نسب وتاريخ محس “المدن الثلاثة” في السودان .. ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

 


 

 


alibadreldin@hotmail.com

نسب وتاريخ محس "المدن الثلاثة" في السودان

A Genealogical and Historical Study of the Mahas of the “Three Towns,”Sudan

Prof Richard A. Lobban, Jr.بروفسيور ريتشارد لوبان (الإبن)

ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

تقديم:هذه ترجمة(بتصرف واختصار) لبعض ما ورد في مقال طويل عن نسب وتاريخ المحس في العاصمة السودانية  نشرهبروفيسورريتشارد لوبان (الإبن)في "المجلة العالمية لدراسات التاريخ الأفريقي" في عددها رقم 16 والصادر في عام 1983م. وعمل بروفسيور لوبان (1943م - )  أستاذا في جامعة روود ايلاند  في مجالي الأنثربولوجيا والدراسات الأفريقية (وبخاصة في الشأن النوبي السوداني، حيث حصل في عام 1973م على درجة الدكتوراه عن رسالته عن نوبة السودان من جامعة نورثويسترن). ونشر بروفسيور لوبان (منفردا وبالإشتراك مع آخرين) عددا كبيرا من المقالات والكتب عن السودان من أشهرها كتاب "قاموس السودان  التاريخي". والرجل من أبكارمؤسسي جمعية الدراسات السودانية لشمال أمريكامنذ إنشائها في عام 1981م. .
المترجم
******       ***      **************
ساهم المحس (وهم من المجموعات الأثنية النوبية) في وسط السودان مساهمة عظيمة في أسلمة وتعريب  هذه الأمة العربية – الإفريقية.  وقد تعد إقامتهم لأول أبنية وكيانات دائمة في "المدن الثلاثة"  (الخرطوم وما حولها) هي البداية الحقيقية لعملية إنشاء مناطق حضرية في السودان. وأفلح قادة المحس الذين عملوا كمستشارينلقادة دولة الفونج في نشر الإسلام على امتداد النيلين الأبيض والأزرق في مجتمعات ظلت مستقرة في هذه المناطق منذ أكثر من خمسة قرون، وعند ملتقاهما في الخرطوم أيضا.
وتهدف هذه الدراسة التاريخية (والتي هي نتاج بحث ميداني قمت به في عامي 1979 و1980م) إلى تجميع الأعمال المنشورة وغير المنشورة عن نسب المحس، وستركز الدراسة على بحث أمر المحس والإسلام من منظور تاريخ إنشاء مناطق حضرية في وادي النيل.
وقسمت هذه الدراسة إلى أربعة أجزاء، أولها عن نسب المحس (مدعما بثلاثة عشر جدولا توضيحيا)، وثانيهاهو دراسة تاريخ المحسإبان العهود المسيحية (النوبية) فيالقرون الوسطى، وأيضا  إبان  حكم الفونج والعبدلاب في وسط السودان، وثالثها عن أربعة من أشهر قادة التعليم الديني في وسط السودان الذين عاشوا في غضون سنوات حكم الفونج والعبدلاب، وسنناقش ونلخص في الجزء الرابعوالأخير كل ما ورد في الأجزاء الثالثة السالفة المذكورة.
1/ نسب المحس
تعكس المعلومات والبيانات المتعلقة بالنسب دوما  بعض الحقائق المتصورة  والمدركة  سلفا،  إذ أن عملية جمع هذه المعلوماتعادة ما  تكون نفسها تميل منحازةإلى جانب تأكيد صلات بين المعلومين من الأقرباء والأسلاف بعيدي الصلة. وقد تتوافق عملية تدوين الأنساب مع الحوادث والشخوص التاريخية، أوقدتهدف إلى "اختراع" صلات  مختلقة /وهمية fictive tiesمع أسلاف ذوي مكانةعالية سياسيا واجتماعيا. وتصل حتما كل شجرة نسب إلى نقطة يصعب أو يستحيل معها تحديد مدى صحتها، حتى وإن توافقت مع حقائق تاريخيةمعلومة، وهذا مما يجعل المرء يشك في أن ذلك النسب إنما هو محض تلفيق.
2/ المحس في التاريخ
عرف المحس في تاريخ النوبة من نحو 5000 عام. وهاجر النوبة لخارج مناطقهم منذ قديم الزمان للعمل  كجنود أو خدم أو عمال وإداريين،  إلا أننا نتناول هنا تاريخ المحس بعد أن نفذ / انتشر الإسلام في الممالك المسيحية لشمال السودان، وبعد أن هاجر النوبة لوسط السودان واستقروا فيه مع بداية القرن السادس عشر. ولا شك في أندراسة نوازع وجذور هذه الهجرة ضرورية لفهم عمليات دخول الإسلام في السودان وإنشاء مناطق حضرية به. وكذلك يجب أن لا نغفل هنا دور المحس والعبدلاب في حض حلفائهم  الفونج في سنار على القيام بهذه العمليات.
لا ريب أن النوبة هاجروا من شمال السودان (حيث عدم الأمان وضيق الأراضي الزراعية) لوسطه  (حيث الأراضي الزراعية الواسعة الخصبة التي تروى بالشادوف أو الساقية). وكانت جزيرة توتي هي مهجرهم الأول، ومسقط رأس كثير من الأولياء الصالحين والفقهاء/ الفكيا (جمع فكي؟). وبسبب موقع توتي  فإنها غدت فيما بعد مركزاللمناطق الحضرية في وسط المدن الثلاثة. وعند وصول المحس لتلك المناطق وجدوا فيها الرفاعة والجعليين والشايقية والجموعية، والذين كانوا يستخدمون تلك الأراضي للرعي والزراعة والسكن المؤقت. ويزعم  المؤرخ والإداري وعالم الآثار البريطاني إيركل  أن المحس ابتاعوا أراضي توتي من الجموعية، والذين كانوا قد أزاحوا بدورهم من قبلذلك من يسمون بـ "العنج" والذين كانوا يشتغلون بصيد الحيوانات البرية والأسماك. ومع بدايات القرن السادس عشر الميلادي كان المحس قد كونوا لهم مجتمعات مستقرة ومتزايدة العدد، وأسس لبعض تلك المجتمعات الفكيا المشهورين في زمانهم، فكان الواحد منهم يحضر  عائلته ويقيم له خلوة لتعليم الصبية وربما مسجدا صغيرا. وعند وفاة ذلك الفكي يقيم له أتباعهمن باب التكريم  قبة حول قبره، ويدفن حول تلك القبة ثلة من مريديه واتباعه وأفراد عائلاتهم.  وفي القرى الكبيرة يضاف إلى ما سبق ذكره محلات للحرفيين ومكان لسوق أسبوعي لبيع أو تبادل الحيوانات المستأنسة الحية واللحوم والخضروات والمصنوعات اليدوية وغير ذلك من البضائع.
وبالإضافة لأولاستيطان للمحس في توتي وما حولها فقد استقر المحس أيضا في قرية العيلفون (بحسب ما جاء في موسوعة الويكيبيديا فإناسمها التاريخي العيله فونج  وهو من مقطعين، عيلة تعني عبيد، والفونج تعود إلى مملكة الفونج .أما بحسب مرجعية لغةالبجافالكلمة تتكون من مقطعين (إيلا) و(فون)  ويعني المقطع الأول من الاسم الأبيض ولكن ليس خالص البياض، بينما يعني المقطع الثاني من الاسم فون فونج عندالبجا وذلك لأن حرف العين غير موجود فيلغة البجا ليصير الاسم يعبر عن الفونج البيض مما يعنى أن هناك فونج سود، وقد يكون ذلك تميزا بين العبدلاب وما تعارف على تسميتهم بالفونج من سلالة عمارة دنقس. المترجم).  وذكرت بعض المصادر التاريخية أن أحد سلاطين الفونج كان قد أهدى في عام 1500م  أرض العيلفون للفكي المحسي محمد علي نظير خدماتدينية وسياسيةقدمها له ليقيم عليها قرية العيلفون. وظلت العلاقة بين توتي والعيلفون– وحتى الآن- بالغة المتانة بعد مرور أكثر من خمسمائة عام. وفي المنطقة التي تقع شرق مدينة  الخرطوم الحالية أقام محسي آخر اسمه ؟Shukayryتجمعا للمحس في بري اللالماب (هنالك كتاب كامل بالإنجليزية عنوانه"بري اللاماب" من تأليف هارولد باركلي صدر في عام 1964م. المترجم).  ومن بعد ذلك أقيمت بري المحس في عام 1575م  على يد الشيخ حتيك قسومة بين منطقتي المقرن وبري اللالماب، حيث توجد مباني جامعة الخرطوم الآن. وأقام في ذات السنة تقريبا الشيخ إبراهيم بوداني (والمولود في جزيرة توتي) فريق البودناب في بري المحس. وبعد أن استولى البريطانيون والمصريون على السودان في عام 1898م قاموا بتحويل بري المحس من موقعها إلى جهة الشرق حيث موقعها الحالي حتى يمكن للجيش بناء ثكناته في موقعها القديم. وفي تلك السنوات برزت بري أخرى هي بري الدرايسة، وتقع بين بري المحس وبري اللالماب، وأسسها الشيخ شام حريز. وكانت بري الدرايسة (مثلها مثل بري اللالماب) موطنا أيضا للجموعية ومجموعات عربية أخرى، إضافة للمحس بالطبع. وأنشأ  فكيا المحس (ربما مع غيرهم) قرى أخرى منها بري أبو حشيش وحلفاية الملوك والقوز والجيلي والجريف غرب والجريف شرق واسلانج وكترانج وشمبات والكاملين وكاكول والركابية  والشقلة  وجبل الطينة ومناطق عديدة أخرى في الجزيرة.
ولمجتمع المحس في توتي أهمية خاصة في تاريخ تلك الجزيرة وتاريخ المحس أيضا، وذلك لأنها  أقدم مجموعة محسية تهاجر وتستقر لأكثر من خمسمائة عام في ذات المكان، وهي أكثر المجتمعات ثباتا في تركيبتها السكانية، ولا تزال كلمناطقها السكنية الرئيسة محسية خالصة بلا شريك. وكان نشاط رجال الدين (الفكيا) بتوتي في مجالات  نشر الإسلام من  أهم عوامل انتشار ذلك الدين في أرجاء السودان في القرن الخامس عشر، وإليهم ينسب السبق في البناء الحضري في الخرطوم. ولا يزال موقع الجزيرة الاستراتيجي المميز يلفت نظر السُيّاح إلى اليوم.
ولقد لعبت جزيرة توتي دورا أكبر بكثير من حجمها الصغير نسبيا، حيث خرجت عددا كبيرا من الفكيا. وفي عهد الخليفة عبد الله كان أمين بيت المال  هو (العمدة والتاجر الشهير) أحمد بن علي بر وهو من مواليد تلك الجزيرة. وكانت توتيأيضاقاعدة  للخزانة في المهدية، وبنيت على أرضها طابيتانفي شمال الجزيرة وفي جنوبها لا تزالان موجودتان حتى الآن. وفي غضون سنوات الحكم الثنائي ظل العمدة والتاجر أحمد بن علي بر هو أهم شخصية في توتي. وعين أحد ابناء توتي عضوا في مجلس قيادة "ثورة" مايو ووزيرا في عهد جعفر نميري (والمقصود بالطبع هو الرائد زين العابدين، ابن الأستاذ محمد أحمد عبد القادر  والذي كان ناظرالمدرسة الخرطوم الثانوية القديمة، وصاحب مكتبة شهيرة بالقرب من سوق الخضار وميدان الأمم المتحدة في ستينيات القرن الماضي. المترجم)
السير الذاتية لبعض فكيا المحس في سنوات حكم العبدلاب والفونج
سنستعرض بإختصارالسير الذاتية لأربعة من أهم الفكيا المحس فيغضون  سنوات حكم العبدلاب والفونجوهم الفكي أرباب العقائد، وشيخ حامد ود أم مريوم  وشيخ  إدربس ود محمد الأرباب،  والفكي الشيخ خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم . وما يميز هؤلاء الفكيا (بالإضافة إلى  إنجازاتهم التعليمية وشهرتهم الدينية  في  زمانهم ) هو مساهمتهم في البناء الحضري، وتأسيسهم  لقرى ومدن صغيرة كونت فيما بعد عاصمة السودان بمدنها الثلاثة.
1.    الفكي أرباب العقائد
ولد هذا الفكي – كغيره من فكيا القرنين السابع  عشر والثامن  عشر-  في  جزيرة  توتي   في  الربع  الثالث  من  القرن  السابع  عشر. ويمت الفكي أرباب العقائد  بصلة القرابة لمحمد بستاي الذي ينسب إليه نشر الإسلام السني في كردفان. وبسبب خلاف وقعبين  سكان توتي انتقل الفكي إلى منطقة المقرن بالخرطوم في 1691م ليقيم خلوته هنالك. وأم تلك الخلوة الشهيرة ما لايقل عن نصف ألف من الحيران، كان نحو ثلاثمائة منهم من صبية النوبة. وكان أتباع الفكي أرباب العقائد  ينتمون لقبائل عديدة منهم  النوبة والجموعية والجعليين وسلاطين الفونج.ومن تلاميذ الفكي أرباب العقائد الذين أشتهروا لاحقا شيخ خوجلي وشيخ حمد ود أم  مريوم. وقامت حول خلوة الفكي أرباب العقائد قرية صغيرة  بها مسجد، مثلت أول مستوطنة دائمة في منطقة مقرن النيلين، وكونت أول نواة لمدينة الخرطوم الحالية.
وعمل الفكي أرباب العقائد مستشارا لسلاطين الفونج في سنار، وخاصة السلطان بادي الأحمر (1692 – 1716م)، وتوفي  في سنار بينما كان في زيارة لها ودفن هناك. وخلفه ولده علي مواصلا إرث أبيه في التعليم الديني في  مسجده وخلوته بمنطقة مقرن النيلين.
وظل المسجد الذي أٌقامه الفكي أرباب العقائد قائما حتى الغزو المصري التركي للسودان، ومع حملة الدفتردار (الانتقامية)  تم هدم كثير مما كان قائما من مباني الخرطوم مثل مسجد الفكي أرباب العقائد وقبة الشيخ خوجلي. وكأن ذلك لم يكف  الدفتردار، فقام  بإعدام  أحد أحفاد  الفكي أرباب العقائد (ولعله محمد بن الكامل بن علي) بطريقة بالغة الوحشية بأن ربطه   إلى  فوهة مدفع وأطلقه في الهواء.ولا تزال ذكرى الفكي أرباب العقائد حية في النفوس، ويعتز الخليفة الحالي (أستاذ محمد الخليفة مالك يس الذي يقطن البشاقرة) بنسبه إلى الرجل.
(وتم مؤخرا تغيير اسم "جامع فاروق" إلى "مسجد أرباب العقائد" المترجم).
2.    شيخ حمد ود أم مريوم
ولد شيخ حمد – مثله مثل الفكي أرباب العقائد- بجزيرة توتي في أو بعد  عام 1646م. وكان أحد تلاميذ الفكي أرباب العقائد، ومن أتباع الطريقة القادرية، ومقربا من الشيخ خوجلي (والذي كانت  أخت زوجته هي أم شيخ حمد). وكذلك أقترنت بنت شيخ خوجلي بقائد الجموعية شيخ عبد المحمود النوفلابي.، والذي كثيرا ما كان يلتقي شيخحمد في المنطقة التي تعرف الآن بأمدرمان.
ولأسباب غير معلومة انتقل شيخ حمد من جزيرة توتيليستقر في  حلة حمد ود مريم  علىالشاطئ الغربي للنيل الأبيض. وكما ينسب للفكي أرباب العقائد إنشاء مدينة الخرطوم  يعد شيح حمد ود أم مريوم أحد مؤسسي مدينة أمدرمان. وبحسب تاريخ (طبقات) الفونج فإن القرية التي أسسها كانت هي المستوطنة المستقرة الوحيدة في تلك السنوات وفي تلك المنطقة. إلا أن كل مساهمات الشيخ حمد في التطور الحضري تم القضاء عليها عندما  نشب بينه وبين جاره الشيخ عبد المحمود أبو شيبة (الولي) العركي خلاف كانت نتيجته أن أضحت خلوة شيخ حمد أثرا بعد عين إثر حريق مدمر. ومن بعد تلك الحادثة دعا شيخ خوجلي صديقه شيخ حمد ليستقر في منطقة بالخرطوم بحري  عرفت باسم "حلة حمد"، والتي ما تزال موجودة في ذات المكان كمعقل للمحس في الخرطوم بحري. وبذا تمكن  الشيخ حمد من مواصلة التطور الحضري في المدن الثلاثة عند مطلع القرن الثامن عشر.
تلقى شيخ حمد العلوم الدينية على يد الشيخ المحسي  يعقوب بن الشيخ المنجلي، وهو من أنشأ قرية الجريف غرب ومستوطنة أبي سعد في جنوب أمدرمان على ضفة النيل الأبيض الغربية، والتي يقطنها حاليا الفتيحاب والزاناركاب؟Zanarkab.وأشتهر الشيخ بتعليم النساء وبمحاربة البدع والضلالات التي كثرت فيزمانه  في بعض الأوساط.
ودفن الشيخ حمد (بعد عام 1730م)  في قبة أصغر قليلا من قبة الشيخ خوجلي  قرب حلة حمد التي أسسها. ويوجد الآن كثير من أحفاد ذلك الشيخ في مناطق تقع على الشاطيء الشرقي للنيل الأبيض جنوب الخرطوم.
3.    شيخ إدريس ود محمد الأرباب
ولد هذا الشيخ في حي المحسبقرية العيلفون المسمى بالمشرفية في عام 1507م، ويعد من الذين ساهموا في عمرانها. ويرجع نسبه إلىالقندال، ووالده هو  الفكي الأرباب (وهو ليس الفكي أرباب العقائد بالطبع)  ووالدته ( المحسية) هي فاطمة بنت الشريف حمد أبو دنانة، أحد معاصري الشيخ شيخ إدريس. وكانت زوجه من المحس أيضا. وتوسع كتاب "طبقات ود ضيف" في نسب هذا الشيخ وعدد من أحفاده. وكان هذا الفكي من أوائل من عملوا كمستشارين لسلاطين الفونج في سنار.
أشتهر الشيخ بكرمه الشديد، فقد كان يوزع  يوميا  ستين من أطباق (قداحة) الطعام الكبيرة على الفقراء من أتباعه. وتفوق  عليه ابنه (محمد) من بعده في هذا الجانب إذ كان يوزعللفقراء يوميا ضعف ما كان يقدمه والده.
(وللمزيد من  ما سجله الغربيون عن هذه الجوانب يمكن قراءة مقال "محس العيلفون" لهنري جاكسون، والذي سبق لنا أن نشرنا تلخيصا وترجمةله. المترجم).
4.    الفكي الشيخ خوجلي بن عبد الرحمن بن إبراهيم
ينتمي هذا الشيخ (والمولود في توتي في عام 1065 هـ)  لفقرا الكبناب في المشرفية، وبذا يكون وثيق الصلة بمن ذكرنا من شيوخ المحس. وكانت والدته ضوة بنت خوجلي من المحس أيضا.  وكان بلونه شديد السواد صاحب شخصية مميزة وكاريزما ملحوظة جذبت له الأنظار، وعده أتباعه من الأولياء الصالحين، وأطلقوا عليه عدة القاب  منها  "أبو الجاز" و"أبو ملاح" و"الحاج خوجلي". وكان  يتبع الطريقة الشاذلية. وعرف عنه أنه كان شديد الاعتداد بنفسه فقد عرف عنه عزوفه عن مخاطبة سلاطين الفونج، وعدم وقوفه لتحية أي فرد غير الخليفة شيخ إدريس والخليفة صغيرون. وكان الرجل ممن عملوا على إدخال قوانين الشريعة الإسلامية في السودان.
//////////

 

آراء