نحن تعساء العالم

 


 

 

عصب الشارع -
التقرير الذي صدر اخيرا حول الدول الأكثر سعادة في العالم وصنف السودان كأتعس ثالث دولة في العالم ، لم يلامس كبد الحقيقة فنحن في الواقع اليوم نعتبر الدولة الأولى في التعاسة، فقد إبتلانا الله بعدة مصائب لايوجد مثلها علي مستوى العالم ؛ أولها جنرالا الحرب (حميدتي والبرهان).
فالأول تحول من الهمبتة الي نائب رئيس دولة وهو لا يعرف لغة غير القتل وسفك الدماء .
والثاني أخطأ أهله بإدخاله الكلية الحربية بعد نتيجته في الشهادة السودانية بدلا من البحث له عن مدرسة لذوي الاحتياجات الخاصة فاجتمع (التعيس علي خايب الرجاء) ودمرت البلاد تحت أحلام وغباء الاول والتعاسة والتخلف العقلي للثاني.
وليس هناك أكثر من تعاسة شعب يختبر من يدعون بأنهم مثقفوه من السياسيين كل ايدلوجيات العالم فيه من أقصي اليسار الي أقصي اليمين فيغرد البعض بنظريات ماركس ولينين التي تجاوزها الشعب السوفيتي نفسه ويرقص بعض الجهلاء منهم علي أنغام الناصرية والبعث وترهات القومية العربية التي دفنت مع ميشيل عفلق وجمال عبدالناصر .
اما الابتلاء المضحك والذي يجعل تعاستنا ممزوجة بالجهل والتخلف فهو مايجعل وبعد كل هذا التقدم الذي شهده العالم ، البعض يؤمن ببركة (السيدين) ويتبرك بتراب احفادهم ويتصدر حزبيهما (الاتحادي والامة) قوائم الانتخابات منذ الاستقلال وحتي اخر انتخابات جرت بالبلاد..
نحن حقا أتعس شعوب الكرة الأرضية بلا منازع فنحن الشعب الوحيد علي الكرة الأرضية الذي إبتلاه الله بأحقر وأتفه خلقه حيث زرع بيننا من هم ألعن من كفار قريش، من الكيزان ومن يواليهم من أرزقية وسماسرة السياسة حيث فاقوا في سبيل مصالحهم قسوة هولاكو التتري، وجنون ومحارق هتلر وإدعاءات فرعون، فزرعوا الفتن ونهبوا الثروات وجلسوا كنيرون يحرقون البلاد كلها بعد ان فقدوا الإمكانية واغلقت أمامهم الابواب للعودة للحكم..
حتي قبل هذه الحرب التي مسحت اخر معالمنا الجميلة.
نحن لم نكن نحصل علي شيء من مقومات السعادة ورغم ذلك كان كرمنا وطيبتنا وصدقنا وتكافلنا يجعلنا نحس بالرضا. إلا ان من ظلوا يصنعون التعاسة لنا رفضوا منحنا ذلك الرضا حتي خرجنا من قائمة الحسابات ..
ولكن ربما كان هذا فيه الخير حتي نبدأ البناء بصورة جديدة بعيداً عن كل تعاسة الماضي وسنظل نغني مهما تعاظمت الابتلاء : ( غداً أحلى)
والثورة أبداً مستمرة
والقصاص أمر لا بد منه
والرحمة والخلود لأكرمنا من الشهداء الابرار..
الجريدة

 

آراء