من مفكرتى
عوض سيد أحمد
31 December, 2013
31 December, 2013
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبة وسلم
فيما يلى مقتطفات من مفكرة قديمة نبدأها بانقلاب الانقاذ :
* الانقلاب العسكرى لماذا : بنظرته العميقة وبصيرته النافذة دلاّنا مولانا المرحوم الشيخ على زين العابدين فى كتابه بعنوان : " الغضب المصغول للرد على الترابى شاتم الرسول " .... دلاّنا على أن هناك مخطط كبير وخطير يقوم بتنفيذه الأب الروحى : " للجبهة الاسلامية القومية " .... قال : - بعد أن وصفه بأنّه : " زنديق "... لايؤمن بالله ولا اليوم الآخر - .... انّه يريد قيام دولة عسكريه فى السودان . " ..... كان ذلك عام 1985 وتحقق بالفعل عام 1989 ( تاريخ قيام الانقاذ)... ... وهنا أصاب المرحوم الحقيقة تماما , ..... اذن فانّ " المهمة الخطيرة " .. لا يمكن تحقيها الاّ فى ظلّ : " حكم بوليسى " – حكم ديكتاتورى – حكم : " الفرد " بمعنى الكلمة .
* مشكلة الجنوب لماذا حولت الى حرب دينية : هناك تساؤل مهم لماذا أراد الأب الروحى لجماعة الانقاذ أن تكون حربا دينية وهو يعلم تمام العلم انّ الأمّة بكاملها وصلت الى قناعة كاملة وجازمة أن لا جدوى البتّة من : " الحرب " ..... بعد أربعة عقود من الهلاك والدمار الشامل للأمّة ( من 1955 ), ..... وتيقنوا تماما أنّ الحل الوحيد للمشكلة يكمن فى : " طاولة المفاوضات " .... أى " الحلّ السلمى " وهو يعلم ذلك ويؤمن بصحته فى قرارة نفسه , ........ ولكن ما هى دوافعه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟
وهو يعلم :
* ان هذا الاتّجاه الذى نحى نحوه يقود أول مايقود أو يصب وبفعالية شديدة الى تزليل كل ّ الصعاب والعقبات الحائلة والمانعة دون تحقيق الهدف الأسمى والأجلّ : " للأمّة الغضبية " ... الرامى الى فصل : " الجنوب عن الشمال " وتحويله الى دولة معادية يتصارع فيها الشعبان وتبدأ بذالك عملية التفتيت والتمزّق الّلاّنهائى ويتمّ للأعداء ما أرادوا وخططوا من قبل فترة الاستعمار , ........ وهذا من حقّهم , ... أى ( الصهيونية العالمية).... اذن كيف يحققون شعارهم المنحوت فى قلوبهم , والمكتوب داخل : " كنيسهم ".... : " من النيل الى الفرات " ......... اذن لا بدّ :
* من اعطاء دفعة قوية وحاسمة لتحقيق الهدف القديم ( منذ دخول الاستعمار ) وهو :
* العمل على توقير الصدور وبثّ روح الكراهية من المواطن الجنوبى الى أخيه الشمالى .
* انّ مجرّد تحويل الحرب الى : " دينية " , ....... يكفى لرفع نسبة هذا الهف الى نسبة مقدّرة وعالية من الكوادر المتعلّمة هذا : أولا :
* اما المواطن العادى ( النسبة الباقية ) والذى يمثّل السواد الأعظم لاخواننا بالجنوب , .... نرى ونلاحظ أنّه طوال هذه الحقبة ( منذ ما قبل الاستقلال ) , .... وبالرغم أنّه محاط بعدد من الشعوب المجاورة له والقريبة منه كلّ حسب منطقته , ........ وبالرغم أنّهم من أجناس مشتركة فى اللغة وفى العادات وغيرها كثير , .......... وبالرغم من ذلك كلّه , نجد أنّ هذا الشعب العظيم فى كثير من الكوارث التى مرّت به : سواء كوارس طبيعية أونتيجة الحرب : ( من أول تمرد عام 1955 ) ....... مرورا بكلّ أوضاع الحروب المتعاقبة حتى قيام ( الانقاذ ) ....... نرى أنّ هذا المواطن الجنوبى عندما يفكّر أو يدفع دفعا الى النزوح , ..... لم يكن له وجهة غير : " الشمال " .......... كانوا ومن قديم الزمان يأتون الى الشمال , ... والانسان عادة لا يلجأ أو يهاجر الاّ الى الجهة التى يحسّ بفطرته السليمة : " أنّها الأمان . "
* يبدو أن هذه كانت ثمثل العقبة الكأداء والعائق الوحيد الذى وقف سدّا منيعا لتحقيق الحلم : " الانفصال "
* وكان لا بدّ من استخدام وسييلة أو ايجاد آلية وهى : " استخدام سلاح الرعب باسم الدين "
* ما ذا يعنى ضرب القرى الآمنة هناك والمكتظّة بالسكان بالقنابل والغازات المحرقة , ........ وتحت أيّة رأية ؟؟؟؟؟؟ ....... رأية : " الاسلام " .........( للأسف الشديد !!!!! ).......... ماذا يعنى هذا غير دفع هولاء المواطنين الذين يمثلون السواد الأعظم من اخوتنا فى الجنوب , ...و دفعهم قهرا ,... وتحويل وجهتهم الى دول الجوار .
* ماذا يعنى ذلك ؟؟؟؟؟؟ ....... يعنى ايجاد أو تجميع ولأول مرّة فى تأريخ السودان : " عدد " ... أو " كم " ..... من الملايين خارج أرضهم وبلدهم , ...... لماذا ؟؟؟؟؟ .... كى يكونوا : " لاجئون " سودانيون .
وبذلك تحققت عملية : " التدويل المطلوب " ...... ومن ثمّ كافة التداعيات المترتبة على ذلك : ( الايقاد- تدخّل الدول الكبرى –حقّ تقرير المصير ....... الخ التداعيات . )
ملاحظة : (1) ( يلاحظ ان عململية النزوح للشمال لم تستأنف الاّ بعد توقيع اتّفاقية الخرطوم للسلام من الداخل التى وقعها نخبة من الزعامت الجنوبية بعد أن تحقق الهدف تمانا وأصبح للسودان مواطنون " لاجئون " خارج ديارهم بالعدد المناسب والمفضى لتدويل القضية وتم لهم ذلك . )
(2) ( تلاحظ أيضا أن الأب الروحى للانقاذ رجع وأقرّ بعد المفاصلة واعترف بالحقيقة الثابتة وهى : أنّ قرنق زعيم قومى , وأن لا شهادة فى الحرب هناك , وأنّ من يموت يموت فطيس ,...... كما نفى أن يكون هناك بنات حور . ) !!!!!!!
(3) ( يعلم الجميع أن رجل الانقاذ هذا عنذّما حوّل حرب الجنوب من مشكلة سياسية داخلية , الى حرب دينية , تعرّض له علماء , وأعترضوا على تحويلها الى حرب دينية وأفتوا بعدم جواز .....الشى الذى رضخ له أخيرا وأقرّه , ذلك,.............. ....والسؤال الذى يطرح نفسه : .... هل هذا التراجع الذى جاء بعد أن أدّت عملية الحرب الدينية " أكلها " كان بهدف الاعتراف بالخطا والمثول لمبدأ : " الرجوع للحق فضيلة " ...... أم أنّها : " حقيقة أريد بها باطل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ "
(4) من المعلوم سلفا عند أيّمة الاسلام أن الحرب الجهادية فى الاسلام تحكمها جملة من الضوابط الأخلاقية والآداب الشرعية بهدف تحقيق الهدف الرئيسى والأساسى لها وهو : " أن تكون وسيلة من وسائل تحقيق الحق وابطال الباطل. "..... لا : " وسيلة تدمير واذلال وتخريب ..... الخ. " ............ الشى الذى حدثّ ومورس بالفعل وبشراسة شديدة باسم الدين , .......... وهذا هو نبى البشرية جمعاء يأمر جيش الجهاد بقوله : " انطلقوا باسم الله , وبالله , وعلى ملّة رسول الله , .... لاتقتلوا شيخا فانيا , ولا طفلا صغيرا , ولا امرأة , .... ولا تغلوا , ...... وأصلحوا , وأحسنوا , انّ الله يحبّ المحسنين . "
* الجماعات الاسلامية المتطرفة : من المعروف والثابت انّ كلّ منظمات التطرف والارهاب المنتشرة فى أنحاء البسيطة وتحت رايات مختلفة تكمن ورائها وتحرّكها الأيدى الخفية " للماسونية العالمية "..... وهى المستفيدة الوحيدة من عمل هذه المنظمات سواء بعلم رموزها المنفذة لهذه الأعمال أو دون أن يعلموا , ....... وسواء كانت هذ الأيدى الخفية هى العامل الرئيسى وراء انشاءها منذ البداية , أو انشأتها جهات أخرى ثم أخترقت لاحقا , ......... ولا يخرج من ذلك أو يشذ " ظاهرة " ... الجماعات الاسلامية المتطرفة , والتى ظهرت حديثا ونسبت نفسها للاسلام , ..... ويمكن تحديد أو اجمال الهدف من انشاء هذه المنظمات أو تحويل هدفها, ... وفى هذه الحقبة بالذات فى كلمة واحدة :
* الهدف فى رأئى هو : " عرض الاسلام بصو رة مغائرة تماما لحقيقته لتسهيل عملية ضربه من أعدائه . " ........ كيف ذلك :
* من المعلوم والثابت تاريخيا أن الحروب الصليبية كان وراءها والمحرّك الأساسى لها هو : " الأيدى الخفية للصهيونية العالمية "
* ومعلوم وثابت أنّ سلطة الملك فى تلك الحقبة – (ملوك أوروبا ) – كانت سلطة مقدسة لا تحتاج فيها الأيدى الخفية لأكثر من استخدام مكرها ودهائها لاقناع الملك وحاشيته , ومن ثم تتحرّك الجيوش لضربنا فى عقر دارنا , ...... الأمر الذى تعذر تماما فى الوقت الحاضر وآلت السلطة برمتّها للشعوب , فلا يستطيع أى حاكم تحريك الجيش الاّ بموافقة ممثلى الشعب , .......... اذن فلا بدّ من ايجاد وسيلة أو آلية لاقناع هذه الشعوب فما هى هذه الوسيلة أو الآلية. ؟؟؟؟؟
* الاجابة باختصار هى : هل يمكن أن نجد آلية أو وسيلة أكثر اثارة وفعالية من الذى حدث فى 11/9 وإعلان ابن لا دن – ( الذى يتحرك من كهف إلى كهف في جبال أفغانستان )- للعالم كله: " أنه هو المخطط والمنفذ له !!!!!!!....... وما تلاه من أحداث ( لندن ) و ( مدريد ) و ( شرم الشيخ ) ........ . مرورا بالسكاكين التي نشاهدها تقطع رؤوس الأبرياء أمام العالم كله - (في العراق) - وغيره وغيره كثير : ..... وكل ذلك: " باسم الإسلام. " ..... اذن هنا بيت القصيد وهنا مكمن الداء . !!!!!!!!
* دخول الجماعات المتطرفة السودان :
* وكما هو معلوم فقد انفتحت أبواب ما يسمّى دولة : " التوجّه الحضارى " برا وبحرا وجوا , لتستقبل هذا الكمّ الهائل من شباب الأمّة الاسلامية المغرر بهم الذين وقعت أو ألمّت بهم فتنة فعموا وصموا : ( كما قال الامام على كرّم الله وجهه عندّما سوئل عن شيعته الذين خرجوا عليه ) : " هم قوم أصابتهم الفتنة فعموا وصموا . "
* ولم يكتفى الأب الروحى للانقاذ بذلك , بل استطاع أن يغرى ويجلب الى السودان الارهابى العالمى الشهير : " كارلوس " ..... وهذا يؤكد حقيقة هامة أن الرجل أصبح الأب الروحى لأخطر شبكات الارهاب فى عالمنا المعاصر سواء تلك التى ترفع رأية الاسلام , أو الأخرى التى تمثّل التيّار اللاّدينى : " الشعوبى "....... الأمر الذى لم يكن له سابقة حسبما نعلم .
* انّه بهذه الشبكات الاخطبوطية شديدة التعقيد , يستطيع أن يهدد أى تحرّك يحاول أن ينال منه , .......... ليس داخل السودان فقط , .. بل فى المنطقة بأسرها , ....... وربّما أكثر من ذلك , .... وهذا يفسّر بوضوح كامل حالة الصلف والغرور التى اعترته لفترة آنذاك , .......... هذا الصلف وهذا الغرور وهذا الكبرياء والافراط فى التعالى الذى تملّكه , ... مبعثه جميعا هو كما يقول الامام أبى حامد الغزالى رحمه الله هو: " الفطنة البتراء والكياسة الناقصة . " .......... وكما يقول رضى الله عنه شارحا : " انّ الفطنة البتراء والكياسة الناقصة , شرّ من البلاهة بكثير . "
* بيوت الاشباح :
* تعرّض كثيرون لما يتم فى بيوت الاشباح من أعمال وحشية ممعنة فى السوء , باعتبار أنّها شىء جديد من ابتكارات " الانقاذ " .... يتوسلون به لردّ وقهر خصومهم , .......... وهذا الرأى قد يمسّ بعض الحقيقة , وليس كلّ الحقيقة , ......... فالأمر فى نظرى أكبر من ذلك , وأعمق بكثير , .......... كيف ؟؟؟؟
* انّ هذا العمل المشين والفاضح لم يكن جديدا فقد مارسه كافة : " الوكلاء " السابقون "..... الزعماء المزيفون : " وكلاء صهيون . " ...... ( امثال : لينين وأتاتورك والخمينى .... الخ . )
* انّ هذا العمل ليس مقصودا به شخص أو جهة بعينها , ... انّما هو : " هدف " فى حدّ ذاته , ...... الغرض منه فى النهاية هو عملية : " الارهاب "..... وبثّ الخوف والرعب فى صفوف الأمّة , وفقا لموجّهات ثابته لا تتغيّر , ........ جاء فى البروتوكول الأول :
" خير النتائج فى حكم العالم ما ينتزع بالعنف والارهاب , لا بالمناقشات الأكاديمية . "
* مبدأ التمكين لماذا ؟؟ :
* عمل النظام من أول وهلة لاستلام السلطة ومن خلال خطّة مرسومة وموضوعة سلفا , ... الى افقار الشعب , وتركيز ثروة البلاد فى أيدى قليلة لصالح الحزب وكوادر الحزب تحت مبدأ " التمكين "
• * ما هو مبدأ التمكين : مبدا التمكين يعنى وبايجاز شديد : " تحويل مقدرة الأمّة من مال وممتلكات لصالح الحزب الحاكم وكوادره , بحيث تصبح الدولة بكاملها كأنّها ضيعة تابعة للحزب يتصرّف فى اموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رغيب. " ......... ما معنى هذا , ..... وما هو الهدف الكامن وراء هذا المخطط الشيطانى الخطير الذى أدى تطبيقه عمليا وفى بضع سنين الى تحويل الشعب السودانى بكامله الى شعب يعيش تحت خط الفقر ؟؟؟؟؟؟؟ ..... وبالتالى نجد : " أن تحليلا كاملا للنسيج الاجتماعى للشعب قد انجز تماما . "
• الوسائل المفضية للتمكين : لكى يتم تطبيق هذا المبدأ بجدارة لابدّ من تطبيق الآتى :
• (1) مبدأ " أهل الثقة ولا أهل الخبرة : تكمن أهمية تطبيق هذا المبدأ فى أنّه بدون تطبيه لا يمكن أن يطبق مبدأ : ( التمكين ) ...... ....... إذ كيف يتأتى لحاكم في دولة نظامية تحكمها خدمة مدنية وعسكرية نظيفة و في قمة الفعالية والانضباط, وأجهزة رقابية تستند على قوانين ولوائح تنفيذية صارمة وقضاء مستقل, ( دولة السودان قبل الانقاذ ) دون وأد ذلك والقضاء عليه كي تحول هذه الدولة إلى دولة تابعة له أي تصبح أو تحول من دولة الوطن إلى دولة الحزب,....... يتصرف ّ فى أموالها وممتلكاتها دون أى حسيب أو رقيب , ...... يحدّثنا عن ذلك الاستاذ / الطيب ابراهيم عيسى , فالنقتطف منه : " قامت الانقاذ بتدمير الخدمة المدنية بما يقارب الانهيار بسبب تشريد الخبرات والكفاءات وزراعة الموالين لها بلا خبرة أو كفاءة في الدرجات القيادية العليا.. فعم الفساد والمحسوبيه واستغلال النفوذ بصورة غير مسبوقة في طوال العهد الوطني. " ......
وقفة : ,....... وكما هو معلوم إن كل الشموليات السابقة ( للانقاذ ) التى طبقت هذه المبادى , كانت تحكم تحت رايات غير إسلامية فجاءت الإنقاذ فألبست هذه المبادىء أعلاه ثوبا إسلاميا وطبقتها كما هو معلوم في أبشع صورها ,...... وهذا ما كان محل دهشة واستغراب لنا جميعا مما دفعني حينها وكنت آنذاك خارج السودان إلى السؤال عن مدى مطابقة هذا العمل مع تعاليم ديننا الحنيف وموجهات الرسالة الخالدة والتي جاءت أصلا لإعطاء النموذج والمثال ألحى والعملي لإبراز وتطبيق: " الحكم الراشد " كما جاء به الوحي الالهى كنوزج حى يراه الناس كلّ الناس فى هذا العالم الذى تحول وكأنه قرية صغيرة , .... فجاءت الإجابة من عدة مصادر أجملها في العبارة الآتية:
" إن الدولة التي تخل بمبدأ تكافؤ الفرص بين مواطنيها وتميز جهة معينة بسبب الانتماء أو أي سبب آخر وذلك بإعطائهم الأفضلية في الدخول للخدمة العامة من مدنية وعسكرية وتميز محسوبيها عن غيرهم في مجال العطاءات والمقاولات هذه الدولة قبل أن تكون ظالمة ومخالفة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان, فهي مخالفة لشرع الله ومبدأ العدالة في الإسلام وتقع تحت طائلة الحساب أمام رب العزة قبل منظمات المجتمع الدولي. "....
* (2) تحرير الاقتصاد : ( فالننظر للطريقة التى طبق بها كنموزج للتدمير المطلوب )
• فى احصائية صادرة عن خبراء اقتصاديين من جامعة الخرطوم نشرت فى عام 1992 –( أى بعد ثلاث أعوام فقط من حكم الانقاذ ) - جاء فيها :
• ان 95 % من الدخل القومى تحول الى " عشر " سكان السودان .
• وأنّ 92 % من السكان يعيشون تحت خطّ الفقر.
• هذه الاحصائية أوردها البروف. محمد هاشم عوض فى لقاء له مع جريدة المسلمون الدولية فى 4/12/1992 , .......... وختم البروف. تعليقه قائلا : " هذه النسبة تعنى أنّ خمسة ملايين أسرة ( حوالى 25 مليون ) تعيش تحت خطّ الفقر , ... بينما يستمتع " العشر الأغنى " بمستويات معيشية فى مستوى الدول شبه المصنّعة , وهذا وضع لا يستقيم بتاتا مع أى نظام اقتصادى اسلامى . " ............. انتهى تعليق البروف.
• ماهى المرامى البعيدة المترجاة من تطبيق هذه المبادىء :
• لا شكّ أنّ عملية تطبيق هذه المبادىء فى أى أمّة يراد به فى المقام الأول : " تخريب المجتمع وتدمير الإنسان السليم والقضاء علي شخصيته وآدميته وجعله أقرب إلى مطالب جسده وإشباع شهواته البهيمية دون تحرز لحلال أو حرام وبالتالي لا يهم ما يجرى على الساحة من أمور سياسية أو غيرها ولو كان فيها هلاكه وذريته من بعده,....... لا اعتراض ولا احتجاج ولكن تسليم واستسلام للذبح والموت كما يراد له. .... "
• من أين جاء هذا المبدأ : هذا المبدأ وغيره من المبادىء المشابهة له , .. والتى من أخصّ وأهم أهدافها هو : العمل على هدم القيم والاخلاق الانسانية , والانزال بالانسان وقيمه وكرامته الى الحضيض , والرجوع به الى عهود الظلام عهود : " الجاهلية الجهلاء . " .... وهى كلّها مستمدة من تعاليم : " التلمود " المبثوثة فى لائحته التنفيذية والمتعارف عليها باسم : " بروتوكولات حكماء صهيون . "..... فالنقتطف منه :
* عن الفقر : ما هي حقيقة الفقر ؟؟ (1) يقول سيدنا الإمام علي كرم الله وجهه يخاطب ابنه محمد بن الحنفية: " يا بني أني أخاف عليك الفقر فاستعذ بالله منه، فان الفقر منغصة في الدين، مد هشة للعقل ، داعية للمقت ، إذا اشتد الفقر ربما يحمل على : الخيانة أو الكذب أو احتمال الذل أو القعود عن نصرة الحق ، وكلها نقص في الدين . "
• يقول البروتوكول (3) : " .. أن قوتنا تكمن في أن يبقى العامل في فقر ومرض دائمين لأننا بذلك نبقيه عبداً لإرادتنا."
• يقول أيضاً : " إننا نحكم الطوائف باستقلال مشاعر الحسد والبغضاء التي يؤججها " الضيق " و " الفقر " وهذه المشاعر هي وسائلنا التي نكتسح بها بعيداً كل من يصدوننا عن سبيلنا."
* عن التمكين : جاء فى البروتوكول (6) : " .. سنبدأ سريعاً بتنظيم احتكارات عظيمة ـ هي صهاريج للثروة الضخمة ـ لتستقر من خلالها دائما الثروات الواسعة ( للأميين ) إلى حد أنها ستهبط جميعاً وتهبط معها الثقة بحكومتها.. وعلى الاقتصاديين الحاضرين بينكم اليوم هنا أن يقدروا أهمية هذه الخطة.. يجب إنهاء " الأرستقراطية " كقوة سياسية فلا حاجة لنا بعد ذلك.. فهؤلاء من حيث هم ملاك أرض ما أو أصحاب دخول من موارد ثابتة ما يزالون خطراً علينا لأن معيشتهم المستقلة مضمون لهم بهذه الموارد الثابتة لذا يجب علينا أن نجردهم منها بكل الوسائل.. وأفضل الطرق لبلوغ هذا الغرض هو فرض الأجور والضرائب العالية ,.......... بمثل هذه الطرق , سننزل بهذه المنافع إلى أحط مستوى ممكن من الدخل وسرعان ما سينهارون لأنهم بما لهم من أذواق موروثة يصبحون غير قادرين على القناعة بالقليل.. وفي الوقت نفسه يجب أن تكون سيطرتنا أقوى على الصناعة والتجارة.. وبهذه الوسائل يتحول المجتمع كله إلى مراتب العمال الصعاليك، وعندئذ يخرون أمامنا ساجدين ليظفروا بما نرمي لهم من فتات .!!!! "
* ماهى المرامى البعيدة المترجاة من تطبيق هذه المبادىء : لا شكّ أنّ عملية تطبيق هذه المبادىء فى أى أمّة يراد به فى المقام الأول : " تخريب المجتمع وتدمير الإنسان السليم والقضاء علي شخصيته وآدميته وجعله أقرب إلى مطالب جسده وإشباع شهواته البهيمية دون تحرز لحلال أو حرام وبالتالي لا يهم ما يجرى على الساحة من أمور سياسية أو غيرها ولو كان فيها هلاكه وذريته من بعده,....... لا اعتراض ولا احتجاج ولكن تسليم واستسلام للذبح والموت كما يراد له. .... "
• الشعب السودانى كيف كان وماهو الحال عليه الآن :
• أقول وبالله التوفيق : " انّ العقل الشيطانى القابع هناك فى أركان " الصهيونية العالمية " ...... فى سعيه الدؤب لاخضاع المنطقة العربية بأسرها لاحتلاله , يدرك تماما أنّه لايزال يوجد بها شعب حر , أبى , قوىّ الشكيمة , لم يتمّ ترويضه بعد , .......... وكيف يهدأ لهم بال وفى وادى النيل مثل هذا الشعب , الذى لايزال , رغم كل شىء متماسك , اسريا , واجتماعيا , وخلقيا , بصورة أزهلة الجميع : العدو منهم , والصديق ,...... بجانب ما منحه الله سبحانه وتعالى من أرض خصبة , معطاءة , وبلد غنى بموارده المائية والطبيعية , .... وكنوزه الهائلة المخبوءة فى أنحاء أرضه , ...... فهذا كلّه هو مكمن قوته , ومحل عزّته , ومحطّ آماله ,............ فكان لا بدّ من اعمال معول الهدم , والتدمير , وكان لابدّ من ايجاد : " منفّذ " ...... وكان لابدّ من اعطائه الأ سم والشعار , .......... فهل ياترى الاسم " الانقاذ " والشعار " الاسلام "..... لهما علاقة بهذا المدخل ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ........ أو هما يا ترى ,...... الوسيلة للوصول للهدف وتحقيق ماخططوا له ورسموه بليل , ...... أم ماذا . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
• انّ ما يجرى فى أرضنا الحبيبة لم يكن جديدا فقد سبق وطبّقه الوكلاء " المزيّفون " على شعوبهم وكلّ الزعامات المزيفة السابق ذكرها .
• الخدمة الوطنسة لماذا حولت الى كارثة :
• من المعلوم أن مفهوم الخدمة الوطنية فى كلّ البلدان التى أخذت به يعد من أنبل أشرف الأعمال التى يقوم بها المواطن للدفاع عن بلده , ..... وهو باختصار شديد ايجاد وبصفة دائمة قوة رديفة مختارة بصفة خاصة من كلّ طبقات الأمّة تدرّب تدريبا عسكريا بالقدر الذى يجعل منها قوة احتياطية قابلة فى أى وقت وفى كلّ حين للاستدعا عند الضرورة القصوى للجيش النظامى كلّ وفق الوحدة أو السلاح الذى تدرّب عليه للقيام بمهام شرف الدفاع عن الوطن كجزء مكمّل ومعاضد للجيش النظامى ,...... كلّ ذلك يتم فى اطار قانون يحدد الشروط اللازمة لعملية الاختيار ,.......... وعلى رأس هذه الشروط : " الّلياقة الطبية اللازمة للشخص المختار أولا بعد أن يراعى فى عملية هذا الاختياركافة الظروف الاجتماعية والاسرية , بحيث لا يترك هذه العملية , أى أثر سلبى على المجتمع ككل , أو أى أسرة , بنص القانون " .......... * اذن هناك تشريع خاص يحدد الهف أولا , وفى ضوءه تنظم العملية بكاملها لتظهر فى ثوبها الحضارى الجميل.
هذا باختصار شديد الوضع الطبيعى والحضارى الذى تمارسه الدول حولنا , ......... فلماذا أتت " الانقاذ " بشى مغائر تماما لهذا المفهوم. ؟؟؟؟؟؟ .......
* فالنلقى نظرة سريعة هنا , بايجاذ شديد لما قامت به الانقاذ :
* قسّمت الانقاذ أفراد الأمّة الى شريحتين :
(1) شريحة تضم : الطلبة وموظفى وعمال الدولة .
(2) شريحة تضم : عامة الشعب .
فالنرى بعجالة كيف تم التعامل معهما :
* بالنسبة الى الطلبة , بمجرّد اتمامهم المرحة الثانوية , يقادون كلّهم جميعا دون أى استثناء الى معسكرات الدفاع الشعبى للتدريب العسكرى , لفترة محددة لن يتم القبول بالجامعة الاّ بعد ما يثبت للكلية المقبول بها الطالب أدائها ,...... وبالمثل , يقاد الموظفون والعمال الى مثل هذه المعسكرات دون أى اثتثنا, ..... ثمّ يعاملون هناك كلّ حسب لياقته الطبية بما فيهم الطلبة ,....... اذ عملية تواجدهم جميعا بعيدا عن اهليهم وزويهم , بهذه المعسكرات هو المطلوب , ........ وتتواصل هذه العملية للخريجين من الطلبة والطالبات لمواصلة ما يسمّى : ( الخدمة الالزامية ) لمدّة عام دون أى اسثناء أو اعتبار لأىّ شى ,........ حتى عديم أو فاقد اللّياقة الطبية يؤدّيها فى أى جهة أخرى غير الجيش, .... يتم هذا العمل دون أى مراعات لأوضاع أسرهم وحالتهالأجتماعية , والمادية , ..... فهذه أمور ليس لها اعتبار فى حكم أو سلطة الانقاذ البتّة
* أما الشريحة (2)والتى تمثّل السواد الأعظم من الشعب فهذه يتم التعامل معها بصورة تعكس أبشع , وأقبح أنواع المهانة والذلة تقع على أمّة من الأمم , ..... ....... يتمثل ذلك , فى عمليات ما يسمّى أو يطلق عليه : " الكشّات " ...... تترصد فيها قوافل الانقاد المراكب العامة والأزقة والحارات لتصطاد المواطنيتن من شباب الأمة , ..... ويأخذونهم قسرا تحت تهديد السلاح دون علم أهليهم وذويهم,........... هذا باختصار شديد ما كانت تمارسه الانقاذ خلال سنيّها الأولى ,...... وظلت تمارسه حتى اليوم بعد تعديل طفيف , ...... والسؤال الملح والذى يفرض نفسه , لماذا انتهجت الانقاذ هذا النهج المغائر تماما لطبيعة الاشياء , ومضاد تماما لتحقيق الأهداف المرجوة منه . ؟؟؟؟؟ ...... أو بالأصح لمذا حوّلوا أشرف أعزّ واجب على كلّ مواطن فى الأمم المتحضّرة وهو : " أداء الخدمة الوطنية " .... الى : " كارثة "........ أصابت كلّ الأمة فى فلذة أكبادها , عندّما حوّلوها الى محرقة , يجرّ اليها شباب اليوم ومستقبل الغد , وينزعونهم عنوة وقهرا ويلقون بهم فى أتون الحرب دون شفقة ليلاقوا مصيرهم المحتوم , وهو أمّا أن يموت كمدا أو أن يحيى هملا . ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ........ لأنّ الطريق الخاطىء يؤدّى كما يقولون الى النتيجة الخاطئة , .......... وفيما يلى نورد أهداف أو أثر هذا العمل :
* الأهداف :
* ان يخلف هذا العمل " وهذه المجزرة المتعمدة " كارثة أليمة "....... ينتج عنها :
* قتل النخوة والمروءة والنجدة فى شباب المستقبل , وتحويله الى كم محبط .
* هذا الواقع الأليم المتمثّل فى الأسر المكلومة , وما وقع عليها يذيب القلوب حسرة , ......وهو واقع ينعكس أثره , ويلقى بظلاله المأساوية على الأسر الأخرى , ويتحوّل ذلك تلقائيا الى واقع سلبى ,...... يقتل فى النفس روح التضحية , وروح الفداء , والغيرة على الدين والوطن .
* حتى أولئك الذين غرّروا بهم وذهبوا للجبهة " طواعية " .... ما هو حال من نجا منهم اليوم , وهو يرى بامّ عينيه أنّ ثوابته التى غرر بها , وضحى بروحه من أجلها , أصبحت تفكك عروة عروة , ..... وعلى أيدى من ؟؟؟؟؟ ....... على أيدى من غرّروا به ودفعوه دفعا الى الهلاك والدمار.
انتهت المقتطفات ,
( نسأل الله سبحانه وتعالى أن يهدينا , ويهدى ولاة أمرنا , ويعيدهم الى رشدهم , ونسأله سبحانه وتعالى أن يحفظ السودان , وأهل السودان , وأن يقهر أعدائه ويجعل كيدهم فى نحورهم )
awadsidahmed@yahoo.com
////////////////