ميلاد زعيم أم موت القداسة
د. الوليد آدم مادبو
19 April, 2009
19 April, 2009
إنني أكتب هذه المقالة تعليقاً على المسيرة السبعينية للسيد/ الصادق المهدي. لقد زعم الأخير أن أمه قد دعته للاحتفال بعيد الميلاد (الذي هو حق لا داعي لتبريره دينياً) لأنه وافق ميلاد المسيح فهي بذلك قد نسجت مرابيع الفضاء السيكولوجي الذي جعله يتوهم أنه مبعوث العناية الالهيه. وإذ هي أرادت شحذ همته للقيام بمهامه الوطنية فقد كبلته إذ هي أودعته عنصر النرجسية الذي جعله عنواناً للإخفاق وعدم التوفيق لقد أنتزع الصادق من المحجوب رئاسته، ومن الهادي عبد الرحمن اماميته، ومن السيد/ أحمد المهدي مهمة الجرتكيته، ومن أبو القاسم محمد إبراهيم دنجوانيته ، فلم يبق إلآ أن ينافس البرعي في ولايته.سأبرر هذه المقدمة بالتعليق على النقاط الآتية: لقد أتسم الصادق الفاعل السياسي: بضعف المقدرة الإدارية وبؤس البصيرة السياسية إن الصادق (بمحاولته مجاراه صهره الترابي فكرياً) أضاع جل جهده دون أن يثبت براعة فكريه بل افقد حزبه خاصية مهدوية مهمة الا وهي خاصية الوثبيه (الانقضاض على الخصم في لحظة ضعفه وتجنبه حاله قوته يشمل ذلك جميع أنوع الضعف . والقوة الأمر الذي برع فيه الإمامان محمد أحمد عبد الله وعبد الرحمن المهدي).لقد قاد السيد/ الصادق المهدي معارضة ضد عبود في لحظة كانت الارستقراطية العسكرية تمثل اللحظة (العظمى) في حياة الشعب السوداني إذ هي أرادت دعم الوسط مع دحض الطائفية. يفهم هذا الأمر اليوم بعد أن وجدت الحركات الحداثوية (اليمين واليسار) فرصتها للحكم، فلم تستطع أن تتحكم لقد قاد السيد الصادق المهدي معارضة ضد جعفر نميري (76) في وقت كانت مايو تمثل فيه اللحظة (المثلى) في حياة الشعب السوداني إذ هي استوعبت إنسان الجنوب (والشمال) وأعطته فرصته للتمازج ودرجته فرص الانصهار لاغرو لقد فتحت هذه المعارضة على السودان أبواب الارتزاق، العمالة، العطاله، الديانة، وبلادة الضمير.إن تنكب الصادق المهدي على اتفاقية أديس أباب لم يكن إلا مجرد غيرة من نميري أصبحت هي ديدنه في التعامل مع الرجال( الميرغني، قرنق، الشريف حسين وآخرين الله يعلمهم ).إن الغيرة الشخصية أو التنافس غير الموضوعي يجعل الانسان يتثبث بالضد من حيث يريد الافلات منه.لقد عرفت الحركات الاسلاموية هذه الخاصية فاستطاعت أن تبتزه بأمر (الشريعة) التي أثبتت الأيام أنها الحتوتة التي استغلها المثقف الشمالي (الإسلامي) لتطويع الهامش دينياً. الآن وقد انقشعت السحابة الأيديولوجية لم يبق إلاّ تحطيم الهرم العرقي الاجتماعي الذي جعل للقرشيين سلطة بابوية على سكان البلاد الأصليين- النوبيين، وإن المهدية بقدر ما نجحت في مركزية السلطة فقد فشلت (الثانية منها والثالثة) في ترتيب العلاقات الأجتماعية السياسية على أسس أفقية بل فوقية رأسية وأحياناً تطاوليه.أكرر فأقول أن تحطيم المقدس هو سبيل التحرر للشعوب وتملصها من الخرافة. ونحن إذ ننتقص على المتمردين استخدامهم للسلاح في دارفور فسنحمد لهم اجترائهم على المقدس. أن حل مشكلة دارفور يكمن في استحداث نظام رئاسي ومؤسسية فدرالية تجعل نصيب الالهة وأبنائها صفراً في الديمقراطية الديغولية القادمة (والتي ابشر بها جماهير الشعب السوداني الأبي الكريم). هذا بالأخص ما يخشون. هم يتباكون على دارفور بكاء آخوه يوسف ويدلون بمنطق يفهمه أهل دارفور فهم يعقوب لمنطق بنيه.إن هذه الأسرة (آلـ المهدي) خرجت الشجعان والرهبان لكنها مافتئت تتقهقر وبقيادة الصادق المهدي حتى أصبحت عالة على السودان فالخير في أكرامها (بتحديد مخصصات تشريعية ومعاشيه) مع العمل على الحد من نفوذها مثلما فعلت اليابان وبريطانيا في منثني التراجع والتقادم الذي دفع بكليهما نحو الحداثة، وألهمهما حجة الاستقرار النفسي.الشخص المفكر: منشد أشعار وحكم شعبية لم تسعف الشعب السوداني ولم تسليه في محنته. بالرغم عن أدعائه الليبرالية والتحررية هن لم يحسن الخروج عن القضاء القروسطي الذي تبلورت فيه المنظومة الفقهية ولذا فهو دائماً مايعرض افكار جديدة باستمولوجية (دائرة معرفية) قديمة.الفاعل الأجتماعي: المشكلة ليست في الاخفاق إنما في وجود طبقة من الأرقاء في هذا المجتمع يزينون للساسة خرقتهم ويسددون لهم مرقتهم. إن منبر الأحفاد فشل في تطبيق ذات القيم العلمانية العقلانية التي ينادي بها في تحليل الشخصية المهدوية هذا إن دل إنما يدل على العنكبوتية الثقافية الاجتماعية التي يتعزى منها متنحيل المثقف السوداني يمينياً وسطياً أويساريا كان فالكل يبحث عن اله (أم أتخذوا من دون الله شركاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئاً ولا يعقلون).صدق الله العظيم