من حطامك أنا غصني وارق
البراق النذير الوراق
4 June, 2024
4 June, 2024
تصحو في اليوم الثامن والعشرين لشهر يوليو من كل عام وهي في حالة أشبه بالإعياء! تنام على وسادة خالية، وتستيقظ والألم يعتصر قلبها، والحزن يعود في كل سنة كما لو لم تعش في العمر حلواً.
أكثر من خمسة عقود والسيدة نعمات مالك لا تنسى رفيق عمرها الذي التف الحبل حول عنقه معلناً نهاية رجل شجاع، في 28 يوليو 1971. هي نهاية ليست كنهايات الأفلام العظيمة، بل كبدايات الحقيقة المؤلمة التي يستطيع الأحياء المحبون للفقيد فقط تأكيدها، لأنهم يحسِّونها كفاجعة تبدِّل شعورهم بالكون وتغيِّر حياتهم للأبد؛ فالموت العادي هو الحقيقة الوحيدة التي يكون فيها من أدركه، أكثر المشككين في حدوثها له. أما الموت غيلة وغدراً وقتلاً، هو أعلى حالة يقين للمقتول لحظة موته، وأسوأ خاتمة في حياة القاتل في كل لحظة له فيها بعد ارتكابه لجرمه.
في الثالث من يونيو 2019 استشهد نفر من خيرة شباب البلد في مجزرة أمام القيادة العامة للجيش السوداني، تم ذلك عبر مؤامرة من قادة الجيش والجنحويد وكتائب الإسلاميين؛ مؤامرة اشترك فيها الغشماء والدهماء والغرماء، ضد ثوار أحرار، مكشوفي الوجوه والصدور والغرض!
وبين نعمات مالك وأمهات وآباء ورفاق الشهداء يضيق بون الحال ويتسع بون الزمان؛ وبين عبد الخالق محجوب وشهداء مجزرة القيادة، يقصر مدى الاختيار وينفسح مدى التجربة والعمر وخط التاريخ. وبينهم جميعاً تتجلى معاني العطاء والبذل والصبر والرضا، فبعض هؤلاء دفع العمر ثمناً لأجل الوعي والثورة والتغيير، والبعض الآخر دفع الثمن من عمره لتعيش ذكرى من أحب وبه اعتلق، ليبق بصيص من نور الجسارة في العصر الجبان، وكي يحيا الوطن.
أكثر من خمسة عقود والسيدة نعمات مالك لا تنسى رفيق عمرها الذي التف الحبل حول عنقه معلناً نهاية رجل شجاع، في 28 يوليو 1971. هي نهاية ليست كنهايات الأفلام العظيمة، بل كبدايات الحقيقة المؤلمة التي يستطيع الأحياء المحبون للفقيد فقط تأكيدها، لأنهم يحسِّونها كفاجعة تبدِّل شعورهم بالكون وتغيِّر حياتهم للأبد؛ فالموت العادي هو الحقيقة الوحيدة التي يكون فيها من أدركه، أكثر المشككين في حدوثها له. أما الموت غيلة وغدراً وقتلاً، هو أعلى حالة يقين للمقتول لحظة موته، وأسوأ خاتمة في حياة القاتل في كل لحظة له فيها بعد ارتكابه لجرمه.
في الثالث من يونيو 2019 استشهد نفر من خيرة شباب البلد في مجزرة أمام القيادة العامة للجيش السوداني، تم ذلك عبر مؤامرة من قادة الجيش والجنحويد وكتائب الإسلاميين؛ مؤامرة اشترك فيها الغشماء والدهماء والغرماء، ضد ثوار أحرار، مكشوفي الوجوه والصدور والغرض!
وبين نعمات مالك وأمهات وآباء ورفاق الشهداء يضيق بون الحال ويتسع بون الزمان؛ وبين عبد الخالق محجوب وشهداء مجزرة القيادة، يقصر مدى الاختيار وينفسح مدى التجربة والعمر وخط التاريخ. وبينهم جميعاً تتجلى معاني العطاء والبذل والصبر والرضا، فبعض هؤلاء دفع العمر ثمناً لأجل الوعي والثورة والتغيير، والبعض الآخر دفع الثمن من عمره لتعيش ذكرى من أحب وبه اعتلق، ليبق بصيص من نور الجسارة في العصر الجبان، وكي يحيا الوطن.