من صهر دونالد ترامب الي أنصار السنة في السودان !!

 


 

 

(1)
سألني البعض عن سر روح التوأمة مع الشاب و الإصلاحي الإسلامي البارز الباشمهندس غاندي معتصم رغم أنني كنت مطارداً ( و ربما مازلت) من قبل حكومة جماعة ينتمي إليها.
الإجابة ببساطة (سودانويته المعتٌقة)! لأن لا ولاء له غير السودان و السودانيين - اي لا حزب و لا عرق و لا أقليم. و لتلك القيم تم سجنه و إبعاده في العشرية الأخيرة من عمر النظام البائد.
للرجل مواقف مضيئة تستحق الكتيب على الأقل لكن إليكم منها موقف خارجي.
عندما كان طالباً جامعياً يدرس بالباكستان توقفت طائرتهم بمطار جدة ، و كعادة بعض السعوديين مع رعايا الدول الفقيرة ألقى ضابط الجوازات بجواز سفره على الأرض . ما كان من إبن (عطبرة الثورة) الا ان بادر السعودي بالضرب إنتصاراً للأخضر ، ناسياً أو متناسياً بأنه ليس في البجراوية او كسلا أو الفاشر ، و لا تقف خلفه مدفعية عطبرة (التي تفصلها عن حلايب المحتلة بضع كيلومترات بينما قادتها العسكريون يتواعدون اليوم الثوار العزل بالثبور لا لشيء غير أنهم يحلمون بدولة مدنية بعيدة عن أي تأثير أقليمي أو ضغط دولي).
تدخل ضباط آخرون لينتهي المشهد بفض الإشتباك و إعادة الإعتبار للأخضر الذي يحمل صقر الجديان.

(2)
في أيام المحنة الإنسانية السودانية في دارفور سألت بعض الاخوة السلفيين ( أنصار السنة) من المتطوعين المحليين في العمل الإنساني الدولي عن إمتناع جماعتهم عن إصدار فتوى او على الأقل نصح للحكومة السودانية تحثها على التوقف عن قتل القرويين المدنيين الابرياء و حرق قراهم و أطفالهم بحمم الأنتينوف - ذلك في جانبه الإنساني و الوطني عطفاً على ان الضحايا من حفظة القران (ان ارادوا بعداً دينياً).
رد المتطوعون البسطاء بأنهم قد طلبوا ذلك من كبار الشيوخ في الخرطوم لكن جاء الطلب بالرفض.
تيقنت لاحقاً ان المسألة مرهونة بمواقف العربية السعودية. اي لن تستطيع الجماعة في الخرطوم إصدار اي بيان دون الضوء الأخضر من المملكة.
ليتأكد لي ذلك بعد الانقلاب العسكري الذي قاده وزير الدفاع المصري عبدالفتاح السيسي ضد الرئيس المدني و المنتخب ديمقراطياً الدكتور محمد مرسي في يوليو 2013 برعاية خليجية .
ليظل الرئيس المدني أسيراً في سجون الإنقلابيين ليلقى ربه في 17 يونيو 2019( عليه رحمة الله و مغفرته).
دون أدنى تعاطف من قبل السلفيين على كوكب الأرض.

(3)
عندما أغتيل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في أكتوبر 2018 بقنصلية بلده في اسطنبول ببشاعة أصابت العالم بالرعب و الغضب معاً ؛ تطوع رئيس جماعة انصار السنة بالسودان الدكتور اسماعيل عثمان بالدفاع عن السعودية دون ان ينتظر حتى نتائج التحقيقات التي كانت تجريها حكومة المملكة. متناسياً ان قتل إنسان بريء اعظم عند الله تعالى من هدم الكعبة الشريفة حجراً حجراً.
و لأن جماعة أنصار السنة كانت حليفة لنظام البشير و شريكة في الحكم؛ فإن مواقف رئيس انصار السنة أجبرت الانقاذيين على إصدار ما أسموه بيان التضامن مع المملكة العربية السعودية " الشقيقة" من قبل وزارة (التسول و الخارجية) السودانية.

(4)
في الثامن من اغسطس الحالي داهم عملاء من مكتب التحقيقات الفيدرالية ال FBI منزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بفلوريدا بأمر قضائي.
حيث وجدت أكثر من 11 مجموعة من الملفات السرية ، قيل ان أربع منها حساسة التصنيف.
على نطاق واسع يعتقد ان صهر الرئيس السابق و كبير مستشاريه جاريد كوشنر هو من وشي بترامب عندما تمت مواجهته من قبل ال FBI بالأدلة الدامغة . لذا قدم شهادته تحت القسم للقاضي المحلي الذي أصدر امر التفتيش.
كما يعتقد ان جزئاً من تلك الملفات متعلق بحادثة إغتيال الصحفي المغدور جمال خاشقجي. خاصة ان جاريد كوشنر قد قام بجولات مكوكية عديدة بين واشنطن و الرياض إبان الحادثة أسفر عنها إنخاض حدة خطاب البيت الأبيض لينتهي الأمر بمحاكمات المحلية للجناة.
لأن الكاتب بصحيفة واشنطن بوست جمال خاشقجي ليس كالغلابة المقهورين في قرى دارفور و جبال النوبة و النيل الأزرق او كالشبان الشجعان الذين يقابلون اليوم القناصة و سيارات التايوتا بصدورهم العارية في شوارع الخرطوم، دنقلا ، كوستى و الأبيض؛
ليت الشيخ الدكتور اسماعيل عثمان يخبرنا ما اعدته الجماعة لمواجهة تداعيات اي إستهداف محتمل ضد شقيقة بلادنا - العربية السعودية، و التي نحبها لكن دون أي نصيب للمصلحة !!

 

د. حامد برقو عبدالرحمن
NicePresident@hotmail.com

 

آراء