من أي طينة خلق هؤلاء؟

 


 

طه مدثر
1 April, 2023

 

tahamadther@gmail.com

(1)
علمتنى الحياة أن.لكل موقف ثمن.ولكن المبادئ لا ثمن لها.وكما علمتنى ذات الحياة التى عشتها وتعايشت معها منذ ان كانت الحركة الإسلامية. تدعى جبهة الميثاق الاسلامى أو الجبهة الإسلامية.او اى مسميات أخرى.وتتحول وتتحور الاسماء.ولكن تظل الشعارات هى الشعارات.ددغدغة لمشاعر الناس بالحديث الذى يخرج من اى مكان فى جسم الانسان.الا أنه لا يخرج من القلب.مثل شعار هى لله لا للسلطة ولا للجاه.ولا لدنيا قد عملنا.وغيرها.شعارات براقة زاهية تخرج من الألسنة اللذجة.والالسنة الثعبانية الشديدة السمية.والتى ادمنت تزيف الواقع وتزوير التاريخ.والباس الباطل ثوب الحق.
(2)
فغالبية المتاسلمين أو أصحاب الاسلام السياسي.اتخذوا تلك الشعارات هزوا ولعبا.لم ينزلوها الى أرض الواقع.لم يطبقوا ولو جزء يسير منها على أنفسهم.يدعون الناس للتقشف والزهد.وهم من امتلكوا من الأراضي الفاخرة.ليتها كانت مثنى وثلاث ورباع.بل كانت (مرابيع كاملة واحيانا تسعين قطعة لفرد واحد)يدعون الناس ان يؤثروا على أنفسهم ولو كانت بهم خصاصة.وهم بلا ضمير يقعون فى المال العام.ويملأون منه البطون قبل الخزائن يدعون الناس إلى الجهاد.وهو يذهبون للترويح عن النفس أو بحثا عن السياحة الدينية.
(3)
كل ذلك لا يهم ولكن مايهم اليوم.فقد رشح فى الاخبار أن الحركة الإسلاموية.تذهب لعقد مؤتمرها العام.لا اعرف تحت اى شعار سيعقد ذلك المؤتمر؟.ولايهمنا ايضا مضمون الشعار.فالحركة الاسلاموية.افلحت كما ذكرنا.فى استخدام الشعارات الطنانة والبراقة.ولكن مايهمنا هنا.هل من ضمن أجندة ذلك المؤتمر .أن تقوم الحركة.وفى لحظة تجلى.وفى لحظة محاسبة دقيقة للنفس.وفى ساعة يقظة للضمير النائم منذ عقود خلت.ان تعلن للملأ اعتذارها.الشديد عن ماحدث فقط خلال ثلاثة عقود من حكم الحركة الإسلامية وحزب المؤتمر الوطني البائد.وتعلن عن عميق أسفها عن كل ما ارتكب من اثام وجرائم وموبقات.وانها تتحمل الجزء الأكبر من كل ذلك.باعتبار انها من دبرت و خططت ونفذت انقلاب الثلاثين من يونيو 1989.
(4)
ولكن كل الدلائل تشير أن الاعتذار.لا مكان له فى نفوس الكيزان أو المتكوزنين.فانظر اعزك الله.وبعد سقوط ملكهم وحكمهم.هل سمعت احدهم ولو من باب المجاملة اعتذار عن ماتعرض له الوطن أو المواطن.من اى أزمة كانوا هم أهم أسبابها.؟ هل شاهدت احدهم ومن تلقاء نفسه أعلن تحلله من المال العام وقام بارجعها خوفا من وعيد الله لا خوفا من كلام الناس.؟هل وصل إلى سمعك أن أحدهم أعلن توبة صادقة وطلب من الناس العفو.وانه أخطأ فى حق فلان من الناس؟وللاسف لا ترى أو تسمع بان احدهم فعل ذلك.
(5)
فالاعتذار كلمة لا مكان لها فى قاموسهم السياسى.الاعتذار لديهم يعنى الضعف والهوان.فمن اى طينة خلقوا هولاء؟وتبت يد أعداء الثورة ومن ساعدهم.وتكفيك نظام الثلاثين من يونيو 1989.سياسيا وقانونيا.ضرورة إنسانية وواجب وطني مقدس......

 

آراء