من يهُن يسهل الهوان عليه … بقلم: مهدي إسماعيل مهدي- بريتوريا

 


 

 

mahdica2001@yahoo.com

 


قرأت مقال الأستاذ/ عدنان زاهر المنشور بصحيفة سودانايل الإلكترونية بتاريخ الأحد؛ 11/09/2011، بعنوان "في مسألة نزع الجنسية عن الجنوبيين السودانيين في الشمال"، وشعرت بإستياءٍ وغيظ وإحباط، وخطرت بذهني هذه التساؤلات:

-    ألا يستطيع صلاح إدريس أو جمال الوالي، منح أي نيجيري أو غيره، الجنسية السودانية خلال 24 ساعة لمجرد إحرازه لهدف في مرمى أياً من الهلال أوالمريخ، بينما يحرم وزير الداخلية (الذي يُقال أنه من أصول إريترية) أحفاد علي عبد اللطيف وعبد الفضيل الماظ، من هذا الحق الأصيل؟!.

-    كيف يحق للدينكاوي المُقيم في مدينة أبيي الإحتفاظ بجنسيته السودانية، بينما يُجرد شقيقه (من أُمه وأبيه) المُقيم في الخرطوم أو بابنوسة أو أي بُقعة من بقاع شمال السودان من هذا الحق!!.

-    منح الجيش الشعبي لدولة جنوب السودان كُل من قاتل في صفوفه الحق في إكتساب جنسية دولة جنوب السودان الوليدة، وأعطاهم حق الإختيار، في خطوة تدُل على الوفاء والتقدير، بينما فشل جيش عصمت والمُشيرة أ.ح./ سناء حمد، في إحترام رفقة السلاح ومن بذلوا دمائهم من أجل وحدة السودان، وعجزوا عن مجرد حفظ حقوقهم الدستورية بالحفاظ على جنسيتهم ورمز هويتهم (وبهذه المناسبة ما حُكم الجنوبيين المُسلمين بالقوات المُسلحة الشمالية الذين سقطوا قتلى خلال الجهاد ضد الإنفصاليين الجنوبيين، هل يُعتبرون شُهداء كعبيد ختم وأبودجانة، أم فطايس؟!) .

-    لقد تم طرد الضُباط وضُباط الصف والجنود من أبناء جنوب السودان، من القوات المُسلحة، رغم أنهم منحوا السودان وجيشه زهرة عُمرهم وضحى بعضهم بأرواحهم فداءً لوحدة السودان، وبعد كُل ذلك، كوفئوا بطردهم من الخدمة ثُم تجريدهم من جنسيتهم السودانية، وخدعوهم بإقامة حفلات وداع صورية (إنتحبوا وبكوا خلالها بدموع الدم، بينما كان وزيردفاعهم وقائدهم يضحك بكُل بلاهة) !!!.

-    الذي يُحيرني، لماذا خنع وخضع هؤلاء العسكريين الجنوبيين (الوحدويين) لأوامر تجريدهم من هويتهم وجنسيتهم السودانية بالميلاد، ولم يُفرغوا رُصاص أسلحتهم في صدور من قاموا بإساءتهم وقطع أرزاقهم وتجريدهم من أعز ما يملكه الإنسان؟!. وبالمناسبة فقد بلغ عددهم أكثر من 15 ألف مُنتسباً للقوات المُسلحة (أي حوالي 100 ألف نسمة) عند حساب أُسرهم ومن يعولون.

-    لماذا لم يُسيروا، حتى ولو مُظاهرة أو إعتصام أو حتى رفع قضايا قانونية لدى المحاكم المحلية والإقليمية والدولية المختصة، وذلك أضعف الإيمان؟!.

-    إلى متى هذا الصمت عن إنتهاك الدستور، صباحاً ومساءاً؟!.

-    ألا يحتفظ بعض كبار قادة الإنقاذ بجنسيات كندية (قُطبي المهدي) وأمريكية (سيد الخطيب) لمُجرد بقائهم خمسة سنوات فقط في تلك البلاد التي لم يقدموا لها شيئاً ويصفون أهلها بالكُفر والفسوق؟!.

-    هل هُنالك أجندة وطنية أهم من قضية نزع الجنسية والهوية وإنتهاك الدستور، ياسيدي الإمام؟!.

-    أين جمعيات حقوق الإنسان السودانية والإقليمية والدولية؟

-    أين المُحامين الوطنيين الديمقراطيين، أين كمال الجزولي وأمين مكي مدني والكارب؟؟

-    أليس في هذه البلاد من الذين سُلبوا حقهم في وطنهم، من يُغار على هويته وأعز حقوقه ويثأر لنفسه فيوقف هذا العبث؟؟.

-    ولكن:
من يهُن يسهل الهوان عليه؛؛؛ ما لجُرحٍ بميتٍ إيلام

مهدي إسماعيل مهدي
بريتوريا
13/09/2011


 

آراء