مع د. محمد زكريا!!

 


 

 

الصباح الجديد –
ربطتنا كثير من الصلات مع الناطق باسم قوى الكتلة الديمقراطية د. محمد زكريا وتفرقت بنا السبل كل سار في طريقه هاجر هو إلى بلاد العام سام وعاد بعد اتفاقية جوبا ، وظللت أنا (أعافر) في بلاط صاحبة الجلالة .
بالأمس جرى بيننا اتصالاً أعاب فيه علينا نعتهم ووصفهم بالانقلابيين وغيرها من النعوت التي لا تليق بهم، مشدداً على أن العملية السياسية بشكلها الحالي معيبة وإقصائية وستعقد الأزمة وتشعلها كملهاة زمنية لا تنتهي فصولها .
انقطع الاتصال قبل أن أوضح له رويتي التي تقوم على ركيزة أساسية هي أن تأييد الكتلة الديمقراطية لانقلاب 25 اكتوبر قبل الماضي لايحتاج إلى سبر أغوار لإكتشافه ، وكلنا نتذكر أن (الحرية والتغيير - التوافق الوطني)، طالبت بعد انشقاقها من قوى الحرية والتغيير بحل الحكومة الانتقالية بقيادة عبدالله حمدوك التي كان مشاركتها فيها تمت بحسب بنود اتفاق جوبا الموقع في أكتوبر 2020، طالبت قوى التوافق الوطني بحل حكومة حمدوك رغم أن تحالف (قوى الحرية) الموحد، الحاضنة السياسية للحكومة ، قبل بعد توقيع اتفاق جوبا بحذف كلمة(مستقلة) من عبارة (كفاءات وطنية مستقلة) من نص الوثيقة الدستورية استجابة لرغبة الحركات والأحزاب الموقعة على اتفاق جوبا، بالمشاركة في الحكومة الانتقالية مشاركة سياسية، لا عبر كفاءات مستقلة، ومع كل تلك المشاركة الوازنة في حكومة حمدوك الانتقالية، طالب (تحالف الحرية والتغيير - التوافق الوطني) بحل حكومة حمدوك الانتقالية ونظموا اعتصامات من أجل ذلك قرب القصر الجمهوري، وهتفوا (الليلة ما بنرجع إلا البيان يطلع).
في الضفة الأخرى قوى الحرية والتغيير تحملت مسؤوليتها الكاملة في التصدي للإنقلاب وخرجت مع قوى الثورة الحية في مسيرة هزت شوارع الخرطوم في اليوم التالي للإنقلاب وظلت تواصل في نضالها إلى أن قبل العسكر برؤيتها للحل السياسي والذي أعلنت صراحة أنها تهدف عبره إلى إنهاء الانقلاب ، وكانت المحصلة هي التوقيع على الاتفاق الاطاري.
تحسست الكتلة الديمقراطية الخطر وأدركت أن الانقلاب الذي أغدقت عليها سلطته بالنعم الجسام سقط بعد أن فشل في تحقيق الاستقرار السياسي وقاطعته كل الدول لتعود البلاد جزيرة معزولة عن العالم من جديد وأن حلفائهم تراجعوا وقرروا الانخراط في العملية السياسية.
أما الحديث عن أن الإتفاق أجنبي والحكومة القادمة سيصنعها أجانب لا معنى له ، لأن الحقيقة بائنة هي أن عالم الشفافية والتنوير لا مجال فيه للإنقلابات وبالتالي من الطبيعي أن تتسق مواقف المؤسسات الدولية مع التيار الداعم للديمقراطية .
والغريب أن تحالف الكتلة الديمقراطية يصر بعد أن زاد توسعه في ورشة القاهرة وضم مكونات جديدة يصر على المشاركة بكل مكوناته القديمة والتي إنضمت حديثاً في حين أن حليفهم (العسكر) إختار النأي عن السلطة السياسية والعودة الى الثكنات..للحديث بقية ولكن ياصديقي د. محمد (خلو الروح سلبة) ومعارضتكم سلمية وأبعدوا عن (ولو على جثتنا) وطريقة ترك (الفوضوية) التي تعطل الاقتصاد الوطني أما المظاهرات التي توعدت بها حركة مناوي ما دام أنها سلمية ..فهذه هي (الديمقراطية الدايرنا).
الجريدة

 

آراء