مونولوج القاهرة!!

 


 

 

بشفافية –
بحسب إعلان القنصلية العامة لجمهورية مصر العربية، عن إكتمال كافة الترتيبات لانطلاق ورشة الحوار السوداني السوداني بالقاهرة، مقروءة مع تأكيدات القنصل العام لجمهورية مصر العربية بالسودان المستشار تامر منير، عن أن هناك توافق كبير بين القوي السياسية والمدنية على المشاركة في ورشة القاهرة، مشيراً إلى أن كافة القوى السياسية السودانية ستشارك فى الورشة عدا المجلس المركزي للحرية والتغيير الذي اعتذر عن المشاركة. وقال إن الورشة ستنطلق في الأول من فبراير وحتي الثامن منه بمشاركة اكثر من 70 شخصاً من مختلف القوى السياسية والمجتمعية..
يتأكد من اعلان القنصلية وحديث القنصل أعلاه، أن هذا الذي سيجري بالقاهرة لن يكون حوارا بمعنى ديالوج DIALOGUE) ) سيجري بين مختلفين، والمسمى الصحيح له أنه Monologue)) سيجري بين متفقين ومتوافقين على رفض وتعويق الاتفاق الاطاري بعد اعتذار القوى الموقعة على الاتفاق عن المشاركة في منشط القاهرة المشار اليه، وستنطبق عليه مقولة الزعيم المصري سعد زغلول التي جرت مثلا(جورج الخامس يحاور جورج الخامس)، وكان زغلول اطلق عبارته تلك حين وجد ان الانجليز وكان ملكهم حينها هو جورج الخامس، قد أوكلوا من عينوه من المصريين على رأس الوزارة في مصر لمفاوضة المصريين، فبدا الأمر وكأن الانجليز يريدون مفاوضة أنفسهم وليس المصريين ومن يمثلونهم..ولو قدر لما سمي حوار القاهرة المزمع أن يمضي الى نهاياته، رغم رفض الموقعين على الاطاري وقوى ثورية أخرى مؤثرة وفاعلة، لهذا سينتهي حتما الى صيغة (جورج الخامس يحاور جورج الخامس)، وهذا يعني في المحصلة فشله الذريع في تطويق الأزمة وفكفكة عقدها، بل الأدهى وأمر سيزيد الأزمة تعقيدا، وسيجعل منه مجرد منولوج داخلي( Monologue)، يجري بين مجموعة متوافقة وستدور في ثناياه أحاديث النجوى والنفس للنفس، ولن يكون سوى طق حنك او احاديث نجوى ومناجاة محكوم عليه بالفشل قبل بدئه، ولن يورث شيئا سوى ضياع الوقت وتأزيم ما هو متأزم أصلا، وسيكون مجرد تكتيك لفرض الامر الواقع على الاطراف الاخرى او استغلال شكلانيته لتمرير سياسات أو قرارات معينة، ولن يعدو أن يكون سوى متاجرة به، ولن يكون للمشاركين فيه أي جديد يقولونه، غير أن يعيدوا على مسامع الناس مواويلهم التي ملوا سماعها، والمتمثلة في انتقاداتهم اللاذعة للاتفاق الاطاري ومركزي الحرية والتغيير، وهجومهم على فولكر دون بقية اعضاء الثلاثية، وكذا هجومهم على الرباعية وغير ذلك من الكليشية والقاموس المحفوظ.. وبكلمة واحدة لن يقدموا أية إضافة جديدة اللهم إلا أن تكون مثل إضافة الكوميديان عادل إمام في مسرحية شاهد ما شافش حاجة حين طلب الاضافة في التعريف بمهنة القتيلة، فقال (رقاصة يعني بترقص)، أو ربما بعد جهد جهيد يفسرون الماء بالماء..
الجريدة

 

آراء