من خدم الطاغية سيسعى حتماً لخلق طاغية أخري

 


 

 

أبدى الفريق البرهان ونائبه حميدتى رغبتهما الصادقة واستعدادهم التام لتسليم كامل السلطة للمدنيين والعودة الي الثكنات لدمج قواتهما وأداء المهام العسكرية المتعارف عليها، والله يعلم ما تخفى الصدور وما يسرون وما يعلنون.

حسناً، في أكتوبر الماضي قام البرهان بعزل المدنيين واعتقال رئيسهم حمدوك ثم استملك السلطة من دون نقصان سوى بعض الفتات لجماعة الموز. بطبيعة الحال لم يكن استملاكه ناشئاً أو قائماً على سند دستوري أو قانوني وإنما تم عن طريق الغصب والإكراه المادي، والإكراه في القانون هو حمل الغير على ما لا يرضاه قهراً علي غرار ما جرى للسيد حمدوك.

وحيث أن السيد البرهان يرغب الآن في التخلي عما اغتصبه، أي إبطال التصرف الذي قام به في العام الماضي، فإن الإبطال – حسبما استقر عليه القضاء – يقتضي إعادة المغصوب الي مالكه القانوني بالحالة التي كان عليها قبل الغصب.

يبقى إذن أن يعيد الفريق البرهان ما اغتصبه من سلطة للقوى التي اُغتُصبت منها السلطة لا أن يدعو من شاركوه في الاغتصاب أو أرادلة أو فضوليين من المؤلفة قلوبهم للتوافق مع ضحايا 25 أكتوبر كشرط تعجيزي لأن الضحية لا يتوافق مع الجلاد.

البرهان ونائبه بدعوتهما المفخخة، يريدوننا أن نري كيف يغتسل الجلادون من أدران ماضيهم ليصبحوا ثواراً وهنا نقول لجماعة الموز أن من خدم الطاغية سيسعى حتماً لخلق طاغية أخري.

عبدالرحمن حسين دوسة
مستشار قانوني

hatemgader@yahoo.com
//////////////////////

 

آراء