ساعدوا الجنرال للخروج من المتاهة.. وعودة حمدوك ضرورة وطنية

 


 

 

هناك قول شائع مفاده( لا تحشر القط العجوز في زاوية ضيقة ،بل أترك له كوة للنفاذ والهرب،وإلا ارتد عليك وهاجمك بشراسة أكبر ).
وواضح من خطاب البرهان الأخير، أن الرجل قد (زهد) السلطة ،راضيا أو مكرها، لا فرق.بعد انطفأ بريقها ولم تعد جاذبة في وجود ( ألف) شريك وموجه محلي واقليمي ودولي وسمسار ونفعي..
وواضح ،أيضا، أنه قد اتخذ هذه الخطوة وهو يتحسب معارضة بعض مؤيديه خاصة أصحاب المنفعة من الحركات المسلحة التي لم يرد ذكرها في القوي المستهدفة من الحراك السياسي، وهو بذلك يحتاج إلى المساعدة من خارج الدائرة الخاسرة..يحتاجها من الشارع والثوار الذين اعترف ببطولاتهم وتضحياتهم من أجل الحكم المدني..
خطاب الجنرال، يمكن قراءته من عدة زوايا ، تضيق أو تتسع حسب رؤية كل محلل سياسي او ( خبير عسكري استراتيجي) او رأي انطباعي غير موضوعي..ولكن الزاوية المنفرجة ،المتفائلة، التي يمكن النظر من خلالها،في تقديري ،هي البحث عن الخلاص..
صحيح أن استمرار وجود مجلس السيادة الانتقالي الي حين تكوين مجلس الوزراء المتفق عليه ،ثم حله وتكوين المجلس الأعلي للقوات المسلحة، قد عقد المشهد السياسي وأربكه قليلا ،بمعني وجود سلطة أعلي هي التي توافق أو لا توافق علي ما يجد من أمور بشأن تكوين وتخويل السلطات والصلاحيات ، ونكون بذلك كأنك يا زيد ما غزيت..الا أن وجود مجلس وزراء بصلاحيات مستمدة من القوي الثورية ،قد يكون هو الضمان والحامي للفترة الانتقالية وتحقيق أهدافها المتفق عليها.
ومن هنا ،تصبح عودة الدكتور عبدالله حمدوك لرئاسة الدولة ضرورة وطنية ،فقد خبرته القوي الوطنية والثورية ،بتعدد مكوناتها ،رجل دولة من الطراز الأول..له حكمته ورؤيته للخروج بالسودان من هذا المستنقع الخطير الي بر السلام والأمن والأمان والاستقرار ومستحقاته الوطنية والدولية.
عودة حمدوك لرئاسة مجلس الوزراء ، يجب أن تكون بطلب من قوي الثورة السودانية وبضمانات دولية مشروعة ومعمول بها في معظم مناطق النزاع ذات التدخلات الخارجية والسودان لم يكن استثناءا عن هذه القاعدة...وبذلك يستمد رئيس مجلس الوزراء شرعيته من الشعب مباشرة وليس من أية جهة اخري...
عودة حمدوك ...سوف تفتح مسارات جديدة كثيرة لعودة الحياة المدنية الكاملة للسودان..ورغم صعوبة هذه العودة في بعض جوانبها ، ولكنها ليست بالصعبة، وسيظل هو الخيار المتاح حتي الآن والأفضل للعبور بالبلاد نحو الأمن والسلامة.
ساعدوا الجنرال علي الخروج من المتاهة ما دام قد طلب المساعدة من الشارع والثوار...أن يأتي متأخرا خير من أن لا يأتي أبدا.
د.فراج الشيخ الفزاري
f.4u4f@ hotmail.com
///////////////////////////

 

آراء