نجحت المخابرات المصرية في “حمدوك لازم يمشي!”، فمشى.. وقد تنجح وحميدتي يمشي !!

 


 

 

* أيادٍ خارجية كثيرة ملطخة بدماء السودانيين.. والموت في السودان العملاق لايتوقف، وهو يترنح على وشك السقوط تحت ضربات العاقين من أبنائه.. بينما الدول المحيطة به تتربص، كما الصقور الجوارح، لأخذ ما فيه نصيب من دمه النازف.. وثمة دول كبرى، داخل اللعبة عبر وكلائها المحليين والإقليميين، تتربص للانقضاض عليه..
* وجميع هذه الدول عملت، بدرجات متفاوتة، على إعاقة مسيرة الشعب السودانين نحو الحياة الكريمة المرتجاة عقب قيام ثورة ديسمبر الماجدة.. فأهداف الثورة تتعارض تعارضاً حاداً مع مصالح الدول الطامعة.. لأنها أهداف ترمي إلى تحقيق سيادة السودان، والانفلات من ربقة دول ترى فيه أرضاً مشاعةَ الاستحواذ على مواردها المادية المهولة، والهيمنة على موقعه الإستراتيجي الهام في قلب أفريقيا..
* كتبتُ، قبل أسابيع، عن عملاء سودانيين، ومنهم جنرالات وقادة سياسيين، يربكون مسيرة الثورة السودانية لأهداف شخصية/حزبية.. فعاتبني البعض بزعم أن ذلك تخويناً لمن حسبوهم مناضلين.. وأنا أتعجب من إضفاء صفة مناضلين لمن ارتموا في بركة العميل البرهان الآسنة يسبحون فيها معصوبي الأعين، كما أتعجب من آخرين يسبحون في بركة العميل حميدتي المأفونة، وبلا حساب لما قد يحدث بعد ذلك..
* وكنتُ أؤكد، طوال الوقت، أن البرهان عميل لأمريكا وأنه عميل لمصر كذلك، كما كنتُ أؤكد أن حميدتي عميل لروسيا وأنه عميل لدولة الإمارات، بشكل صارخ..
* وكانت سذاجة بعض الكتاب تسخر من مناورات البرهان الكيدية للتنصل من التوقيع على الاتفاق النهائي، فيتوهمون أن المجتمع الدولي سوف يرغم البرهان على التوقيع في النهائية.. السذاجة هي التي خدعتهم للتعلق بوهم المجتمع الدولي، فلم يدروا أن البرهان (زول) أمريكا، وأن المجتمع الدولي، الذي هو أمريكا، راض، كل الرضا، عن مناورات البرهان التنصلية..
* ووقعت الواقعة.. واشتعلت النيران بين البرهان (زول) أمريكا وبين حميدتي (زول) روسيا.. من الذي أشعلها؟ ليس مهماً من أشعلها، فهي كانت ناراً تحت الرماد قابلة للاشتعال مع قدوم أي ريح عابرة، مهما كان ضعفها..
* وها هي صحيفة التايمز تنشر تقريراً يُسْتنتج منه أن أمريكا هى التي دفعت الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، لمساندة ودعم البرهان ضد حميدتي، بهدف إضعاف النفوذ الروسي بالإجهاز على حميدتي، ومن ثم طرد مرتزقة فاغنر الروسية من البلاد..
* كان التمويه للإجهاز على حميدتي قد تم بقيام عدد من المناورات المشتركة بين الجيش السوداني والجيش المصري، وانتهت المناورات ببقاء كتيبة من القوات المصرية في مطار مروي، بما يشبه إحتلال المطار.. وذلك حسب رغبة السيسي في الدفاع عن مصالح مصر في إثيوبيا ( سد النهضة)، وفي السودان ( الإجهاز على حميدتي)..
* وتقول صحيفة (رأى اليوم):- "" عمرو موسى قالها صراحة ودون مواربة: ' بعض المصالح العربية قد تتعارض مع المصالح المصرية الاكثر عمقا في السودان ، وكذلك الحال في افريقيا ، هنا يتوقع من مصر وقفة صريحة وجريئة إذ أن مصالحنا الحيوية في تلك المنطقة بأسرها اصبحت مهددة وعلي المحك' ”"
* ويقصد عمرو موسى ب'بعض المصالح العربية' مصالح الإمارات والسعودية في السودان، خاصة في مجال استزراع ملايين الأفدنة من الأراضي، وبالتالي الإستفادة من نصيب السودان من المياه النيل، والذي يذهب حوالي ٩٠٪ منها إلى مصر..
* هذا، وتساءل عبدالباري عطوان، رئيس تحرير موقع (رأي اليوم)، عن السبب في اتصال وزير الخارجية الأمريكية، بلينكن، بنظيريه في السعوديّة والإمارات لحثّهما على التّهدئة، بينما لم يتصل بنظيره المصري!!
* في تقديري أن بلينكين ونظيره المصري ( طابخِنها سوا)، وعارفين الحاصل شنو ومتوقعين الحيحصل شنو، حسب مخططات دولتيهما للإجهاز على حميدتي..
* بمناسبة إنقلاب البرهان، في يوم ٢٥ أكتوبر٢٠٢١، تحدث موقع العربي الجديد، بتاريخ 03 نوفمبر 2021، عن دعم مصري "سري" للانقلاب، وعن قيام البرهان في اليوم السابق للانقلاب بسلسلة من التحركات الجيوسياسية الجريئة، ومقابلته للسسي.. وذكر الموقع زيارة رئيس المخابرات المصرية، عباس كامل، إلى الخرطوم قبل الانقلاب بأيام قليلة،ة وتجنبه لقاء حمدوك لأن القيادة المصرية غير راضية عنه.. وأن عباس كامل قال للبرهان، بملء الفم:- " حمدوك لازم يمشي "!
* ولنا ان نتساءل:- هل يمشي حميدتي كما مشى حمدوك ؟! ومع أن كثيرين قد يظنون أن الفارق الكبير بين الشخصيتين ينفي المقارنة نفياً باتاً، إلا أن لا فرق بينهما، عند المصريين، كونهما يشكلان خطراً على مصالح مصر في السودان..
* لقد نجحت المخابرات المصرية في " حمدوك لازم يمشي!"، فمشى.. وقد تنجح وحميدتي يمشي، فيستفرد السيسي بالبرهان، قبل أن يجهز الكيزان على البرهان في نهاية المطاف؟!
* حفظ الله السودان من خبث وخبائث مصر، جارة السوء، ومن كل من يتربص به.. آمييييين يارب العالمين..

osmanabuasad@gmail.com

 

آراء