منبر جدة مرة أخرى

 


 

 

طالما كان وما زال الوضع في السودان مثار قلق العديد من المراقبين والشركاء الإقليميين في جميع أنحاء العالم. إن الدعوة الأخيرة التي وجهتها المملكة العربية السعودية للقوات المسلحة وقوات الدعم السريع في السودان لاستئناف المفاوضات في جدة قد أثارت الآمال بين الأتباع والشركاء الإقليميين بأن الحل السلمي للصراع قد يكون في متناول اليد. ويُنظر إلى مشاركة المملكة العربية السعودية في محادثات الوساطة بين الفصائل المتحاربة في السودان، على أنها خطوة إيجابية نحو سد الفجوة وإنهاء الخلاف بين القوات المسلحة وقوات الدعم السريع. وستكون الجولة القادمة من المفاوضات حاسمة في تحديد ما إذا كان بإمكان الجانبين التغلب على خلافاتهم والعمل من أجل التوصل إلى حل سلمي للصراع أم لا!. ومع ذلك، فإن الطريق إلى السلام في السودان محفوف بالتحديات، ولا تزال نتائج الجولة القادمة من المفاوضات غير مؤكدة. لقد ترك تاريخ الصراع والعنف في المنطقة ندوباً عميقة، وسوف يتطلب الأمر بذل جهد كبير والتزام من جميع الأطراف المعنية لبناء الثقة وإيجاد أرضية مشتركة. بلا شك سيراقب المجتمع الدولي والشركاء الإقليميين عن كثب التطورات في السودان، على أمل تحقيق اختراق يمهد الطريق لسلام دائم. إن المخاطر كبيرة، وعواقب الفشل قد تكون وخيمة، مما يؤدي إلى المزيد من إراقة الدماء والدمار في المنطقة.
رغم أن آفاق السلام في السودان قد تبدو غير مؤكدة، إلا أنه لا يزال هناك أمل في أن تؤدي المفاوضات المقبلة إلى نتيجة إيجابية. ومن الضروري لجميع الأطراف المعنية إعطاء الأولوية لمصالح شعب السودان والعمل من أجل التوصل إلى حل سلمي يحقق الاستقرار والازدهار للبلاد. ودعونا جميعا نأمل أن تكون الجولة المقبلة من المحادثات خطوة نحو جسر الانقسام وإنهاء دائرة الصراع والمعاناة في السودان.

تأتي الجولة القادمة المزمعة من المفاوضات بعد أن افادت وكالة الأنباء التركية الرسمية بأن نجل رئيس مجلس السيادة السوداني، عبدالفتاح البرهان، توفي في المستشفى يوم الجمعة بعد شهرين من إصابته البالغة في حادث دراجة نارية في العاصمة التركية، أنقرة. وذكرت وكالة انباء الأناضول أن محمد عبدالفتاح البرهان كان يتلقى العلاج في أحد مستشفيات أنقرة منذ الحادث الذي وقع في 6 مارس الماضي عندما اصطدمت دراجته النارية بسيارة في ضواحي المدينة. وبحسب وسائل إعلام تركية، فقد وقع الحادث في منطقة جولباشي، أمام مبنى المحكمة الدستورية. ونقل نجل رئيس مجلس السيادة السوداني إلى مستشفى مدينة بيلكنت، حيث أدخل العناية المركزة، حيث أكدت تقارير إخبارية آنذاك خطورة حالته.
وكما كتب سابقاً رئيس المكتب التنفيذي للتجمع الاتحادي الاستاذ بابكر فيصل مفاوضات جدة القادمة : داحسٌ وغبراء أم بشائر للسلام، فإن المفاوضات القادمة تعد مفصلية في تحديد مصير السودان " ستُعطي جولة التفاوض القادمة إجابة عن مستقبل الحرب في السودان, وهل ستستمر لسنوات طويلة قادمة كما حدث في بلدان أخرى (الصومال, سوريا, اليمن, ليبيا الخ ..), أم سيكون هناك حلاً وشيكاً يبدأ بالتوصل لإتفاق وقف إطلاق النار الذي يسمح بحماية المدنيين وتوفيرالممرات الآمنة لوصول المساعدات تمهيداً لعودة النازحين واللاجئين ومن ثم إطلاق العملية السياسية لاستئناف المرحلة الإنتقالية."

سامر عوض حسين
6 مايو 2024

samir.alawad@gmail.com

 

آراء