مياه ملوثة وذمم فاسدة
حيدر المكاشفي
6 March, 2022
6 March, 2022
بشفافية -
رغم النفي المتأخر لهيئة مياه ولاية الخرطوم والذي جاء بعد مرور ثلاثة أيام على الخبر الخطير الذي يتحدث عن ثبوت تلوث مياه الشرب واحتوائها على مواد ضارة بالصحة وانها غير مطابقة للمواصفات، الا أن الحقيقة الغير قابلة للنفي هي ان مياه الشرب عندنا من حيث وجودها من عدمه، ومن حيث نقائها وتلوثها، قضية خطيرة لم تجد سوى الاهمال واللا مبالاة، فوجود الماء يعني وجود حياة، ولا يعني عدمها سوى الهلاك، هذا من حيث الكم، أما من حيث الكيف والنوعية، فوجود مياه وافرة ولكنها ملوثة وغير نقية فهي وعدم وجودها سواء في اهلاكها الناس..
إن من رحمة الله على عباده المساكين في السودان أن مدهم بعافية منه وزودهم بمناعة طبيعية لولاها لأهلكهم الماء الذي يشربونه والطعام الذي يأكلونه، فتكرر الحديث عن تلوث المياه بمواد ضارة بالصحة أو اختلاطها بمياه الصرف الصحي (الغائط والبول)، يؤكد ان هذه القضية رغم خطورتها ما تزال على حالها الى اليوم دون السعي لإيجاد حل لها، فقد سبق لمنظمة اليونيسف ان اصدرت تقريرا حول المياه في السودان، كشفت فيه ان مياه الشرب المحسنة فى السودان تتوفر لنحو 68 في المائة فقط من الأسر، مع ملاحظة وجود فوارق بين سكان المناطق الريفية والحضرية بنسبة 64 و 78 في المائة على التوالي، وأضاف التقرير، ان ثلث عدد الأسر في ولايات البحر الأحمر والنيل الأبيض والقضارف يحصلون على المياه الصالحة للشرب، مقارنة ب 90 ٪ في ولايتي الخرطوم والشمالية، وذكر ان 32 في المائة من السكان يشربون مياه ملوثة من مصادر غير محسنة، وأضاف التقرير ان مصادر تلوث المياه تأتي أساسا من البراز، البول والمياه الآسنة، والتي تتدفق إلى المياه السطحية أو تتسرب إلى الأحواض الجوفية..
وكان خبراء سودانيون قد أكدوا عبر تقارير منشورة أن مياه الشرب بالعاصمة الخرطوم مختلطة بمياه الصرف الصحي. وعزز هذه التقارير اعترافات لبعض سائقي تناكر الصرف الصحي بأن التناكر تقوم بتفريغ حمولاتها من مخلفات الصرف الصحي فى منهولات تصب مباشرة فى النيل، وأذكر ان احد المديرين السابقين لهيئة مياه ولاية الخرطوم، قد قال في الخصوص إن مياه الولاية ملوثة بنسبة تتراوح ما بين 42 – 58%، وأرجع السبب إلى شركات المسؤولين والحفر التقليدي للآبار عبر التصديقات العشوائية، واصفا الجهات المختصة بالمياه والصرف الصحي بالطرشاء. كما حمل مختص آخر الحكومة مسؤولية القصور في توفير صرف صحي آمن، ودعا للنظر في التخلص من الفضلات الآدمية بطريقة علمية. فيما كشف متخصص في شؤون البيئة والتنمية المستدامة عن فتح عدة بلاغات بوجود تلوث لمياه الشرب بعدد من مناطق العاصمة، والتي أثبت معمل مياه ولاية الخرطوم تلوثها بسبب اختلاطها بآبار السايفون. ويؤكد الخبراء أن المسافة بين الصرف الصحي وآبار المياه أقل من المسموح به صحيا،
وسبق ان خرجت بعض التظاهرات في بعض الأحياء، قال المتظاهرون ان سببها هو أنهم يشمون رائحة عفونة بالمياه، وسبق ان كشف مستشار بيئي عن مهددات لصحة الإنسان حددها في التغيير النوعي لمياه الشرب بسبب الصرف الصحي غير الآمن، واعترض على اتباع نظام (السبتك تانك) ووصفه بالأسوأ في العالم..
الجريدة
رغم النفي المتأخر لهيئة مياه ولاية الخرطوم والذي جاء بعد مرور ثلاثة أيام على الخبر الخطير الذي يتحدث عن ثبوت تلوث مياه الشرب واحتوائها على مواد ضارة بالصحة وانها غير مطابقة للمواصفات، الا أن الحقيقة الغير قابلة للنفي هي ان مياه الشرب عندنا من حيث وجودها من عدمه، ومن حيث نقائها وتلوثها، قضية خطيرة لم تجد سوى الاهمال واللا مبالاة، فوجود الماء يعني وجود حياة، ولا يعني عدمها سوى الهلاك، هذا من حيث الكم، أما من حيث الكيف والنوعية، فوجود مياه وافرة ولكنها ملوثة وغير نقية فهي وعدم وجودها سواء في اهلاكها الناس..
إن من رحمة الله على عباده المساكين في السودان أن مدهم بعافية منه وزودهم بمناعة طبيعية لولاها لأهلكهم الماء الذي يشربونه والطعام الذي يأكلونه، فتكرر الحديث عن تلوث المياه بمواد ضارة بالصحة أو اختلاطها بمياه الصرف الصحي (الغائط والبول)، يؤكد ان هذه القضية رغم خطورتها ما تزال على حالها الى اليوم دون السعي لإيجاد حل لها، فقد سبق لمنظمة اليونيسف ان اصدرت تقريرا حول المياه في السودان، كشفت فيه ان مياه الشرب المحسنة فى السودان تتوفر لنحو 68 في المائة فقط من الأسر، مع ملاحظة وجود فوارق بين سكان المناطق الريفية والحضرية بنسبة 64 و 78 في المائة على التوالي، وأضاف التقرير، ان ثلث عدد الأسر في ولايات البحر الأحمر والنيل الأبيض والقضارف يحصلون على المياه الصالحة للشرب، مقارنة ب 90 ٪ في ولايتي الخرطوم والشمالية، وذكر ان 32 في المائة من السكان يشربون مياه ملوثة من مصادر غير محسنة، وأضاف التقرير ان مصادر تلوث المياه تأتي أساسا من البراز، البول والمياه الآسنة، والتي تتدفق إلى المياه السطحية أو تتسرب إلى الأحواض الجوفية..
وكان خبراء سودانيون قد أكدوا عبر تقارير منشورة أن مياه الشرب بالعاصمة الخرطوم مختلطة بمياه الصرف الصحي. وعزز هذه التقارير اعترافات لبعض سائقي تناكر الصرف الصحي بأن التناكر تقوم بتفريغ حمولاتها من مخلفات الصرف الصحي فى منهولات تصب مباشرة فى النيل، وأذكر ان احد المديرين السابقين لهيئة مياه ولاية الخرطوم، قد قال في الخصوص إن مياه الولاية ملوثة بنسبة تتراوح ما بين 42 – 58%، وأرجع السبب إلى شركات المسؤولين والحفر التقليدي للآبار عبر التصديقات العشوائية، واصفا الجهات المختصة بالمياه والصرف الصحي بالطرشاء. كما حمل مختص آخر الحكومة مسؤولية القصور في توفير صرف صحي آمن، ودعا للنظر في التخلص من الفضلات الآدمية بطريقة علمية. فيما كشف متخصص في شؤون البيئة والتنمية المستدامة عن فتح عدة بلاغات بوجود تلوث لمياه الشرب بعدد من مناطق العاصمة، والتي أثبت معمل مياه ولاية الخرطوم تلوثها بسبب اختلاطها بآبار السايفون. ويؤكد الخبراء أن المسافة بين الصرف الصحي وآبار المياه أقل من المسموح به صحيا،
وسبق ان خرجت بعض التظاهرات في بعض الأحياء، قال المتظاهرون ان سببها هو أنهم يشمون رائحة عفونة بالمياه، وسبق ان كشف مستشار بيئي عن مهددات لصحة الإنسان حددها في التغيير النوعي لمياه الشرب بسبب الصرف الصحي غير الآمن، واعترض على اتباع نظام (السبتك تانك) ووصفه بالأسوأ في العالم..
الجريدة