر حكومات الخرطوم بما جرى ويجري في بقاع السودان من تعدٍ على الحقوق و(التهميش)؟
مواطن الشمال لم ولن يكون له دخل في كلما حدث. وأول ما أبدا به هو ان الشمال ظل المهمش الأول في بلادنا. ثانيا وهو الأهم ان الحكومات التي تعاقبت على السودان هي حكومات إما عسكرية أو مدنية ديمقراطية. ومن المعلوم أن الحكومة العسكرية تستخدم قوتها في فرض ما يحقق مصالحها ولا تترك خيارا لغيرها في الرفض. وتلك الحكومات تشتري ضعاف النفوس إمٌا بمنحه سلطة شكلية ويتوهم من تلقى تلك المنحة أنه أصبح ذو شأن حتى يفاجأ ذات صباح بنزع تلك المنحة وطرده وأحيانا التشهير به. او تقوم برشوته بالمال او ان تستعمل الابتزاز ضدٌه.
اما الحكومة الديمقراطية فعلى علاتها فكل مواطني الدولة مسؤولون عن أخطائها. قبل اكثر من خمس وثلاثين سنة خلت جرت آخر انتخابات ديمقراطية كان نصيب حزب الأمة منها 101 دائرة وكانت حصيلته في دارفور 76 دائرة بمعنى ان خمس وسبعون بالمائة من قوته اتتنا من دارفور. ومن المعلوم أن حكومة الصادق الصديق كان لها القدح المعلى فيما جرى ويجري في بلدنا من احتراب وقتل وتنكيل. كان لتك القوة النيابية المقدرة على كبح جماح الصادق الصديق بل اجباره على تحسين حياة مواطن دارفور الذي اوصله للسلطة. فكيف أحاسبُ أنا ابن الشمال والوسط بفعل كان لمواطني دارفور نصيب وافر في حدوثه بتصويتهمم للصادق الصديق.
وعندما نتحدث عن كارثة نفاق جوبا فهو لايعني ابدا هل هو ما يجلب السلام ويوقف الحرب ام لا. فالامر ليس كذلك. السلام مطلب أساسي، والأمن هو المعول عليه الأول، ولكن اتفاق جوبا جاءت بنوده الكارثية لتُحمِل مواطن الشمال والوسط جريرة فعل لم يرتكبه، وعليه أن يدفع الجزية عن يد وهو صاغر، وعليه أن يقول لجنرالات الحرب نعم انا جاهز لتقطيع اوصالي. فهل يا ترى جلب اتفاق جوبا المشئوم السلام لدارفور وجنوب النيل الازرق وجنوب كردفان لكي ندفع نحن في الشمال ثمن هذا السلام المزعوم، بالرغم من أن الاتفاق لم يجلب السلام، بل جلب مزيدا من القتل والاحتراب، وكلما تجلبه الحرب من ويلات ودمار. وفي تلك الحالة ايضا يتوجب علينا نحن اهل الشريط النيلي والجلابة ان ندفع فاتورة الحرب التي لادخل لنا فيها؛ فينهار اقتصاد البلاد وينعدم الامن.
الحرب قائمة بين نظام بطشي قاهر وبين معارضيه من تلك الفئات التي تقتات من قتل النظام الباطش لاهلهم. لم يطلب نظام البشير مشورتنا نحن الجلابة في الدخول في تلك الحرب البغيضة.
وطالما أن نفاق جوبا التعيس لم يجلب السلام فلِمَ ندفع نحن أبناء الشريط النيلي والجلابة واولاد البحر وابناء البوابين ثمن رفاهية تجار الحرب وتمتعهم بتسيد الوزارات والمؤسسات وتعيين محاسيبهم وبني جلدتهم وبالطبع الأقرب ثم القريب وهكذا تمتد السلسلة. وزير مالية اتفاق جوبا يوقف الصرف لاي جهة عدا تلك التي افتى فيها بانها تتبع لكارثة جوبا فيدفع لها بسخاء لم تعرفه بلادنا من قبل.
والأنكى والأدهى والأمر هو أن كارثة جوبا فرضت علينا نحن عيال دار صباح ان ندفع سبع مليارات ونصف دولار اكرر دولار كانما عملة البلاد هي الدولار (اي والله يا اولاد البحر هنئا لكم عندما تصبح العملة المعمول بها في البلاد الدولار .) وأن يكون الدفع على مدى عشر أعوام كاملة، لتعمير دارفور لاننا نحن في الشمال والوسط من قمنا بالتدمير والقتل والسحل والاغتصاب بدارفور. ونحن من فرضنا التهميش على اهالي دارفور وجنوب النيل الأزرق،وجنوب كردفان، لكي ننعم كما ترون رفاهية اهل الشمال والوسط نلبس الحرير وسيارات اليابان والمانيا الحديثة اما منازلنا ومزارعنا..
والتهميش تلك الكلمة التي يفاجئك بها الآن كل أدعياء (الكفاح) المسلح الكفاح ضد من ولاجل من وماذا، ولأي شيء. هو انني الجلابي وابن الشريط النيلي واولاد دار صباح وبقايا الاتراك وإن شئتم المستعربين وكل بقية الالفاظ التي تخرج من افواه العنصريين الجدد؛ هو بريء من تلك الحروب التي شنها نظام البشير ولا يمكنني تحمل تبعاتها بل ودفع فاتورة رفاهية تجار الحرب. وبعضهم يتحجج بحجة باهتة جدا كما جاء في سفرهم المقدس الكتاب الأبيض أن اولاد البحر قد حكموا البلاد منذ الاستقلال ويجب ان ياتي دورونا نحن أبناء المهمشين ان نحكم البلاد. ولم يوضح سفرهم هل من عينه عبود او النميري أو الترابي في العشرية الأولى أو البشير فيما تبقى من عمر سلطة البطش هل أنا الجلابي التعيس مسئول عنه!!.
والمعلومة التي يعرفها الجميع وينكرها كل مدعيي (التهميش) تلك الكلمة البغيضة أول ما وردت في سفرهم المقدس الكتاب الأبيض والذي كان من وضع الترابي ومن لف في لفه من تجار الحرب ومعهم علي الحاج ومبارك قسم اللة والسنوسي والتجاني آدم الطاهر. وكثير من أبناء الغرب.
ومن المعلوم أن سلطة البطش وانقلابها كان من الداعمين له زمرة أعوان الترابي الذين ذكرتهم أعلاه.
وخلاصة حديثي هو أن البلاد تحت ظل نفاق جوبا لن تخطو خطوة واحدة للأمام لانه جاء بنتيجة تحمل الجلابي واولاد دار صباح والشريط النيلي والوسط وابناء البوابين والمستعربين، وزر حرب لم يكونوا طرفا فيها. فإما ان يلغى الاتفاق ويستبدل باتفاق عام لتحديد الالولويات ومطلوبات تخطي الماضي لكل اهل السودان الحالي دون الارتماء في حضن احدهم دون الآخر. وأن يكون يمثل حقيقة من اكتوى بنار التهميش من اولاد البحر والوسط والجلابة وغيرهم من بقية شعوب السودان بعيدا عن العنصرية والقبلية والجهوية. وإما ان نفعل الجهوية والعنصرية وفي تلك الحالة ينبغي ان يذهب كل متجه إلي اتجاهه ويبقى هانئا في داره.

عمر التجاني

omarbeber53@yahoo.com
/////////////////////////

 

آراء