من يريد السلام ويؤمن به لا يقوم بالمشاركة في انقلاب عسكري
مجاهد بشرى
26 March, 2023
26 March, 2023
مشهد مُروّع لعملية قتل شابين بمدينة تندلتي شاهدته أمس ..
و الاكثر ترويعا هو مشاهدة الناس لما يجري امام اعينهم , و كأنه امر اعتيادي, ولا يُمكن لأحد ان يستنتج من هذا المشهد القاسي سوى ان السلام لم يجد طريقه للدخول بين الناس هناك .
فمنذ اكتوبر 2020م عندما تم توقيع اتفاق سلام جوبا , الذي استبشرنا خيرا بأنه سيُنهي استرخاص دم الانسان و شيوع القتل , تفاجأنا بأن قادة السلام "المزعومين" , لم يكونوا في قامة السلام , و لا يحملون أي رؤية لتطبيقه و تنفيذه على الأرض.
و مع وقوع مجازر مثل مجزرة نيرتتي , و كرينك , و كولقي , و زالنجي , و العنف في النيل الازرق الخ..
اتضح ان ادعياء السلام و النضال هم أكثر عجزا من ضحايا العنف و الحرب , فهؤلاء القادة انشغلوا عن تنفيذ السلام الذي منحهم اكثر مما يحتاجونه , انشغلوا بالدخول في صراع حول السلطة , و تخريب الفترة الانتقالية, إلى حد التآمر مع العسكر للانقلاب على الحكومة المدنية , و التي تُشكل الضامن الوحيد لتنفيذ اتفاق سلام جوبا.
حشد قادة الحركات قواعدهم و شكلوا حاضنة لإنقلاب الجيش و الجنجويد , طمعا في مناصب و مكاسب شخصية لا علاقة لها بقضية دارفور او النيل الازرق او جبال النوبة , وهذا ما اثبتته الايام , فبعد مُضي عامين و 5 أشهر و 23 يوما منذ توقيع السلام في الـ3 من اكتوبر 2020م, ووجود مناوي حاكما "صُورياً" لإقليم دارفور , وجبريل على وزارة المالية, خسرت دارفور الاف القتلى و أكثر من 550 الف نازح وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة, و انهار اقتصاد السودان , و ازداد الوضع تعقيدا .
تحجج قادة الحركات في تبريرهم للبقاء مع سلطة الانقلاب بأنهم يجلسون وفقا لمكاسب اتفاق السلام , و طوال عام و 5 اشهر و يوم واحد , و رغماً عن وجودهم منفردين بالسلطة و إدارة السودان بصورة فردية و إقصائية, بعد دخول خصومهم السياسيين إلى السجون , لم ينجح قادة الحركات المسلحة في حقن دماء اهلهم , او اعادتهم لقراهم و ديارهم , او محاسبة من ارتكب جرائم الحرب ضدهم , او حتى القبض على قاتل واحد و محاسبته امام الملأ, و فشلوا في تكوين اي هياكل للسلطة , او استصدار دستور او قانون لحكم اقليم دارفور المُضطرب .
فما اسباب هذا الفشل الذي سيُخلّده التاريخ في صفحات هؤلاء القادة الأقزام؟
احد اهم اسباب فشلهم هو انشغالهم بمقاتلة عاصفة العملية السياسية المتزنة و المتصاعدة التي تقودها قوى الحرية و التغيير "خصمهم اللدود", و من يقاتل العواصف عليه التعود على طعم التراب, و انشغلوا بالفساد الاداري و المالي الذي جعلهم حديث المجتمع السوداني, و طوال هذه الفترة , لم يتمكن احد من قادة الحركات من اسباغ نعمة واحدة من نعم الاتفاق الذي يجلس بإسمه في السلطة على الضحايا الذين يتساقطون يوميا بالعشرات و المئات, فمناوي يحكم دارفور دون صلاحيات , ومن الخرطوم " بالبلوتوث " في إعادة لنفس مشهد مُساعد الحلّة الذي لعبه تحت ظل الرئيس المخلوع عمر البشير , وهو اقصى ما يستطيع فعله لفقر امكانياته القيادية, و جبريل ظل يقود البلاد إلى الهاوية و الافلاس , تشهد بذلك ارقامه و عجز الميزان التجاري للدولة و انخفاض الصادرات , و لم يزور دارفور سوى مرة واحدة مصحوبا بأرتال من السيارات تكفي قيمتها لبناء مئات القرى للنازحين.
اليوم بعد اقتراب العملية السياسية من نهايتها لتأسيس حكم مدني جديد , و معالجة لأهم قضايا الانتقال , و انهاء الانقلاب الفاشل , و إنقاذ البلاد من براثن الانهيار , يعود جبريل و مناوي الرافضين للاتفاق الاطاري , للصراخ ومحاولة تصوير قوى الحرية على أنها معادية لاتفاق سلام جوبا , و أنها تُريد اقصائهم , وهي محاولات يفضحها حرص الحرية و التغيير على السلام اكثر منهما , خاصة و أنهما فشلا فشلا مدويا في تحقيق السلام او تنفيذ ولو بند منه,وأن التحاق بقية قادة السلام الآخرين بالاطاري, يعني ان جبريل و مناوي هما أحد اكبر معوقات السلام في السودان , وهما حجر العثرة في طريق التحول المدني الديمقراطي , و توحيد الجيوش , و تحرر السودان من ديونه , و امراضه الاقتصادية و الأمنية, و الاجتماعية و السياسية .
إن من يريد السلام و يؤمن به , لا يقوم بالمشاركة في انقلاب عسكري .
إن من يسعى للسلام سيضغط على شركائه العسكر لإنهاء الانقلاب , و ليس دعوتهم لمزيد من التمسك بالسلطة .
إن من يهمه السلام , يهُمُّه كذلك الضحايا و النازحين و المشردين و قضاياهم.
إن من يحرص على السلام, سيحرص على إنفاذه , و سيجتهد في تحقيقه, دون ان يشغله عن ذلك منصبا , او مكتسبا سياسي.
إن من ينشد السلام , سينشد الحرية و العدل , لا الفساد , و وضع العراقيل امام تقدم غيره فيما فشل هو فيه.
إن من يؤمن بالسلام , يعلم يقينا أن من يحكم بالبندقية و الكاكي , لا يملك ايمانا او حلولا تأتي بالسلام .
إن من يعلم متطلبات السلام , و كيفية تنفيذه و ضرورة تحقيقه , يعلم بأن جبريل و مناوي لا علاقة لهما بالسلام , و انهما مجرد صدى احداث , و ردود افعال لخصومهم السياسيين ..
و إن أردت أن تكتشف الأمر بنفسك , فقط اسألهما:
السلام وينو ؟
و الاكثر ترويعا هو مشاهدة الناس لما يجري امام اعينهم , و كأنه امر اعتيادي, ولا يُمكن لأحد ان يستنتج من هذا المشهد القاسي سوى ان السلام لم يجد طريقه للدخول بين الناس هناك .
فمنذ اكتوبر 2020م عندما تم توقيع اتفاق سلام جوبا , الذي استبشرنا خيرا بأنه سيُنهي استرخاص دم الانسان و شيوع القتل , تفاجأنا بأن قادة السلام "المزعومين" , لم يكونوا في قامة السلام , و لا يحملون أي رؤية لتطبيقه و تنفيذه على الأرض.
و مع وقوع مجازر مثل مجزرة نيرتتي , و كرينك , و كولقي , و زالنجي , و العنف في النيل الازرق الخ..
اتضح ان ادعياء السلام و النضال هم أكثر عجزا من ضحايا العنف و الحرب , فهؤلاء القادة انشغلوا عن تنفيذ السلام الذي منحهم اكثر مما يحتاجونه , انشغلوا بالدخول في صراع حول السلطة , و تخريب الفترة الانتقالية, إلى حد التآمر مع العسكر للانقلاب على الحكومة المدنية , و التي تُشكل الضامن الوحيد لتنفيذ اتفاق سلام جوبا.
حشد قادة الحركات قواعدهم و شكلوا حاضنة لإنقلاب الجيش و الجنجويد , طمعا في مناصب و مكاسب شخصية لا علاقة لها بقضية دارفور او النيل الازرق او جبال النوبة , وهذا ما اثبتته الايام , فبعد مُضي عامين و 5 أشهر و 23 يوما منذ توقيع السلام في الـ3 من اكتوبر 2020م, ووجود مناوي حاكما "صُورياً" لإقليم دارفور , وجبريل على وزارة المالية, خسرت دارفور الاف القتلى و أكثر من 550 الف نازح وفقا لإحصائيات الأمم المتحدة, و انهار اقتصاد السودان , و ازداد الوضع تعقيدا .
تحجج قادة الحركات في تبريرهم للبقاء مع سلطة الانقلاب بأنهم يجلسون وفقا لمكاسب اتفاق السلام , و طوال عام و 5 اشهر و يوم واحد , و رغماً عن وجودهم منفردين بالسلطة و إدارة السودان بصورة فردية و إقصائية, بعد دخول خصومهم السياسيين إلى السجون , لم ينجح قادة الحركات المسلحة في حقن دماء اهلهم , او اعادتهم لقراهم و ديارهم , او محاسبة من ارتكب جرائم الحرب ضدهم , او حتى القبض على قاتل واحد و محاسبته امام الملأ, و فشلوا في تكوين اي هياكل للسلطة , او استصدار دستور او قانون لحكم اقليم دارفور المُضطرب .
فما اسباب هذا الفشل الذي سيُخلّده التاريخ في صفحات هؤلاء القادة الأقزام؟
احد اهم اسباب فشلهم هو انشغالهم بمقاتلة عاصفة العملية السياسية المتزنة و المتصاعدة التي تقودها قوى الحرية و التغيير "خصمهم اللدود", و من يقاتل العواصف عليه التعود على طعم التراب, و انشغلوا بالفساد الاداري و المالي الذي جعلهم حديث المجتمع السوداني, و طوال هذه الفترة , لم يتمكن احد من قادة الحركات من اسباغ نعمة واحدة من نعم الاتفاق الذي يجلس بإسمه في السلطة على الضحايا الذين يتساقطون يوميا بالعشرات و المئات, فمناوي يحكم دارفور دون صلاحيات , ومن الخرطوم " بالبلوتوث " في إعادة لنفس مشهد مُساعد الحلّة الذي لعبه تحت ظل الرئيس المخلوع عمر البشير , وهو اقصى ما يستطيع فعله لفقر امكانياته القيادية, و جبريل ظل يقود البلاد إلى الهاوية و الافلاس , تشهد بذلك ارقامه و عجز الميزان التجاري للدولة و انخفاض الصادرات , و لم يزور دارفور سوى مرة واحدة مصحوبا بأرتال من السيارات تكفي قيمتها لبناء مئات القرى للنازحين.
اليوم بعد اقتراب العملية السياسية من نهايتها لتأسيس حكم مدني جديد , و معالجة لأهم قضايا الانتقال , و انهاء الانقلاب الفاشل , و إنقاذ البلاد من براثن الانهيار , يعود جبريل و مناوي الرافضين للاتفاق الاطاري , للصراخ ومحاولة تصوير قوى الحرية على أنها معادية لاتفاق سلام جوبا , و أنها تُريد اقصائهم , وهي محاولات يفضحها حرص الحرية و التغيير على السلام اكثر منهما , خاصة و أنهما فشلا فشلا مدويا في تحقيق السلام او تنفيذ ولو بند منه,وأن التحاق بقية قادة السلام الآخرين بالاطاري, يعني ان جبريل و مناوي هما أحد اكبر معوقات السلام في السودان , وهما حجر العثرة في طريق التحول المدني الديمقراطي , و توحيد الجيوش , و تحرر السودان من ديونه , و امراضه الاقتصادية و الأمنية, و الاجتماعية و السياسية .
إن من يريد السلام و يؤمن به , لا يقوم بالمشاركة في انقلاب عسكري .
إن من يسعى للسلام سيضغط على شركائه العسكر لإنهاء الانقلاب , و ليس دعوتهم لمزيد من التمسك بالسلطة .
إن من يهمه السلام , يهُمُّه كذلك الضحايا و النازحين و المشردين و قضاياهم.
إن من يحرص على السلام, سيحرص على إنفاذه , و سيجتهد في تحقيقه, دون ان يشغله عن ذلك منصبا , او مكتسبا سياسي.
إن من ينشد السلام , سينشد الحرية و العدل , لا الفساد , و وضع العراقيل امام تقدم غيره فيما فشل هو فيه.
إن من يؤمن بالسلام , يعلم يقينا أن من يحكم بالبندقية و الكاكي , لا يملك ايمانا او حلولا تأتي بالسلام .
إن من يعلم متطلبات السلام , و كيفية تنفيذه و ضرورة تحقيقه , يعلم بأن جبريل و مناوي لا علاقة لهما بالسلام , و انهما مجرد صدى احداث , و ردود افعال لخصومهم السياسيين ..
و إن أردت أن تكتشف الأمر بنفسك , فقط اسألهما:
السلام وينو ؟